![]() |
ياحبيبتى .. يامصر
بسم الله الرحمن الرحيم
-------------------------- أعزائى القُرَّاء من منكم لم يقرأ تاريخ مصر ؟؟ لاأحسب أن أحداً لم يمر بهذا التاريخ القديم قِدم التاريخ ذاته .. فلا بُد وقد قرأتُم لكُتَّابِكُم الكِبار ؛ وقرأتُم للمُستشرقين ؛ وقرأتُم للكُتَّاب الأجانب ...قرأتُموه من وجهة نظر دينيه ؛ وقرأتموه من وجهة نظر علمانيه ..قرأتموه من مُحب مادح ؛ وقرأتموه من حقودٍ قادح ..وكَوَّنتُم ولا شك رصيداً معرفياً لابأس به عن هذا البلد الضارب بجذوره فى أعماق التاريخ البشرى كله .. ولكن .. مارأيُكم أن تقرأوا مُقتطفات عنه من أحد أبناء هذا البلد ؛ المُنتمين له قلباً وقالباً ؛ قضى ردحاً من حياته دارساً ومُتعلماً للقديم ؛مُعايشاً ومُعاصراً للحديث؟؟ من أجل هذا سأبدأ بعون الله مجموعه من المقالات تحت عنوان "حبيبتى يامصر " أُلقى فيه أضواءً خاطفه على صفحاتٍ ناصعه من ماضى وحاضر بلدى مصر ؛ راجياً أن تجدوا فيها فائده ونفع يُضاف الى حصيلتكم السابقه ... وبالطبع ؛ فالماده المعروضه أمامكم كتبها مُختصون ؛ عمدتُ الى تلخيصها لتكون مُختصراً مُفيداً ؛ بعيداً عن الإطناب أو الإسهاب المُمل. *بدأت الحضارة فى مصر مُنذُ آلاف السنين ؛ تأثر الإنسان المصرى خلالها بالظواهر المُناخيه السائده ؛تبعاً للعصور الجيولوجيه المُختلفه لكنه فى جميع مراحل تطور مجتمعه سواء كان مُجتمع الصيد والرعى ؛ أو مُجتمع الزراعه ؛ كان عليه أن يُصارع قسوة الحياه وأن يتقدم فى حضارته ومدنيته ؛ وكان صراعاً قاسياً ؛ لأنه كان صراعاً مصرياً خالصاً ؛ لم يستعن فيه بمُساعده خارجيه أو عون أجنبى .. * فى سنين عدداً راح أبناء النيل القُدماء يُشيدون ويُسطرون مدنيَّة ويتخذون من المواقف فى تاريخ العالم قديمه ووسطه وحديثه مايكشف عن أصالة هذا الشعب العظيم ؛ وعن مكانة هذه الأُمه الخالده ..لقد أقاموا مصر الموَحَّده التى لم تتغيَّر حدودها منذُ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا ... إسم مصر : ------------ اتخذ المصريون الأوائل من لون طمى النيل الأسود وصفاً لأرضهم فأسموها ( كيمى ) وتعنى أرض السَّواد .. وأطلق عليها هوميروس كلمة ( إيجبتوس ) مُعَبِّراً عن النهر والأرض التى يرويها ؛ ومنها اشتُقَّت كلمة ( إيجيبت ) ..كما أطلقت عليها الشعوب الساميَّة اسم ( مصرايم ) وتردد هذا الإسم فى التوراة ؛ ومنه اشتق العرب إسم ( مصر ) وأطلقوا عليها أيضاً إسم ( قِبط ) لكن ثبت أخيراً إسم ( مصر) عندما خصَّها الله سبحانه وتعالى بذكرها بهذا الإسم فى كتابه العزيز القُرآن الكريم ... اللغه المصريَّة : ---------------- لعل من الحقائق التى تُثير الإنتباه الى أن اللُّغه المصريَّة القديمه هى اللُّغة الوحيدة بين لُغات العالم كله التى عُمّرت منذُ بدأ ابن النيل يتكلم بها فى فجر التاريخ حتى يومنا هذا واستمرت مُستعمله فى آخر طور من مراحل تطورها الذى نعرفه اليوم بإسم ( اللُّغة القبطيه ) واستمرت تلك اللُّغة مُتداولة فى دواوين الحكومة وبين الناس ؛ حتى أبطلها من الدوائر الرسميَّة الخليفة الأموى الوليد بن عبدالملك بن مروان فى بداية القرن الثامن الميلادى ؛ واستبدل بها اللُّغة العربيَّة. الكتابه المصريَّة : ----------------- فى حوالى القرن 40 قبل الميلاد ظهرت الكتابة المصريَّة القديمه فى طورها الأوَّل وهو ماعُرِف باسم ( الكتابة الهيروغليفية ) .. ولعله يجدُر بنا أن نُصحح خطأً شائعاً يقع فيه كثيرٌ من النَّاس عندما يتكلمون عن " اللُّغه الهيروغليفية" إذ لا توجد لُغة بهذا الإسم ؛ وإنما توجد الكتابه بالخط الهيروغليفى ؛ وهى تسميه يونانيه تعنى ( الخط المُقَدَّس) وتطوًَّرت هذه الكتابة الى مايُسمَّى بالكتابة ( الهيراطيقيَّة ) ومعناها باليونانية " الكتابة الدينيه والكهنوتيه ؛ والتى تطوَّرت بدورها الى الكتابة ( الديموطيقية ) أى الشعبيَّة ؛ والتى استمرت حتى ظهور المسيحيَّة بمصر ؛ ومعها ظهرت الكتابة القبطيَّة بالأحرُف اليونانية .. التقويم الزمنى المصرى : حسب المصريون السنه بحساب الليل والنهار فكانت 365 يوماً قاموا بتقسيمها الى ثلاثة فصول : " أخت " أى الفيضان ويُقابل أشهُر ( يولية الى اكتوبر ) وأسموها أشهُر : توت وبابه وهاتور وكيهك . و" برت " أى الإنبات ؛ ويُقابل أشهُر ( نوفمبر الى فبراير ) وأسموها أشهُر : طوبه وأمشير وبرمهات وبرموده .. و"شمو " أى التحاريق ويُقابل أشهر ( مارس الى يونيه ) وأسموها أشهر : بشنس و بئونه وأبيب ومسرى ... وقسَّموا كل فصل الى اربعة اشهُر كل شهر 30يوماً ؛ واضافو خمسة أيام نسىء ..وكان الشهر مُقسَّماً الى ثلاثة أجزاء كُل جُزء عشرة ايام ؛ وقسَّموا اليوم الى 24 ساعه 12 ليلاً و12 نهاراً ... العماره المصريَّة : ----------------- تفتخر مصر بأنها تحتوى على أكبر عدد من عجائب الدنيا ( التى أسموها بالقديمه ) وتُعتبر : الأهرامات وأبو الهول ومعابد الكرنك وابو سنبل والدير البحرى ومنارة الإسكندريَّة من العمائر التى لايوجد لها مثيل فى العالم .. وتكفى نظرة واحدة الى الهرم الأكبر دليلاً على التقدُّم العلمى والهندسى والتقنى الذى كان عليه أجدادُنا القُدماء : فارتفاع الهرم = 4ر149 متراً بينما المسافة بين الارض والشمس = 4ر149 مليون كيلومتر !! وتتجه أوجه الهرم الى الجهات الأصليَّة الشرق والغرب والجنوب والشمال المغناطيسى للأرض !! ويبلغ وزن سقف حجرة دفن الملك 70 طناً عبارة عن صخرة جرانيتيه واحده !! كما انك إذا وضعت فى حجرة دفن الملك والواقعه فى نهاية الثُلُث الأول من الهرم أية مواد غذائية فإنها تحتفظ بخواصها دون عطب ؛ وإذا نُفِّذ ماكيت للهرم بنفس المواصفات والمقاييس من الخشب أو الكارتون مثلاً فإن الغُرفه المُماثلة لغُرفة الدفن الملكيه تكون لها نفس الخواص !! ثُم هُناك التُحفة المعمارية التى ليس لها مثيل ؛ وهى أضخم بناء بناه الإنسان حتى يومنا هذا منحوتاً فى الصخر بالكامل ؛ وأعنى بذلك معبد رمسيس الثانى المسمى " أبو سنبل " جنوبى أسوان.. الأدب المصرى القديم : ----------------------- وعندما نفتح صفحة الأدب المصرى سوف نرى بها عشرات الأمثله والإتجاهات والمدارس الفكريَّة العظيمه ؛ مايجعلنا نقول ان حضارة مصر ليست فقط فى مبانٍ تُقام أو علوم تُخترع ؛ بل فى فكرٍ راقٍ يملأ العقل ؛ وأيضاً فى ادب وشعر يُهذب النفس ..وهناك تُراثٌ عظيم يحتوى على عشرات الموضوعات الأدبيَّة المصريَّة القديمه أمثال : تحذيرات أبيوور ؛ وشكاوى القروى الفصيح ؛ ونصائح الملك خيتى الى ابنه مريكارع ؛ ومحاورات الباقون من الحياة مع أنفسهم ؛ وقصة سنوهى ؛ وقصة الغريق ؛ وغيرها الكثير والكثير.. كان هذا هو فكر وعقل المصرى القديم منذ آلاف السنين ؛ عاش يُفكر ويتأمَّل على ضفاف النيل ؛ سابقاً فى ذلك كل أُمم العالم .. هكذا قدَّر الله له ؛ فكان .... فى الحلقة القادمة سنبدأ بالحديث عن الجيش المصرى ؛ ومعارك البطولة والشرف .. فكونوا معنا .. |
ياحبيبتي يا مصر .. هذه البلد فعلا غير
ومتابعة .. أحب فقط أن أشارك بمعلومة صغينونة عن فائدة في اللغة المصرية وهي مهداة لمن يريدون الكتابة باللغة العربية الفصحى .. أحيانا من يريد أن يكتب باللغة العربية الفصحى يخطيء إملائيا فلا يعرف هل هذه الكلمة تكتب بحرف الـ ض أو الـ ظ لذلك عليه فقط أن يعود للهجة المصرية ويرى كيف هي تنطق باللهجة المصرية ؟! إن كانت تنطق بحرف الـ ز فهي حرف الـ ظ وإن كانت تنطق بحرف الـ ض فهي حرف الـ ض أيضا مثال .. كلمة ( ظابط ) في اللغة العربية الفصحى ينطقها المصريين ( زابط ) كلمة ( إضافة ) في اللغة العربية الفصحى ينطقها المصريين ( إضافة ) تقبل تطفلي ومشاركتي وتحيتي ،، |
مرحبا أخي أسامة ... أتمنى أن تكون بأحسن حال شدني الموضوع عن مصر لحبي لها ولأهلها... مصر أم الدنيا لذلك أنا متااااااااااااااااابعة |
شكراً جزيلاً أُختى الجريئه لهذه المُداخله الجميله ؛ المُشتمله على إضافه
مفيده ؛ تُثرى الموضوع ؛ وتُعطيه بُعداً جديداً ... |
حيَّاكِ الله يارياانه لهذه المُداخله الأخويه الودوده ...
واعلمى أن مصر تُحب الجميع ؛ فما بالك بمن يُكن لها مثل مشاعركِ الراقيه ؟؟!! |
مـن مثـل أو أكثـر مـن المصـري،،،،،
سيحب مصــر،،،،؟؟؟؟ هـذه البلد التي لها تاريخهـا العظيـم،،،،، تقبــل تحيـــاتي الورديـــــــة،،،،،، caaaaaaaaa |
شكرا أسامة ..
|
-ياركب المحبين أين ما حللتم وأرتحلتم.
وذهبتم وأقبلتم. أهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم. _ قل للأخيار المكرمين. _ الوافدين إليها مغرمينن. _ والقادمين إليها مسلّمين. (إدخلوا مصر إن شاء الله آمنين) _ فى مصر تعانقت القلوب. _ وتصافح المحب والمحبوب. _ وإلتقى يوسف ويعقوب. _ فصفق الدهر ليوسف منشداً. وغنى الزمان له مغرداً. وخروا له سجداً. |
الأخ الكريم أسامة
موضوع رائع يستحق المتابعة تقبل تحياتي |
اقتباس:
شكراً لمروركِ الكريم .... |
اقتباس:
|
اقتباس:
|
اقتباس:
أكرمك الله أخى العزيز .. وشكراً لهذا التشجيع ... |
دي مصر منوره في الصفحه هنا ..
أساااااااااامه .. يامصري ياجااااااااااااااااااااااااامد .. إستمر نحن معك .. متااااااااااااااااااااااااااااااااابعه .. |
أنار الله دربكِ بنور الهدايه واليقين ...
شكراً جزيلاً للكلام الحلو ده .... |
كلنا بنحب مصر واهلها الجدعان aaaaaaaaax
|
.... ومصر تُكن للجميع أرقى مشاعر الحُب والمودَّة ...
شكراً ياغربة إحساس لهذا المرور الكريم ... |
شكرا لك اخ اسامه على ماتفضلت به من ذكر حقائق عن مصر ام الدنيا ....
وفي انتظار الباقي ... |
الشكر موصول لكِ أُختى الفاضله الأولى لكريم مرورك وجميل تعقيبكِ ..
|
ياحبيبتى يامصر (2)
aaaaaaaaag
نبدأ حديثنا فى هذه الحلقه عن الجيش المصرى .. ونُشير بادىء ذى بدء الى أنه قد مرت فترة ليست بالقصيره لم يكن المصريون فيها بحاجه الى جيش يحمى حدودهم ؛ نظراً لمنعتها الطبيعيه ؛ حيثُ كانت صحراء سيناء فى الشرق والصحراء الغربيه عائقان فى وجه من تُسوِّل له نفسه إقتحام مصر ؛ كماأن أرض النوبه القاحله فى الجنوب كانت مانعه من أى هجوم ؛ ونظراً لعدم وجود أساطيل بحريه فى ذلك الزمن السحيق إنعدم الخطر من جهة البحر فى الشمال ...وهكذا عاش المصرى القديم ردحاً من الزمن ينعم بالأمن والأمان ؛ ويوجه طاقته وجهده لزراعة أرضه وإعمار بلده ؛ وفى إعمال عقله وفكره ؛ حتى نشأت المُقاطعات التى تبلورت فى مملكتى الوجه البحرى والوجه القبلى ؛ وبدأت بينها الصراعات من أجل الإستيلاء على المُقدرات الطبيعيه والمُكتسبه التى تتمتع بها فكان لِزاماً وجود القوة المُسلَّحة التى تدفع العُدوان ؛ وتفرض الأمن والسلام بالقوَّة .. تم تكوين جيش لمملكة الوجه البحرى والتى اتخذت مدينة منف عاصمةً لها ؛ وجيش لمملكة الوجه القبلى وعاصمتها مدينة طيبه وكان كل جيش منهما يتكوَّن من داخله من فرق تُمثِّل المُقاطعات التى تنتمى لها هاتين المملكتين ؛ وقامت بينهما حروب مُتعدده انتهت بقيام الملك " مينا " بتوحيد مصر نهائياً عام 3425 قبل الميلاد ؛ لتنتهى هذه التمزُّقات الداخليه ويتفرغ الجميع لصد غارات البدو والتى بدأت حوالى عام 2286 ق.م. طبيعة الجيش : --------------- تلك الغارات التى دعت الفرعون " زوسر " لوضع الخطوات الأولى فى سبيل تكوين جيش مصرى ثابت .. وتم تقسيم حدود مصر الى مناطق أُطلق عليها " أبواب المملكه " يحكُم كل منطقه منها "سشم تا " أى مُرشد الأرض ؛ وتشتمل كل منطقه على حصن مُستطيل الشكل به حاميه ثابته .. كما تواجد جيش ملكى بقيادة الفرعون نفسه ؛ وتم تقسيم هذا الجيش الى فيالق ؛ وكل فيلق يقوده قائد " أمرا مشع " وهذه الفيالق مُقسَّمه بدورها الى فرق حربيه "عبرو" يُشرف على كل فرقه رئيس ؛ وتتألف الفرقه من سرايا تعداد السريَّه 200فرد تحت قيادة حامل العلم " تاى سريت " مُجزئين الى أربعة فصائل كل فصيله 50 فرداً تحت قيادة ضابط صغير ؛ وأُطلق على أفراد الجيش المُجنَّدين " نفر " أى الشباب الجميل .. أما إدارة الجيش العامل فكانت لها مصلحة خاصه تُسمَّى بيت الأسلحة " برعحا " وكانت تتبعها أقسام التموين والتسليح وبناء السُّفُن والمُكاتبات العسكريَّة .. الأسطول البحرى : ------------------- كما أن الأسطول وُضِع تحت إشراف رئيس يُلقَّب " مدب دبت " أى بانى السُّفُن ؛ وكانت بعض السُّفُن تصل الى 50 متراً طولاً وتُسمَّى "دبت عات " أى سفينه عظيمه ؛ وبلغ عدد السُّفُن التى أرسلها " الفرعون زوسر " الى لبنان لإحضار خشب الأرز اللازم لبناء سُفُن الأسطول 40 سفينه فى البعثه الواحده .. سلاح الجنود : -------------- كان سلاح الجنود فى تلك الآونه عباره عن الرماح والسهام ..أما حملة الرماح فكانوا يسيرون فى أقسام يتكون كل منها من عشرة صفوف قِوام كل صف خمسة جنود يتسلَّح كل منهم برُمحٍ طوله 70 سم برأس مُدبب وخنجر ودرع واقيه .. أما الرُّماه فكانوا مُسلَّحين بقوس وبضعة سهام من النحاس أو الحجارة الصلبه .. وتطوَّر تكوين الجيش بعد ذلك لتُضاف اليه العجلات الحربيه التى تُعَد سلاحاً هجومياً يتميَّز بالقُدره على مُفاجأة العدو وسرعة إقتحام صفوفه ؛ وكانت العجله الحربيه مُكوَّنة من جسم ( صندوق ) فوق عامود مُتَّصِل بعجلتين على جانبى الصندوق ؛ ويجُر الجميع زوج من الخيول .. كما أُضيفت الى أسلحة الجنود الشخصيَّة الهرَّاوات والسيوف القصيره والأقواس المُرَكَّبة بعيدة المدى .. كما استخدمت الجيوش المصريَّة القديمه الأعلام والشارات التى تُميِّز الفيالق والفرق والفصائل ؛ وتنوَّعت هذه الأعلام مابين صغيره تحمل رمزاً بسيطاً الى كبيرة مُثقله بالرموز والعلامات ... شخصيات لامعه : ---------------- وقبل أن نُسدل الستار على هذه الحقبه البعيده ؛ نورد ترجمةً موجزة لشخصيتين ؛ كان لهما أكبر الأثر فى الأحداث التى عاصروها ؛ لا على أنهما الوحيدان فى تاريخنا العريق اللذان كان لهما هذا التأثير البالغ ؛ ولكن كمثال فقط .. أولاهُما : الملكة " أباح حتب " : ---------------------وتعنى بالمصريَّة القديمه " القمر يولد " .. تُعّد من أعظم ملكات مصر القديمه كلها ؛ وعلم من أعلام الوطنيه فى كل العصور ؛ حفظ لها شعب مصر صنيعها فى توحيد صفوفه وحمل راية الكفاح نحو الحريَّة والإستقلال وطرد الأجنبى الغاصب ؛ فلقَّبها " بطلة الجهاد " ورفعها الى أعلى مراتب المجد والرفعه .. عاصرت هذه الملكه العظيمه أحلك فترات الأُمَّة المصريَّة والتى رزحت فيها ولأول مره تحت الإحتلال الأجنبى الذى عُرِف باسم " الهيك سوس " أى ملوك الرُّعاة والذى استمر حوالى 150سنة من عام 1725 الى عام1575 ق. م. ولقد وقع عبء تحرير مصر من نير الإحتلال الأجنبى على عاتق أُسرة هذه الملكه ؛ بدءً من والدها " سقنن رع الكبير " الذى مات قبل أن يُتم هذا الواجب ؛ فراحت " اباح حتب " تدفع زوجها "سقنن رع الثانى " الى مُقاتلة الهكسوس وطردهم من مصر ؛ وقد امتلأ قلبها وطنية وإيمان بحق مصر فى الإستقلال ؛ وراحت تجمع حُلى ومصاغ نساء طيبه لتجهيز جيش التحرير .. وعندما سقط زوجها " سقنن رع " فى ميدان الجهاد والشرف صريعاً لم تيأس من النصر ولم تتوقف عن العطاء ؛ بل راحت تُشجِّع ابنها البكر " كاموزا " على استكمال مابدأه جده وأباه ؛ وقام هذا البطل الذى رضع الوطنيَّة من أُمه " بطلة الجهاد " بالكفاح فى سبيل نيل شرف الإستقلال حتى سقط هو الآخر شهيد الوطنيَّة ؛ ومات كأبيه قبل أن يستكمل مهمته ؛ ووضعته أُمه الملكه " أباح حتب " فى تابوته ومعه خنجر طوله 31 سم مربوط على ذراعه اليمنى بمعنى الفداء والبذل فى سبيل الوطن .. ثم التفتت الى ابنها الثانى الصغير " أحموسا" ؛ وراحت تتعهده وتُعده لإستكمال الجهاد المقدس .. وكما بثت الوطنيه وحب مصر فى نفس زوجها وابنها البكر ؛ راحت ثبُث هذه المعانى العظيمه فى نفس "أحموسا" حتى ينشأ ويشتد عوده على هذه المبادىء التى وهبت نفسها لإحيائها ؛ وعاشت بأمل تحقيقها ؛ ثم راحت تدعو فى معابد طيبه لتحرير بلدها ؛ وتحث النساء على تشجيع رجالهن .. استكمل " أحموسا " تحت رعاية أُمه أدواته ؛ واتخذ أُهبته واستعداده ثم انقض على أعدائه وأعداء بلده الهكسوس ؛ فشدد الهجوم على عاصمتهم " أواريس " حتى سقطت بعد ثلاث حملات ؛ ثم طاردهم حينما فروا أمامه عبر سيناء حتى لحقهم فى حصن " شاروهين " فى منطقة غزَّة ؛ وحاصرهم هناك ثلاث سنوات مُتتاليه ؛ ثم اقتحم ????? وفر من بقى من الهكسوس ؛ ولم يظهر اسمهم مرة ثانيه فى التاريخ .. عاشت " أباح حتب " حتى سن الثمانين ؛ ورأت حفيدها " أمنحُتُب الأول " مُتمتعةً بحفاوة شعب مصر الوفى الذى لم ينس لها ما قدمته من نضال وتضحبات حتى وافتها المنيَّة ؛ ودُفنت فى مقبرتها بطيبه ... تُحتمُس الثالث: شخصيتنا الثانيه هو أعظم ملوك مصر القديمه ؛ وأقدر قوَّدها فى تاريخها القديم ؛ كان سياسياً بارعاً ورجل دولة مُحنكاً ؛ لعب دوراً هائلاً فى تسطير أنصع الصفحات من تاريخ بلاده ؛ وقد تولى حُكم مصر عام 1468 ق.م. حتى توفى عام 1436 ق.م. وفى خلال فترة حكمه التى استمرت 32 عاماً امتشق حُسامه بعد75 يوماً فقط من توليه الحُكم ؛ ولم يخمد هذا الحُسام حتى مماته ؛ وانطلق يُحارب على رأس جيش مصر خائضاً أكثر من 16 حملة عسكريه لتوطيد سلطان مصر ؛ وليُكوِّن امبراطوريه من أعظم امبراطوريات العالم القديم ؛ لم يعرف جيشه طعم الهزيمه إطلاقاً ؛ ولم تخفض إعلام النصر طوال حياته .. بكل معايير التحليل العسكرى لمبادىء الحرب فى العالم القديم تعتبر معركة " مجدو " التى خاضها "تحتمس الثالث" واحده من أعظم المعارك فى التاريخ القديم إن لم تكن أعظمها ؛ منذ بداية تحركه من " ثارو " حتى " مجدو " شمال فلسطين قاطعاً تلك المسافه وهى حوالى 230ميلاً فى 21 يوماً على مرحلتين ؛ وهى سرعة تعتبر من المعجزات بمعايير الفن العسكرى القديم ؛ حيثُ أن هذا التقدُّم كان يلزمه توفير امدادات للجيش من مياه وطعام بسرعه تُماثل سرعة تقدُّمه ؛ فى وقت لا تتوافر فيه معدات النقل وفى أرض صحراوية جرداء .. وفى المعركه وضع " نحنمس الثالث" اسمه كأعظم القاده العسكريين فى التاريخ القديم ؛ وبرزت موهبته وكفاءته وشجاعته العاليه ؛ وانتهت باستيلاء الجيش المصرى على تلك المدينه ذات الأهمية الإستراتيجيه الفائقه ؛ وكانت غنائم الجيش المصرى من الكثرة بحيث أنها دوِّنت على جدران المعابد ؛ وكان منها 924 عجله حربيَّة و2238 حصاناً .. وصل "تحتمس الثالث" فى حملته الى شمال نهر الفرات ؛ حيث عبره وأقام لوحه على الضفه الشرقيه منه .. كما امتد نفوذه حتى "كوش " شمال السودان ؛ ووصلت السُّفُن المصريَّة الى بلاد "بنت" فى الجنوب ؛ وشمل سلطان مصر بلاد "تحنو" أى ليبيا ؛ وكان جيش مصر فى عهد "تحتمس الثالث " أقوى جيوش العالم تنظيماً وتسليحاً ؛ كما أنشأ هذا الملك المُظفَّر اسطولاً بحرياً على أعلى المستويات .. ولقد استن " تحتمس الثالث" سنه دبلوماسيَّة رائعه تدل على حنكته وبراعته السياسيه ؛ عندما كان يعفو عن أعدائه الأُمراء بعد انتصاره عليهم ؛ بشرط أن يُقسموا له يمين الولاء والطاعة ؛ ثم يأخذ أبناءهم ويقوم بتعليمهم وتربيتهم على العادات والثقافات المصريَّه ويسقيهم الولاء وحُب مصر ؛ حتى إذا ماشبُّوا وعادوا الى بلادهم حكاماً خلفاً لآبائهم كان ضامناً لولائهم ونصرتهم له ..كما أنه بذلك ساهم فى نشر الثقافه والحضاره المصريه عن طريق هؤلاء الأُمراء الصِغار .. ولم يقتصر نشاط هذا الملك العظيم على الفتوحات الخارجيه فقط بل راح يُنظم الإداره الداخليه لمصر ؛ ويوطد دعائم الأمن والإستقرار ويُشيِّد من المعابد والآثار المصريَّة ما جعل منه واحداً من أعظم ملوك مصر كلها ..... فى الحلقه القادمة إن شاء الله سنتناول " مصر والأديان" .. فكونوا معنا ... |
كـل الشكـر لك أسامة،،،،،،
على هــذا الموضــوع الجميـل،،،،، وعـلى هــذا التوضيــح والتسهيـل،،،،، الذي جــاء مـن عاشق مصـــر و ابـن النيــل،،،،،، تقـبــل تحيـــاتي الورديـــــــــة،،،،، caaaaaaaaa |
أسعد الله صباحكِ ياورده ....
شكراً لتشجيعكِ لنا جميعاً ؛ وربنا يُجزيكِ عنَّا خيراً ... |
متاااااابعة
|
اسألوأ كل الناس .. مين هما أجدع ناس ؟
هما المصرين يا أرض أطيب ناس .. كلك دفا واحســاس وحافظك رب العالمين مين أحن قلب لينا؟ هو حضن حبيبتي مصر مين يسعد مين قلوبنا هي ست الكل مــصر مين اللي جنب منا مش حتبقى الا مصـر الله الله الله الله الله عليكوا رجــــاله من الألف للياء الله الله الله الله الله عليكوا دانا ليكـوا قلبي بيشتاق مين أحن قلب لينا؟ هو حضن حبيبتي مصر مين يسعد مين قلوبنا هي ست الكل مــصر مين اللي جنب منا مش حتبقى الا مصـر الله الله الله الله الله عليكوا رجــــاله من الألف للياء الله الله الله الله الله عليكوا دانا ليكـوا قلبي بيشتاق انا عن نفسي احتكاكي بمصر والمصريين كثيرجدا وتعاملي معهم مستمر سلس وسهل مافيش حواجز فشهادتي مجروحة في مصر بحبك يامــــــــــصـــــر ياحتة مني |
شكراً لكِ أُختى الجريئه لحُسن المتابعه ..
وشكراً ياكيميائيه لهذا الكلام الجميل ؛ وهذه المشاعر النبيله الراقيه ... |
مصر ام الدنيا وام كل العرب aaaaaaaaag
|
شكراً ياصوفه لمرورك الكريم ...
|
aaaaaaaaag
من المُسَلَّم به عقلاً ونقلاً أن الإنسان مُنذُ بدء الخليقه قد تدَيَّن .. فالدين شرعه الله لآدم أبى البشر قبل أن يأذن له بعمارة الأرض ومزاولةأسباب الخلافه فيها .. إلا أنه فى الزمن السحيق مرت بأُمم من الناس مايُمكن أن نُطلق عليها " زمن الفترة " وهى المسافة الزمنيه بين رسالتين سماويتين .. فى هذه الفتره كان الخلق يعيشون على آثار الرساله السابقه ؛ والتى عادةً مايدخلها التحريف والتعديل والتبديل بفعل مرور الزمن بمُعاصريها الأولين ؛ وبفعل الأهواء البشريه والرغبات التى تنزع للخروج من ربقة الأوامر والتكاليف .. هذا المُناخ تجلَّى واضحاً فى الديانه المصريَّة القديمه .. فالدارس بعُمق لها يجد أنه بالرغم من التعدد الكبير لآلهة المصريين القدماء ؛ إلا أنهم ينقسمون الى ثلاثة أنواع : آلهة الكون الكبرى التى تُدير هذا العالم بسمائه وأرضه وشمسه وقمره ونجومه . وهذه الآلهه كانت " أصل تعبُّدى " لديهم ؛ تنبثق عنه الأنواع الأُخرى .. النوع الثانى : آلهه محليَّة تخص كل مدينه وإقليم ؛ ويُعتبر الإله فى هذه الحاله حامى المدينه أو الإقليم بتفويض من الآلهه الكونيه الكبرى .. النوع الثالث : آلهة الدولة الرسميَّة ؛ وعادةً ماتكون عباره عن إله المدينه أو الإقليم الذى خرجت منه الأُسره الحاكمه كالإله " حورس " والإله " بتاح " .. ويُكمل هذا الفكر أن الملك أو الفرعون كان يُعد إلهاً تجسيدياً للإله المعنوى الرسمى للدولة ؛ ويكون أى الفرعون مُختاراً من قِبل الآلهه الكُبرى لحكم مصر .. ومن العقائد التى لعبت دوراً هاماً فى حياة المصريين القدماء عقيدة البعث والحياة بعد الموت ؛ فقد آمن المصرى القديم أن الموت ماهو إلا قنطرة برزخيه يعبرها الى الدار الآخره .. لذا نجد أن المقابر قد اشتملت على أشياء الميت الضرورية من طعام وشراب وسلاح شخصى وثياب ؛ إضافةً للأشياء الترفيهيه من حُلى وجواهر اعتاد التزيُّن بها فى حياته الأولى ؛ كما تم الإعتناء بالجثه وتحنيطها ولفها فى لفائف الكتَّان صوناً لها من التلف والفساد ؛ حتى إذا ماعادت الروح ( كا ) لها وجدتها بحالة جيده يصلُح معها استئناف الحياة الأخرويه ؛ كل ذلك بإعتبار أن الحياة الثانيه ستكون على شاكلة الحياة الأولى ... كذلك اعتقد المصرى القديم فى الحساب على ماقدمته يداه فى دنياه ؛ وتصوَّر ذلك واقعاً فى " محكمة أوزيريس" الذى يقوم بوضع قلب الميت بما فيه من نوايا وأعمال فى كفة ميزان ؛ وتوضع فى الكفه الأُخرى رمز الإله " ماعت " وهو الحق والصدق والخير والعدل والإستقامه .. فإن كان الميت شريراً بطبعه وأعماله هوت الكفه التى بها قلبه ؛ وأُدين ؛ وهنا يتقدم الوحش " اماتيت " لإلتهام قلب هذا المُذنب ؛ ويُعاقب بأن يُبعث الى الحياة مرة أُخرى بلا قلب .. أما إذا كان الميت خيْراً ؛ فإنه يُكافأ بدخول " مملكة أوزريس " حيثُ يُمنح قطعه من الأرض الخصبة التى لاتُماثل أرض الدنيا ؛ بل تنمو فيها المزروعات بدون جهد شاق من زارعيها ؛ مُكافأةً له على إحسانه فى الدنيا .. وفى إعتقاد آخر ان الميت الصالح يُصبح نجماً فى السماء .. وكلها كما نرى معتقدات يُمكن " تجذيرها " سماوياً ونسبة أصولها لرساله ربانيه مع الأخذ فى الإعتبار ما ألمَّ بها من تحريف و" تخريف " فى فروعها وجزئياتها .. أول ثوره دينيه : ---------------- حدث أول إنقلاب فى الفكر الدينى على هذه المُعتقدات حوالى عام 1347 ق.م. عندما تولى حكم مصر الملك " أمنتحب الرابع " حيث قاد حركه دينيه هائله ضد كل التقاليد والموروثات ؛ ونبذ جميع تلك الآلهه ؛ ودعا الى عبادة إله واحد "رءوف رحيم ؛ خفى لا يُرى ؛ سوى نفسه بنفسه " ورمز له بقرص الشمس ؛ وأطلق عليه " آتون " وأسمى نفسه " إخناتون " أى عبد آتون ؛ وجعل مبادىء الدين الجديد قائمه على الدعوه الى تحقيق العدل والمساواه والقيم الخيره ونبذ الشر وتحريم عبادة الآلهه المتعدده الأُخرى .. فهل كا ن " إخناتون " هذا نبياً من جملة الأنبياء الذين لم يقُص الله قصصهم علينا فى القرآن الكريم وتم تحريف رسالته والعبث بأصول نبوَّته ؟؟!! سؤال ليس هنا مجال الإجابه عنه .. المهم أن كهنة الديانه السابقه القائمه على التعدد لم يرق لهم الدين الجديد ؛ والذى نزع عنهم " السلطه الزمنيَّه " التى اكتسبوها عبر العصور والتى كانت عندهم أثمن من الحقيقه المُجرَّده ؛ فعارضوا " إخناتون " أشد المعارضه ؛ وقاوموا دعوته ماوسعتهم المقاومه ؛ حتى إذا ما وافته المنيَّه إنقلبوا بالبلاد الى انتكاسه شديده ؛ وأعادوا الوثنيه الى سابق عهدها الأول ... مصر واليهوديَّه : من المعلوم ان فدوم ابو الأنبياء ابراهيم الى مصر كان حوالى القرن 18 ق.م. ؛ وأنه أمضى فترةً من الزمن بمصر ثم غادرها ومعه جاريةً زوجته "سارَّه " وهى المصريَّة "هاجر " والتى تزوجها فيما بعد وأنجب منها اسماعيل جد العرب كما سيأتى ذكره ؛ وبعد مولد " اسماعيل " بنحو 14 سنه ولدت " ساره " لإبراهيم ابنه الثانى " اسحاق " فى جنوب فلسطين حيث كان يستقر هناك .. وأنجب " إسحاق " ولدين : " عيصو " و "يعقوب " المسمى " إسرائيل " والذى أنجب 12 ولداً ( الأسباط ) ومنهم يوسف الذى بيع الى وزير مصر ؛ وأنعم الله عليه بالنبوه والملك فى مصر ؛ فاستقدم أبيه " أسرائيل " وبنيه لتُصبح مصر مُستقراً ومُقاماً لـ " بنى إسرائيل " ردحاً من الزمن يُقارب 400عاماً مُتتاليه ؛ ولدت أجيال وماتت أُخرى حتى أظل زمن موسى بن عمران .. وهنا نقطه نود الإشاره إليها وهى أن دخول بنى اسرائيل الى أرض مصر تزامن مع جثوم إحتلال بغيض على صدر المصريين ؛ فنظروا الى هؤلاء الوافدين الجدد على أنهم أتباع المستعمر وربيبته وأعوانه ؛ فبدأ الكُره والحقد الموجه الى أُؤلئك القادمين .. وما إن أمكن للمصريين التحرر من ربقة المستعمر ؛ حتى استداروا الى " الأعوان " وأذاقوهم النكال والعذاب لقاء تعاونهم مع الإستعمار ؛ وكان ممن بالغ فى تعذيب بنى إسرائيل " فرعون موسى " .. هذا الفرعون اختُلف فى تحديده على وجه اليقين ؛ وإن اتجه بعض الباحثين والمؤرخين الى أنه " رمسيس الثانى " قاهر الحيثيين ومُطهر أرض مصر منهم .. ويوجد هنا فى المنتدى فى باب " الفضفضه " صفحة 31 بحث قيم لأختنا الفاضله نجلاء الهاجرى حرى بالقراءه ؛ هاكم رابطه : http://www.nafsany.cc/vb/showthread.php?t=42128 ومعلوم أن الوحى السماوى والإصطفاء الإلهى قد انزل الى موسى وهو فى رحلة عودته من أرض مدين ؛ حيث قضى هناك زمناً خوفاً من بطش الفرعون ؛ وتيسر لموسى فى أرض مدين الزواج من ابنة نبى الله شعيب .. كانت الرساله الموحى بها من الحق تبارك وتعالى لكليمه موسى دعوة فرعون وقومه الى نبذ الآلهه وعبادة الله الواحد الأحد ؛ والكف عن تعذيب بنى اسرائيل.. لكن الفرعون الذى طغى وتجبَّر أبى صلفه وعناده وغروره الإنصياع لكلمة الحق ولم ترض نفسه بأن ينزل عن ملكه والوهيته المزعومه لقول أحد رعاياه ؛ فناصب موسى وأتباعه العداء واستكرههم على الفرار بدينهم ليلاً الى أن وصلوا الى بحيره جاء ذكرها فى العهد القديم باسم " بام سوف " إلا أن الفرعون وجنوده وقد أقلقهم هرب هؤلاء قد تابعوهم حتى أدركوهم على مشارف البحيره ؛ وصار هلاك موسى ومن معه أمراً محتوما ؛ لامفر منه ... لكن اين الله ؟؟!! أيرسل رسولاً ويتركه لقمه سائغه فى أفواه أعدائه ؟؟! لقد تجلت القدره الإلهيه فى أوضح صورها بأمر الرب تبارك وتعالى لعبده وكليمه موسى بأن يضرب البحر بعصاه فانشق وكان كالطود العظيم ؛ وأمر موسى أتباعه بالمرور بين الماء الذى انقطعت عنه بأمر الله خاصية السيال ؛ حتى وصلوا البر الآخر ؛ وأراد فرعون بعنجهيته وغروره الغير محسوب العواقب اقتفاء أثار العابرين ؛ فكان أن انطبق الماء عليه وجنوده ؛ وكان هلاكه من حيث أراد النصر .. سار موسى ومن معه جنوباً باتجاه مدين ؛ والتى تقع بين طابا ودهب حالياً حيث كان يوجد أصهار نبى الله وعشيرة زوجته ..وفى هذه الأرض تلقى موسى من ربه الوصايا والشرائع للدين الجديد ؛ وتلقى الأمر بدخول أرض فلسطين ؛ فتأبَّى قومه خشية قتال العماليق الذين كانوا يحكمونها لهم ؛ فعاقبهم الله على النكوص عن أمر نبيه " بالتيه " فى سيناء لمدة 40 سنه مات فى أثنائها موسى ثم هارون ؛ ودُفنا بها .. وحوالى القرن 12 ق.م. دخل بنو اسرائيل أرض فلسطين بقيادة " يوشع " أحد أصفياء موسى ؛ وبقوا فيها تحت حكم نبى الله داود الذى أسس بها دولة واتخذ من " أورشليم " عاصمةً لها ؛ ثم خلفه ابنه نبى الله سليمان ؛ حتى هاجم ملك بابل " بختنصَّر " مملكة أورشليم وخرَّبها وشتت شمل أهلها ؛ الذين لم يجدوا مفراً من العوده الى مصر مرة أُخرى ؛ وكان ذلك فى القرن السابع قبل الميلاد وبنوا مسعمرة لهم فى مدينة " الفنتين " قرب أسوان الحاليه .. وعندما بنى اسكندر المقدونى " الأسكندريه " خصص لهم حياً يُقال انه حى الإبراهيميه الحالى حيث توجد به أقدم مقابرهم ..كما انتشرت معابدهم فى ارجاء مصر فى العهدالبطلمى الذى تلا الإسكندر .. وفى عهد "كورش " ملك فارس وبابل عام 538 ق.م . سُمح لبنى اسرائيل بالعوده الى فلسطين ؛ وأطلق عليهم الفرس أسم " اليهود " نسبةً الى يهوذا أحد كبرائهم فى ذلك العهد ؛ كما أطلقوا على عقيدتهم " اليهوديه " .. ومنذ ذلك التاريخ أصبحت كلمة " اليهود " تعنى من اعتنق الديانه " اليهوديه " ولو لم يكن من بنى اسرائيل ؛ وهذا هو الفارق بين اليهودى والإسرائيلى .. كان من بين العائدين أحد كهنة اليهود والمسمى " عيزرا " والذى بدأ فى كتابة أجزاء من العهد القديم ؛ وكان ذلك بعد موسى بحوالى 700سنه .. وتمت ترجمة " التوراة " بالإسكندريه الى اللغه اليونانيه أوائل القرن الثالث ق.م على يد 70 حاخاماً وهى الترجمه المعروفه " بالسبعينيَّه " والتى تُرجمت بدورها الى عدة لغات أُخرى ... وهكذا .. كانت مصر منبتاً ومنشأً ومماتاً لنبى اليهوديَّه ؛ كما نزلت بأرضها كل تعاليم وشرائع الديانه اليهوديَّة بالكامل .. وايضاً أصبحت مصر ملجأً لكل يهودى يلقى إضطهاداً أو تعسفاً من الوثنيين .. وفوق ذلك ؛ أنه على بقعه طاهره مباركه من ارض مصر فى سيناء ؛ تجلَّى الرحمن الرحيم خالق الرض والسموات لعبده وكليمه موسى بن عمران على نبينا وعليه وعلى جميع رسل الله الصلاة والسلام .... فى الحلقه القادمه بإذن الله نتحدث عن " مصر والمسيحيَّة " الى اللقاء ... |
الأخ أسامة السيد
متعة مابعدها متعة .. أشكرك من كل قلبي على هذا الموضوع الرائع بروعة كاتبه وبانتظار الحلقة القادمة. تقبل تحياتي وتقديري |
بارك الله فيك أخى العزيز ..
وشكراً لهذا التشجيع الكبير .... |
aaaaaaaaag
البداية : يبدأ ارتباط مصر بالمسيحيه عندما فرت السيده " مريم " بالسيد " المسيح " وهو رضيع من فلسطين هرباً من " هيرود " ملك اليهود .. يذكر ذلك انجيل متى ( ملاك الرب ظهر ليوسف فى حلم قائلاً/ قُم وخُذ الصبى وامه واهرب الى مصر لأن هيرود مُزمع أن يطلب الصبى ليُهلكه ) وكان هيرودس قد قتل جميع الصبيان الذين فى بيت لحم وتخومها من ابن سنتين فما دونها .. وهكذا كانت مصر لنبى المسيحيه ملجأ وملاذاً ؛ حيث استقر فيها أكثر من سنتين تنقل فيهما بين أماكن متفرقه فى الصحراء الشرقيه ومنطقة القاهره الحاليه والصعيد .. ولا زالت تلك الأماكن من المزارات المباركه فى الشريعه المسيحيه . المسيحيه فى مصر : ويرى المؤرخون أن من يُنسب له دخولها الى مصر هو القديس "مرقس" الذى صاحب " بولس الرسول " وبعد مقتله فى روما صاحب " بطرس الرسول " ثم اتجه هذا القديس الى وطنه بشمال افريقيا للتبشير فيه ؛ وقدم من طريق الصحراء الغربيه الى صعيد مصر ؛ حيث كتب انجيله ( انجيل مرقس) باللغه اليونانيه الشعبيه لأنها كانت أقرب اللغات الى فهم الخاصه والعامه من اليهود واليونان وأبناء مصر ؛ ثم أنشأ بالأسكندريه مدرسه لاهوتيه ومات عام 70 فى الإسكندريه ودُفن بها ؛ الى أن سرقه أُناس من بحارة البندقيه بايطاليا فى القرن التاسع الميلادى .. الأناجيل : والإنجيل كلمه يونانيه تعنى البشاره أو الخبر السعيد .. وقد تداول المسيحيون فى القرن الأول عدد كبير من الأناجيل ؛ ثم اعتمد آباء الكنيسه أربع نسخ منها بالإقتراع وهى أناجيل ( مرقس ؛ متى ؛ لوقا ؛ ويوحنَّا ) مع طائفه من أقوال الرسل المدوَّنه فى العهد الجديد .. وتتفق الآراء على أن نسختين من الأناجيل كتبهما مسيحيان لم يجتمعا بالسيد المسيح وهما ( مرقس ) الذى كُتب عام 70م. و( لوقا ) الذى كُتب عام 80م. كما ان انجيل ( مَتْى ) كُتب بين عامى 70 و80 م. أما انجيل يوحنَّا فيرى أكثر الباحثين أنه مكتوب بقلم يوحنَّا تلميذ السيد المسيح وأنه أقدم الأناجيل كتابةً حيث كُتب أولاً بالعبريه بين عامى 30و40م. ثم نُقل الى اليونانيه .. كما يرى بعض الباحثين أن هذا الإنجيل قد حقق بالإسكندريه ؛ يظهر هذا من اسلوبه الفلسفى الواضح والمُتغيْر الى حد ما عن الأناجيل الثلاثه الأُخرى .. وعلى هذا الإنجيل تسير الكنيسه المصريه الى اليوم ... المصريون والمسيحيه : وقد دخل سكان مصر فى المسيحية ؛ وتعرضوا الى أهوال التعذيب من الحكام الرومان ؛ وسطَّر المسيحيون قصصاً رائعه من الجهاد فى سبيل عقيدتهم فيما يُعرف حالياً باسم أدب الشهداء المسيحيين .. ويُعد الإمبراطور الرومانى "دقلديانوس " من أبرز مُضطهدى المسيحيين فى أنحاء الإمبراطوريه الرومانيه قاطبةً ومنها مصر ؛ حتى لقد اعتُبر العام الذى جلس فيه هذا الإمبراطور على العرش وهو عام 84م. هو عام الشهداء المسيحيين ؛ فقد أمر بتدمير الكنائس وإحراق الكُتب الدينيه وأعمل فى أتباع الدين المسيحى القتل والتعذيب .. لكن هذا الإضطهاد لم يزد المسيحيين المصريين إلا إصراراً على دينهم ؛ ودفع غيرهم من المصريين الوثنيين الى الدخول فى الدين الجديد ؛ حتى يُقال ان مصر كانت حوالى عام 300م. بلداً وثنياً فى جوهره رغم وجود عدد كبير من المسيحيين ؛ ثم اصبحت فى عام 330م. بلداً يدين معظم أهله بالمسيحية .. ولما لم يؤدِ الإضطهاد والقسوة الزائده لإنتزاع المسيحيه من قلوب أتباعها ؛ أصدر الإمبراطور الرومانى " جاليريوس " الذى كان قد استبد برعاياه المسيحيين فى قسوه بالغه مرسومه الشهير عام 311م. وهو قاب قوسين أو أدنى من الموت مُعلناً وقف الإضطهاد ؛ ومُلتمساً من المسيحيين أن يُصَلُّوا من أجله ؛ إذ كان يُعانى مرضاً كريهاً.... وبانفراد الإمبراطور " قسطنطين " بحكم الإمبراطوريه الرومانيه عام 324م. دخلت المسيحيه فى العالم مرحلةً جديدةً بإعتراف " قسطنطين "بها كديانه جنباً الى جنب مع الديانه الوثنيه .. إلا أن انتصار المسيحيه هذا مالبث أن أُصيب بنكسه عندما تولى الحكم الإمبراطور " يوليانوس " العاصى أو " جوليان " المُرتد ؛ حيث يُمثل عصره 361-363م. آخر محاولة للوثنيه فى صراع الحياة أو الموت مع المسيحيه .. فى هذا الوقت تعرَّض مسيحيو مصر للعذاب والنكال ؛ حتى أنهم قبضوا على بطريرك الإسكندريه " جورج الكبادوكى " واثنين من مساعديه وزجوا بهم فى السجن مكبلين بالإغلال ؛ ثم أطلقوا عليهم الوثنيين فقتلوهم ثم جروا أجسادهم وعرضوها فى المدينه محموله على ظهر جمل ؛ ثم ألقوا بها فى البحر مع جثث آلاف الشهداء المسيحيين المصريين .. ثم جاء انتصار المسيحيه النهائى فى عهد الإمبراطور " ثيودوسيوس " 378-395 ميلاديه الذى أصدر أوامره بإغلاق جميع المعابد الوثنيه فى العالم كله ؛ فسارع مسيحيو مصر بزعامة بطريرك الإسكندريه فى ذلك الوقت " ثاوفيلوس " الى إغلاق أبواب العابد المصريه القديمه بادئين بأشهرها " السيرابيوم " حيث كان يُعبد الإله " سيرابيس " .. كنيسة الإسكندريه : باستقرار المسيحيه فى العالم برزت كنيسة الإسكندريه كوارثه لعلوم مصر وفلسفتها ؛ وصاحبة قول فصل فى المسائل اللاهوتيه ؛ وتأثير ملموس فى فكر العالم المسيحى كله بالعديد من المذاهب والآراء المختلفه فى امور الشريعه والإعتقاد .. مذاهب مصريه : من أمثلة ذلك أن البطريرك " اثناسيوس " يعد صاحب الفضل فى قانون الإيمان المسيحى الذى اتُفِق عليه فى مجمع " نيقيا "325م. ومجمع " القسطنطينيه " 381م. والذى يتردد فى جنبات الكنائس ختى يومنا هذا مع بعض التعديلات.. وهذا القانون هو الذى نادى بمذهب " الطبيعه الواحده " للسيد المسيح .. ومن مصر خرج أيضاً مذهب " الأريوسيَّة" فى القرن الرابع الميلادى نسبة الى " آريوس " أحد قساوسة الإسكندريه .. وهذا المذهب قد احتل مكاناً بارزاً فى تاريخ المسيحيه ؛ حيث رفض " آريوس " مذهب " التثليث " ونادى بـ " وحدانية الله " وأن السيد المسيح " أسمى البشر " .. وقد انقسم العالم المسيحى مابين مؤيد لهذا المذهب ومُنادى بـ " الوهية " المسيح كما نادى بها " اثناسيوس " .. ولما اشتد الجدل حول هذه الموضوعات اللاهوتيه اضطر الإمبراطور "قسطنطين" الى عقد المجمع السكوتى الأول فى تاريخ المسيحية فى مدينة " نيقيا"325م. لمناقشة تلك الآراء ؛ وانتهى المجمع الى نبذ مذهب "آريوس " وتأييد آراء "اثناسيوس " .. لكن ذلك لم يحل الخلاف ولم يقض على " الآريوسيه " ؛ بل انها شهدت فى بداية القرن السادس الميلادى قمة انتصارها ؛ حيث انتشرت فى معظم اوروبا ودانت بها الأُسر الحاكمه فى ايطاليا واسبانيا والمانيا ووشمال افريقيا وشمال البلقان ؛ ثم ابتدأت فى الإنحسار بفعل المذاهب المسيحيه الأُخرى .. كما خرج من مصر مذهب " ميليتوس " اسقف أسيوط ؛ والذى نادى بالتشدد مع المرتدين المسيحيين الذين يريدون العوده الى المسيحيه من جديد .. ولعل أهم ماقدمته مصر للمسيحيه هو نظام " الرهبنه " . وأول راهب مصرى هو القديس " بولس الطيبى " من طيبه ( الأقصر حالياً ) تلك المنطقه التى كانت تعد معقل القوميه المصريه والعبادات الكهنوتيه القديمه .. وكانت هذه الرهبنه الفرديه مثار إعجاب الناس بها ؛ وأقبل الوافدين من أماكن نائيه من قلب أوروبا لرؤية هؤلاء المجاهدين لأنفسهم ؛ الذين فرضوا عليها العزله فى الصحراء للتعبُّد والصلاة والدُّعاء لأنفسهم وللآخرين .. ثم وضع " باخوم " المصرى أيضاً نظامه الجديد فى الرهبنه الجماعيه أو " الديريه الجماعيه " . وقد أخذ العالم المسيحى كله عن مصر نظامى الرهبنه الفردى والجماعى ؛ والأخير ذاع وانتشر فى الغرب .. انفصال كنيسة الإسكندريه : ولقد كان للحضاره المصريه العظيمه أثر فى كنيسة الإسكندريه ـ كما أسلفنا القول ـ وجعل مذاهبها وآراء بطاركها وقساوستها فى الصداره ؛ حتى انه فى مجمع " افيسوس " 431م. تمكن بطريرك الإسكندريه " كيرُلُس " من إدانة "نسطور " بطريرك القسطنطينيه بالهرطقه لتبنيه آراء فى طبيعة السيد الميسح تعارض آراء كنيسة الإسكندريه .. لكن فى مجمع " خلقيدونيه " 451م. نُبذت ـ لأول مرة ـ تعاليم كنيسة الإسكندريه واتهمت بالهرطقة وأُطلق عليها اسم " الكنيسة المونوفيزيقية " أى كنيسة الطبيعه الواحده ؛ ولم يُسمح لرجالها بالمشاركه فى أعمال هذا المجمع .. ومنذ هذا التاريخ انفصلت كنيسة الإسكندريه عن باقى الكنائس حتى وقتناهذا؛ وفى بعض الأحيان يُطلق على أتباعها اسم " اليعاقبه " نسبةً الى " يعقوب البرادعى " أحد أتباع " ديوسقورس" بطريرك الإسكندريه الذى حُكم عليه بالنفى لمقاومته قرارات مجمع "خلقيدونيه " 451م. .. وأدى انفصال الكنيسه المصريه الى أن أصبحت معقل الوطنيه لمصر كلها فى فترة ماقبل الفتح الإسلامى ؛ وحملت لواء مناهضة الإحتلال الرومانى لمصر وأصبحت هى الدين والدوله فى وقت واحد .. وكلما حاول المحتلون فرض مذهبهم على مصر ؛ كلما ازداد مسيحيو مصر تعصُّباً لمذهبهم ؛ وازدادوا التفافاً حول كنيستهم دفاعاً عنها ... لقاؤنا القادم مع : مصر ..تحت ظلال الإسلام .. فشكراً للمُتابعه.. |
haaaaaaaaa
تسجيل متابعة aaaaaaaaat |
جزاك الله خيراً كثيراً ...
|
متااااااااااابعه .. ومستمتعه ..
|
بحياتي.....اسافر للمصر....
راح اتابع موضوعك... |
كل الحب لارض الامجاد والقلب النابض بالعروبة...مصر الكنانه حضارات وعجائب الكون اجتمعت لتكون ارض العجب و ليتبارك بها شعب العجب هنيئا لكم ولنا بمصر العروبة مصر عبق الماضي وسحر المستقبل ....
|
قرأت جزء من الموضوع وإن شاء الله سأكمل الباقي فيما بعد ,,
فشكراً لك أخي الكريم أسامة على تعريفنا بأرض الكنانة مصر ,, وأسأل الله أن يحفظ أرض الكنانة مصر وأن يحفظ جميع بلاد المسلمين من شر كل من أراد بها شراً ,, آمين ,, |
اخي اسامه شكرا لك على هذا الطرح ....ولي مداخله بسيطه ...
كان رؤساء مصر يسمون بالفراعنه ثم احتل مصر اليهود واتخذوا فيها حكما وتغير الاسم الى ملك وهذا ماذكر في القران في سورة يوسف عليه السلام ثم عاد الحكم للفراعنه في هذه الفتره علا فرعون طبعا هذا لقبه وكما ذكرت سابقا عن اسمه رمسيس الثاني وقد تجبر وادعى الالوهيه وفرق بين اهالي مصر وجعلهم شيعا متناحرين وقد افسد في الارض فسادا عظيما وهذا ما ذكره الله تعالى في القران في سورة القصص ثم عاد الحكم الى عيسى عليه السلام وبعدها ماحصل لهم في التيه في جزيرة سيناء عندما رفضوا دخول فلسطين بالقتال كان عقابهم هذا التيه اربعين يوما .... كتبت الرد وفصل علي النت وها انا اعيده مرة اخرى ....ولي عوده باذن الله لقراءة الجزء الاخير الذي وضعته .... شكرا لك مرة اخرى .... |
اينار
دمعة خيانه النسر الأبيض نوووور الأولى شكراً جزيلاً لكم لتواصلكم الرائع ؛ وإضافتكم المفيده .. |
aaaaaaaaag
"ادخلوا مصرإن شاء الله آمنين " "وأوحينا الى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتاً واجعلوا بيوتكم قبله" لمثل هذه الآيات الكريمات التى ذكرت مصر تصريحاً ؛ ولآيات أُخرى أشارت اليها تلميحاً يتوجَّب علينا نحن أبناء تلك البقعه المباركه من أرض الله "مصر" أن نسجد له سبحانه وتعالى حمداً وشكراً لماحبانا به من شرف ذكر اسم بلدنا فى كتابه العزيز : القرآن الكريم ؛ فهذا الشرف دونه كل شرف ؛ وهذه المكانه نتيه بها فخراً على ماعداها .. مصر والإسلام : تبدأ علاقة مصر بالإسلام قبل ميلاد نبيه - صلى الله عليه وسلم - بأجيال عديده ..ذلك أن نسب رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - ينتهى الى النبى " اسماعيل " جد العرب الأكبر ؛ ابوه النبى " ابراهيم " وأُمه "هاجر" المصريَّه ؛ فكانت رحماً ؛ حض -صلى الله عليه وسلم - على رعايتها .. الميلاد والبعثه : ولد نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم - على اصح الأقوال عام565م. من أبوين شريفين من أهل مكه ؛ ونشأ ترعاه العناية الإلهيه معصوماً من الزلل والخطايا ؛ حتى أذن الله باصطفائه لحمل الرساله العظمى ؛ التى هى آخر ارسال السماء لهداية أهل الأرض ؛ وكان آنذاك فى سن الأربعين ؛ أى عام 605م. وكسنَّة الله فى كل الرسالات السماويه ؛ فقد لاقى من قومه مُعارضه لدينه الجديد ؛ ولاقى وأتباعه من صنوف الأذى والإيذاء الكثير ؛ حتى أذن الله له بالهجرة الى " يثرب " التى سُميت بمقدمه اليها " المدينه " حيث بنى بها دعائم دولة الإسلام ؛ وبدأ بنشر الدعوه خارج ربوع جزيرة العرب ؛ بإرسال الرسائل الى ملوك وحكام المعمورة .. رسالة النبى الى المقوقس : وكان ممن أرسل اليهم رسائله " المقوقس" عظيم القبط فى مصر .. وهذا اللفظ ليس اسم الشخص نفسه ؛ ولكنه لقب له ؛ حيث أن أصل الكلمه اليونانيه " المقوقز " بمعنى المُبَجَّل أو المُفَخَّر ؛ ويذكر بعض الباحثين أن اسمه الحقيقى " جريج بن مينا " وأنه كان راس الكنيسه القسطنطينيه بمصر من قبل الإمبراطور "هرقل " .. وهذه الكنيسه كانت على خلاف مع الكنيسه المصريه كما أسلفنا .. وكان " المقوقس "بمفهوم هذا العصر هو الحاكم الدينى والدنيوى لمصر من قبل الإمبراطور الرومانى ؛ حيث كانت مصر ولايه تحت الحكم الرومانى آنذاك . وقد جاء برسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الى المقوقس( أسلم تسلم ؛ يؤتك الله أجرك مرتين . فإن توليت فعليك إثم القبط ) .. وكان هذا الرجل فيما يبدو حكيماً ؛ إذ أنه استمع الى لغة العقل ؛ فأحسن التعامل مع الرساله النبويه ؛ ورد عليها رداً كريماً ؛ وأهدى رسول الله بعض الهدايا ؛ كان منها جاريتين إحداهما السيده " ماريا القبطيه " التى تزوجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنجب منها ابنه ابراهيم ؛ الذى مات صغيراً . فتح مصر : نأتى الى زمن ثانى الخلفاء الراشدين " عمر بن الخطاب " والذى كثرت فيه الفتوحات الإسلاميه الكبرى ؛ وكان منها فتح مصر على يد قائده "عمرو ابن العاص " .. اجتاز الجيش العربى الإسلامى بقيادة " عمرو " الحدود المصريه من جهة الشام ؛ وذلك عام 639م. متقدماً على الطريق الساحلى ؛ حيث استولى على رفح ؛ ثم العريش ؛ ثم الفرما شمال القنطره الحاليه ؛ ومنها الى بلبيس حيث هزم فيها جيش الروم بعد أن حاصرهم شهراً ؛ وبعدها استولى على قرية أُم دينين ومكانها حديقة الأزبكيَّة الحاليه .. حصار بابليون : وفى شتاء عام 640م. حاصر "عمرو بن العاص " حصن بابليون والذى تحصَّنت فيه القوة الرئيسيه للروم ؛ إلا أن أدوات الحصار فى جيش المسلمين لم تكن كافيه لإقتحام هذا ????? المنيع ؛ مما دعا القائد "عمرو " الى إرجاء فتحه وقام بتحويل سراياه الى الصعيد لإتمام فتحه بدلاً من الدلتا لحين وصول المدد اللازم لإقتحام ????? ..وفى هذه الفترة أتم إخضاع الفيوم وبعض مناطق فى صعيد مصر ؛ حتى علم بوصول المدد وتمركزه فى منطقة عين شمس الحاليه ؛ فعاد مسرعاً الى ????? ؛ وخاض معركة كبيره مع القوه الرئيسيه للروم بعد استدراجها خارجه ؛ وانتهت المعركه بانتصار جيش عمرو ؛ لكن بقى ????? صامداً .. فتح ????? : ولما طال أمد الحصار لحوالى سنتين داخل القلق الخليفه " عمر بن الخطاب" وأرجع ذلك الى نقص فى إيمان الجيش المسلم ؛ وأرسل الى القائد "عمرو" يعاتبه على هذا الإبطاء ؛ فاستنهض " عمرو " الهمم ؛ وفى يوم الجمعه السابق لعيد القيامه عام641م. تسَوَّر الزُبير بن العوام ونفر من الجنود الشجعان ????? ؛ مما ألقى بالرعب فى نفوس حاميته ؛ والتى سارعت بالتسليم ؛ ثم طارد الجيش الإسلامى الروم المتقهقرين نحو الإسكندريه حيث وقعت معركتان عنيفتان إحداهما عند " سُنطيس " قرب دمنهور ؛ والأُخرى عند "كريون " قرب كفر الدوار انتصر فيهما المسلمون انتصاراً مهد لهم الطريق الى الإسكندريه .. فتح الإسكندريه : قام " عمرو بن العاص " بحصار الإسكندريه عاصمة مصر فى ذلك الوقت لمدة أربعة أشهر حتى سقطت فى قبضته يوم الجمعه العاشر من ديسمبر 641م. وعقد اتفاقيه مع حاميتها تنص على جلاء الحاميه الرومانيه فى أحد عشر شهراً وماوافت سنة646م, حتى كانت مصر كلها تحت الحكم العربى الإسلامى .. الفسطاط عاصمة مصر : لم يرض الخليفه " عمر بن الخطاب " بأن تبقى الإسكندريه عاصمة لمصر نظراً لبعدها عن جزيرة العرب ؛ ووجود فواصل بينهما من قنوات النيل المتشابكه فبنى "عمرو بن العاص " عاصمةً جديده قرب حصن بابليون أسماها " الفسطاط" وهى كلمة فارسيه أصلها " فوستام " وتعنى البيت أو الخيمه ؛ وبنى فيها أول مسجد فى مصر وفى افريقيا عامةً مازال يحمل اسمه حتى يومنا هذا .. عمرو يصف مصر : وقد ارسل "عمرو بن العاص " الى أمير المؤمنين الخليفه " عمر بن الخطاب " يصف له مصر ؛ تلك الدُرَّة الرائعه بين الفتوحات الإسلاميه كلها قائلاً ( مصر تربة غبراء ؛ وشجرة خضراء ؛ طولُها شهر ؛ وعرضها عشر ؛ يكتنفها جبل أغبر ؛ ورمل أعفر ؛ يخُط وسطها نهر ميمون الغدوات ؛ مُبارك الروحات ؛ فبينما هى ياأمير المؤمنين ورقة بيضاء ؛ إذ هى عنبره سوداء ؛ وإذ هى زبرجده خضراء؛ فتعالى الله الفعَّال لما يشاء ) المصريون يدخلون الإسلام : بفتح الإسكندريه دانت مصر كلها للحكم العربى الإسلامى ؛ وبدأ أبناء الفراعنه وأحفاد كهنة طيبه ومنف يدخلون فى الدين الإسلامى ؛ لما رأوه من سماحة هؤلاء الفاتحين الذين كانوا على خلاف من سبقهم من الغُزاة المُحتلين .. لم يعمد المسلمون الى إكراه أحد على الإسلام ؛ ولم يتسلطوا على أهل البلد بالنهب أو التخريب كما هى عادة الفاتحين ؛ ذلك أنهم كانوا ينطلقون من عقيده ومنهج ربانى يُقدِّر الإنسان ؛ جنس اُنسان ؛ أياً ما كان ؛ مبنى على الدعوه الى الله بالحكمه والموعظه الحسنه ؛ بعيداً عن الغلظه المُنفِّره أو الفظاظه المُكَدِّره ؛ يٌعلى شأن العقل والتفكير ؛ ويصون الأعراض والممتلكات ويحمى الحريات ويدعو الى الفضائل والمكرمات .. فكان الفتح الإسلامى إزاحه لتسلط المُحتل الرومانى ؛ وفتح الباب على مصراعيه أمام شمس الحريه والتحرر من أغلال الرق والعبوديه ؛ وترك الخيار لمن شاء الدخول فى الإسلام ؛ أو البقاء على دينه مع دفع الجزيه ؛ التى هى بمثابة مُساهمه منه للحاكم المسلم لقاء حماية حريّته والدفاع عنه ضد المعتدى الداخلى أو الخارجى .. لكل ذلك ولغيره من محاسن الإسلام التى تضيق المُجلدات ( فضلاً عن هذا البحث الصغير) عن إحصائها سارع المصريون الى إعتناق الإسلام .. ولم يكتفوا بأن يكونوا مسلمين هامشيين ؛ بل أبلوا بلاءً حسناً فى الذود عن حمى الإسلام ؛ وبذلوا الغالى والنفيس دفاعاً عنه ضد كل الهجمات التى تعرَّض لها على مدار التاريخ ؛ كما سنأتى على بيانه لاحقاً بإذن الله .. فى اللقاء القادم نتحدَّث عن " مصر .. والخلافة الإسلاميه " أطيب التمنيات بمتابعه مفيده .. |
الساعة الآن 10:53 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا