مشكلتى هى الماضى (ارجو المساعدة)
 

بسم الله الرحمن الرحيم
انا شاب ابلغ من العمر 21 سنة وطالب بكلية تجارة انجليزى من مصر
مشكلتى هى الماضى والذكريات بمعنى اننى لا اتحمل تذكر الاحداث السابقة من حياتى , وعند تذكرها احس بالاسى والندم على انتهاء هذه الفترة من حياتى - وخاصة مرحلة الدراسة الثانوية - فعند سماعى لاى شىء بخصوص هذه الفترة كأن مثلا اقابل اصدقاء الدراسة ونسترجع الذكريات او ان اقلب فى اوراقى القديمة او حتى ان اسمع عن خبر عن الثانوية العامة احس بالضيق , وبأننى لم استمتع بهذه الفترة كما كان ينبغى وبأنه قد فاتنى الكثر فى هذه الفترة لم افعله , واحس بالضيق لانى قد قمت بالكثير من التصرفات الصبيانية فى هذه المرحلة , عندما اتذكر احد المواقف التى تعرضت لها فى هذه الفترة وكيفية تعاملى مع المةقف احس بالضيق الشديد والوم نفسى كثيرا على ان تصرفى كان ينبغى الا يكون بهذا الشكل وانما كان ينبغى ان يكون بصورة اخرى وهكذا , عنى باختصار مشكلتى انى اندم على تصرفاتى فى الماضى .
اعلم ان هذه المشكلة تواجه الكثيرون ولكن بالنسبة لى فانا اعانى منها بصورة كبيرة , لدرجة انى احس بالغيرة عندما اجد من يمر بهذه الفترة يحسن التصرف فى مواقف مماثلة لما كنت اتعرض له ملم اكن احسن التصرف فيه .
علما بأنى كنت طالب متفوق ومتوقع لى مستقبل مشرق فى احدى كليات القمة , حتى التحقت بالمدرسة الثانوية , وحينها قلت همتى وقل ادائى ومع ذلك حققت مجموع طيب فى المرحلة الاولى (91%) ولكنى فى المرحلة الثانية لم اتقدم للامتحان - رهبة وخوف - واجلته سنة اخرى , وفى هذه السنة قضيت احلى اوقاتى مع زملاء جدد على عكس الفترة الاولى التى كنت فيها مع زملائى الاساسيين ولم استمتع بها , ولكن فى نهاية العام السعيد لم انجح فى الحصول على المجموع الذى كنت اكله , مما اثر عليا وغلبنى احساس بالفشل والخيبة واحسست بأن نظرةو الناس ليا قد تغيرت وبأنهم اصبحوا ينظرون ايا كفاشل , وهذا جعلنى لا اطيق الدراسة فى كليتى ولا احتمل الجلوس للمذاكرة ولو لدقائق معدودة وبالتالى اثر على مستواى فى الكلية فنجحت فى السنة الاولى بها ولكن بمواد وفى السنة الثانية رسبت ثم نجحت مرة اخرى , وفى السنة الثالثة -الترم الاول- رسبت فى اغلب المواد المقررة مما يهددنى بالرسوب مرة اخرى هذا العام.
وللعلم انا احب جدا الدراسة بهذه الكلية واستمتع جدا بموادها , ولكنى لا احتمل الوجود بين جدرانها بين زملاء احس بأنهم غريبون عنى وانا غريب عنهم
, وهذا الاحساس يجعلنى اشعر بالقلق من ان تصبح مرحلة الدراسة بالكلية عقدة اخرى تضاف الى عقدة الدراسة الثانوية لدى , وبالقلق من الا استطيع الاستمتاع بهذه المرحلة الهامة فى حياتى وهو ما يحدث الان حيث اننى لا اذهب الى الكلية مطلقا .
وفى النهاية احب ان اذكرك بأن شخصيتى حساسة تتأثر بأصغر حدث حولى سواء خاص او عام , وايضا انا ذو شخصية متناقضة فى كل شئ , هذا الى جانب انى اعانى الوسواس القهرى ولكن ليس بصورة كبيرة , اما عن الجوانب الطيبة فى شخصيتى فهى اننى صريح جدا مع نفسى ومع الاخرين واننى اسعى للتغيير للافضل ولكن بدون عزيمة قوية .
اعتذر عن الاطالة , ولكنى اعتبرت الموضوع نوع من الفضفضة اكثر منه عرض للمشكلة , وذلك لا يعنى انى افتقد الصديق وكننى لا ارحب بالحديث فى مثل هذه الامور امام احد. اسف مرة اخرى عالاطالة , وارجو ان تنصحونى بما يتوجب عليا فعله لحل كل هذه الامور , اتمنى ان تكون هناك خطوات يمكننى اتخاذها فى هذا الشأن وانا واثق بأننى سانجح فى ذلك .

__________________________________________________

ابني الحبيب حين تضعف الإرادة، وتلين العزيمة، فإن النفس تنهار عند مواجهة أحداث الحياة ومشاكلها التي لا تكاد تنتهي. وحين احسست بالفشل في موقف أو مجموعة مواقف، أصبت باليأس الذي يكون بمثابة قيد ثقيل يمنعك من حرية الحركة، فقبعت في مكانك غير قادر على العمل والاجتهاد بسبب سيطرة اليأس والإكتئاب عليك من الماضي .

ولا تيأسن من صنع ربك إنه.. .... ..ضمينٌ بأن الله سوف يُديلُ

فـإن الليالي إذ يـزول نعيـمهـا.. .... ..تبشــر أن النائبــات تزولُ

ألـم تـر أن الليـل بعـد ظلامــه.. .... ..عليـه لإسفار الصباح دليلُ

ابني الحبيب إن الإنسان معرضٌ في حياته لأنواع من الفشل في بعض التجارب، وحريٌ أن توقظ في نفسك روح الأمل، فتراجع نفسك باحثًا عن أسباب الفشل لتتجنبها في المستقبل، وترجو من ربك تحقيق المقصود ، وجعل شعارك : لا يأس مع الحياة.

أُعلِّلُ النفس بالآمال أرقبها.. ... ..ما أضيق العيش لولا فسحةُ الأمل

ابني الحبيب انت تبحث عن التميز والكمال ورسوبك لا يقدم او ياخر المهم وضع الهدف والامل امامك والتوجة نحوه فورا.