عدم الثبات في استخدام الأسلوب التربوي من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الوالدين حيث تظهر عيوبه حينما يحاولان تعديل سلوك خاطئ لدى طفلهما أو تكوين سلوك جديد ..

والمعنى ...
إن الاباء والأمهات لا يستقرون على أسلوب يعاملون فيه أبنائهم فتارة يمدحونهم ، وتارة يوبخونهم ، وتارة يستخدمون العقاب
...مرة هدايا ، رحلات ، مرة تهديد ، ضرب..!
إلى آخره من الأساليب التربوية التي يتفنن في استخدامها الاباء والامهات ، مما لا يأتي بأي ثمار ترجى فنرى الوالد أو الوالدة يشتكي من عدم جدوى شيء مع طفله وبأنه قد جرب كل شيء معه بدون فائدة بينما الحقيقة هي انه واثناء تجاربه !!!
لم يتحلى بالصبر والثبات والإصرار الذي يكوّن السلوك الايجابي لدى الطفل .
أنت كي تبني مبني جيد وكي تنمو لديك شجرة جميلة وكي تنشئ إنسان قوي تحتاج للكثير من الوقت الذي تمارس فيه العناية والتربية المنتظمة بالطفل ، لا أن يكون جل همك هو ظهور السلوك الذي تريده فقط ، عليك أن تبرمج هذا السلوك في طفلك بطريقة صحيحة تجد ثمارها مع الوقت ..وكي أوضح لك هذا الأمر أكثر تأمل معي في التسلسل الآتي :

أفكار ... قيمة ... أعتقاد ... مشاعر وأحاسيس ... سلوك

سأفسر لكم ما أقصده بالخطوات التالية :

1. إبداء ببناء أساس وهو الفكرة التي تريد أن تعطيها لطفلك (أو للشخص الذي تتعامل معه!) دعه يتعرف على ما تريد إيصاله له ..على الأقل يعرف ماهو هذا الشيء..؟
2. أعطيه قيمة لهذه الفكرة تكلم معه واجب على أسئلته حتى وان طالت المدة وكثرت الأسئلة لا تتذمر .
3. كون لديه عقيدة واعتقاد حول هذا الشيء من ناحية ضرورته وماذا يمثل هو وأهميته في حياته .
4. دعه يشعر به ويحسه ، اجعله يعيشه ، يقدره ،يحبه .. يكون فخوراً بنفسه وهو يمارس هذا السلوك .
5. الآن أدفعه لممارسة هذا السلوك ليتكون لديه بثبات و قوة لا تزعزها الجبال ولا تؤثر فيها الأيام ..

إن سلوكياتنا في الحياة ماهي إلا وليدة أفكارنا التي نقيمها وتصبح عقيدة لدينا نشعرها فنفعلها لتكون سلوك يحدد مصيرنا ..!!!
لذلك لا تحاول إغفال هذه الآلية المهمة إذا ما حاولت أن تطلب من احد أن يغير سلوكه ، ولا تحاول إغفالها وأنت تتعامل مع فلذة كبدك
انتبه جيداً فهنااااك براءة بين يديك وعمراً تقوم على تنشئته ..