أبكى كثيرا
 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته,,

أنا فتاة فى الرابعة و العشرين من عمرى , تخرجت من إحدى الكليات العملية منذ عامان و لا أجد عملا و مشكلتى بإختصار هى أنى إنسانة مترددة, لا أجيد حسم المواقف و لا إتخاذ القرارات الضرورية ,و إذا أقدمت على عمل أبدأه بحماس تم لا ألبث أن أتخاذل تدريجيا و أتشكك فى الهدف الذى آتى هذا العمل من أجله, ثم أننى كسولة أضيع الوقت كثيرا بدون فائدة و لا أعرف معنى لتنظيم الوقت و لا قيمته و إستغلاله و دائما ما أؤجل ما على عمله لأجل غير مسمى و قد لا أفعله أبدا, و يسهم ترددى فى ذلك بنصيب كبير, و تسئ تلك المشكلة من حالتى المزاجية كثيرا فتزيد عصبيتى و حساسيتى الشديدة و تؤثر على نفسيتى عندما أدرك أننى أتطلع و لا أعمل و أننى شخصية غير جادة إرادتى ضعيفة و أشعر بسبب ذلك أننى لا أصلح لأى عمل, إستسلمت لهذا النوع من التفكير منذ عام و نصف تقريبا و اليوم أعلم أن حالى أسوأ من عام مضى بكثير بسبب تقارب نوبات بكائى.
ما رأيكم فى مشكلتى و ما رأى السادة المتخصصين فيها؟

بسمه تعالى



أختي السائلة ..

البكاء هو أحد الطرق التي نعبر بها عن آلامنا ..
وهو غسيل لتلك الأوجاع التي تثقل القلب ..
ولعل ماحدث معك له السبب الرئيسي وهو أنك انتقلت من مرحلة الدراسة والإنشغال التام إلى مرحلة أكاد أسميها بالركود .. فكل شيئ يختلف ..
طبيعتك .. حالتك المزاجية .. مدى تفهمك لنفسك أيضاً يختلف ..
وفي ظل كل تلك التغيرات نلجأ إلى نفسنا .. وحينما نسألها مالذي بك .. تجيبنا بالصمت الذي يتعبنا أكثر وأكثر .. ويكون البكاء هو المخرج الوحيد لنا ..
وهكذا .. والعصبية الشديدة صدقيني هي مرحلة وستنتهي .. ماإن تجدي وظيفة سيتغير كل شيء .. ستترتب امور كثيرة .. ومعها يتعدل كل مااختلف في طبيعتك .. حاولي هذه الفترة أن تكثري من القراءة في المجالات المحببة إليك والقريبة من مجالك الدراسي .. وتناسي فكرة أنك غير قادرة على الإستيعاب
لاتكثري التفكير في تلك التغيرات على أنها مصدر تعبك وتأكدي بانها ستتغير إلى الأحسن .. فقط كل مااطلبه منك هو الإقتناع داخلياً بأن كل ماحصل معك ماهو إلى فترة ستكون عابرة بإذن الله ولها أسبابها التي ماغن تتعدل سيختلف كل شيء بإذن الله ..


وفقك الله إلى كل خير