الموضوع: الطب النفسي ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-2016, 03:01 AM   #75
مرحلة جميلة
مراقب إداري
أخو ♡°•ظل•°♡


الصورة الرمزية مرحلة جميلة
مرحلة جميلة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 47295
 تاريخ التسجيل :  05 2014
 أخر زيارة : 25-04-2025 (01:30 PM)
 المشاركات : 3,956 [ + ]
 التقييم :  106
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Steelblue


اهلاً وسهلاً أخي أبوعمر ،،، تحياتي لك وللأخ خالد وللجميع ..
_________________________________________________

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. اهلا بالطيب الغالي ابو علي .. اهلا ومرحبا بك لإثراء هذا النقاش بما ينفعنا ويصلح امرنا في حياتنا الصحية والاجتماعية والاخروية .. بك يستفيد الجميع ولا غنى للنقاش عنك .. واخلاقك السامية هي ينبوع علمي آخر يضفي فوائدا أدبية للجميع بلا استثناء .
_______________________________________________

حقيقة أنا مقل في النقاشات ليس رغبة عنها بل بالعكس أنا محب لها فهي تشحذ الذهن وتولد الأفكار وتفتّح المدارك على روايا قاتمة لا ترى الا بالنقاش لكن في نفس الوقت أخشى والله من خروج النقاشات عن أصولها وضوابطها وكما يقال في جملة رائعة جداً : أن كسب القلوب أولى من كسب المواقف !
__________________________________________________

استوقفتني حكمة جليلة عن فائدة من النقاشات وهي قولك :
( وتفتّح المدارك على زوايا قاتمة لا ترى الا بالنقاش)
انشهد يابو علي .. هذي من وين جبتها يا رجال .!

__________________________________________________

وقبل الدخول أريد ذكر منهج شرعي هام وهو ما أحاول ان شاء الله تطبيقه وهو نقد السلوك والأفكار وليس الذات ، وعدم قصد أحد بعينه ، فكلامي هنا عن عموميات ونقد لأفكار وسلوكيات بحتة . وأنا أحترم وأقدر الجميع ومن فهم مني غير ذلك فله وافر الأسف والاعتذار ...
__________________________________________________

تقول وتطول على الجميع يااخوي صالح '

__________________________________________________

كمدخل للموضوع يجب التنبيه لحقيقة نفسية تفسر كل ما نراه وهي أن الدين والعقيدة شيء مقدس عند كل شخص لذلك عندما تنزرع في العقل فكرة أن هناك شيء يتعارض مع الدين والعقيدة فحتماً ستتكون مشاعر سلبية ضده وهذي المشاعر( قد )تتحول الى سلوك سلبي كالتعصب والقسوة الخ . وبرأيي أنه بحسب قوة الايمان والعقيدة عند الشخص ستقوى هذي المشاعر السلبية لذا لا أشك لحظة بغيرة أخي العزيز خالد على الدين والعقيدة أحسبه ان شاء الله كذلك ولا أزكي أحداً فهو يتكلم من خلال عقيدة يؤمن بها ولن يتنازل عنها حسب ما ذكر وهذا يفسر الحماس الكبير لذلك لنثق أن كل ما نضعه ضد الدين والعقيدة لا محالة هو خاسر ، فالفكرة الخاطئة هنا أنتجت مشاعر سلبية وهذي المشاعر قد تتحول لسلوك سلبي اذا لم يتم ضبطها .فالاشكال هنا هي في الفكرة الراسخة في العقل ..
__________________________________________________

افدت واصبت يا أخي صالح
وحقيقة أنا لا اتكلم فقط من منطلق عقدي وكفى .. لا والله
بل إني أتحدث ايضا من منظور واقعي لا يرتبط بالشرع ولكن يتمثل بعدة أحداث متوالية ونتائج عقلية مترابطة لست أنتقدها بنفسي ولكن معي الكثير ممن يرى بنفس منظوري ويحلل بنفس عقليتي البسيطة .. ولكن تبقى هناك ايضا في المقابل عقولا لا تحصى ترى الحدث نفسه بمنظور مختلف وبتحليل عقلي مخالف ،
ولهذا فالأمر لا يقف على أحد ابدا كما قلت يا اخي صالح

واحب ان ألهمك الى شيء طالما فكرت فيه وأثق به جدا وأطبقه دائما على الواقع وأجده صحيحا :
وهو أن الخلافات الطبيعية التي تجري بين الناس ويصعب تحديد الحق بين الاطراف .. تجد ان الله عز وجل قد ترك لنا في القرآن العظيم ما يفصل ذلك الخلاف ويفض نزاع الأخوة المسلمون فيما بينهم .. وقد اشار الله جل وعلا الى العمل بهذا الامر ، ققال عز من قائل حكيما :
(( (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)
[سورة الشورى 10]

وقال تبارك وتعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ۖ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)
[سورة النساء 59]

فالأمر يجب ان يعود لله سواء في حال الاختلاف او النزاع .

ونحن كمسلمون يجب أن نكون متفقين دائما في مصالحنا وألا نختلف لأسباب عقدية ابدا .. وهل يليق بنا ان نجعل كل من ظهر علينا بنظرية علمية من الغرب يتسبب في نزاعنا هل هو على حق أو انه يتآمر علينا .!؟

خلافاتنا عند المسائل العقلية .. لا نريد أن تدوم فيها خلافاتنا مدى الدهر كما هو الحال مع باقي الأديان بلا معايير ضابطة تضبط الاحداث .. وهذا ما يهيئ المجال للبعض في شراء الذمم لصالح الباطل ويستعان بها في قلب الحقائق وتغيير الواقع .
بل نريد ان نحتكم الى الحق المبين الذي بين أيدينا ونحمد الله عز وجل أن جعل لنا فاروقا نميز به الحق من الباطل .
ونعرف به الصديق من العدو والنافع من الضار .
وبه نجمع شملنا ونوحد صفنا .. ونقطع الطريق على كل من أراد التآمر ضد مجتمعنا والتخطيط على ديننا وأعرافنا .
__________________________________________________

وهناك حقيقة نفسية أخرى وهي أن الانسان اذا (تعصب )لفكرة أو موقف معين فإن نفسه لا شعورياً ستمتص كل ما يدعم هذا الرأي وستنزع لا شعورياً الى نفي واقصاء كل ما يخالفه وهذا يفسر التعصب المفرط في المواقف والأفكار ويفسر ندرة الانصاف . لاحظوا اذا تعصب وليس اذا آمن واقتنع !
__________________________________________________

لا فض فوك يا ابا علي .. تحليل صائب
ومن هنا نستلهم أهمية التجرد لله عز وجل في كل قول وفعل .. لأن الشيطان حي وكل انسان يتعصب ويغتر ويتكبر بوسوسة من ذلك العدو المبين (الشيطان)
فكان لزاما علينا جميعا الإذعان للحق عند الاختلاف والتحاكم لمن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو (القرآن الكريم) .

__________________________________________________


حقيقة يجب أن ننظر للنفس وشؤونها وشجونها من جانب نفسي بحت بمالا يتعارض مع قطعيات الدين وهذا هو الاشكال وهو ايهام التضاد وهو حقيقة شيء شائع عند كثيرين وله أسبابه التي سأذكرها .. لذلك النفس البشرية سواء في الانفعالات والسلوك والعواطف ويجب تفسيرها والتعامل معها بنظرة نفسية بحتة ، خلاف ذلك ستختلط الأمور وتلتبس عند البعض ممن لا يتصور التفريق ..

__________________________________________________


بلا شك وريب يا اخي الحبيب .. كما قلت فالتعامل مع النفس من جميع جوانبها تكون بنظرة نفسية بحتة بما لا يتعارض مع أصول الدين الثابتة .. فالتدخل الديني إن تدخل فلا يكون إلا عند وجود تعارض فقط ، وما سواه فالنفس هي أعلم بأمرها .

__________________________________________________


إيهام التضاد بين الدين والطب النفسي سببه الرئيس الفهم الخاطيء لبعض النصوص التي تحدثت عن وساوس الشيطان عن طريق ربطها بالوسواس المَرَضي أو ما يسمى القهري مع تحفظي على تسميته قهري ..وكذلك الفهم الخاطيء لنصوص تحدثت عن ذكر الله وانه سبب لاطمئنان القلب وراحة النفس عن طريق ربطها بالاكتئاب المَرَضي وأن من لديه اكتئاب هو بالضرورة بعيد عن الله وعن ذكره ، وكذلك الفهم الخاطيء للنصوص التي تتحدث عن أهمية الايمان بالقضاء والقدر والذي هو جزء من ايمان أي شخص عن طريق ربطها بمرض القلق والخوف والرهاب والتي جميعها أمراض مصنفة ويشكو منها كل البشر ،، والاشكال الأول في هذا الربط والخلط هو اشكال شرعي بحيث يتم تصوير الدين وكأنه ضد العلم ، والاشكال الآخر يمس كل مريض نفسي عن الايحاء له أن علته هي بسبب بعده عن الله واتباعه الشيطان وعدم ايمانه بأقدار الله وحقيقة هذا شيء غير هين لمن يتأمل بهدوء ويستبصر ، هذا فضلاً عن الألم النفسي الذي يصيب المريض نتيجة هذا الايحاء زيادة على ألمه النفسي بسبب مرضه الأساس !

بالنسبة لي يا أخي صالح فلم أقل يوما -وحاشا لله- ان المريض بعيد عن الله خصوصا في مجتماعتنا العربية التي تقام فيها الصلوات ويغار فيها على دين الله تعالى ،
بل إنني بالعكس فأنا ضد هذه الرؤية القاصرة .. فطالما انا كنت اعارض من يتبنى ذلك المفهوم .!
وكنت اقول دائما ان السبب هو روحي والمتسبب هو الجني العارض في البدن .

وفي الحقيقة انا يا اخي صالح لو كنت اعيش في مجتمع يؤمن بالطب النفسي فصدقني لن تجدني انحرف إلى رأي آخر غير رأي بيئتي ،
ولكنني عشت في مجتمع كان يؤمن بالرقية الشرعية .. ويؤمن بأن معالجة اي اضطراب نفسي تعب ضيق كسل يكون بالقرآن وبذكر الله تعالى فقط .
فكان هذا التوكل الذي زرع بداخلي من غير ارادتي قد خدمني بأن أظهر لي الحقيقة وعرفني بدقائق المخالفات العقدية .. وقد لا تكون درجة إيماني هي سبب تلك القناعة القرآنية ، ولكن كانت مكتسبة من بيئتي التي حولي بعد فضل الله عز وجل .. والذي بفضله تكونت لدي القناعة بأن القرآن هو علاج كل خلل نفسي ، فكان وضعي أشبه ما يكون بالمثل الذي يقول :
( رمية من غير رامي ) هههههه

ايضا يا أخي صالح قد تراني صائبا في مثل هذه الأمور العقدية ولكن قد تتفاجئ بتقصيري بأمور أخرى ،
فقد اكون محقا في جانب ما .. وتجدني مخطئا بل شاطحا شديد الشطح في جانب آخر .. ولكن الرجل الحكيم اللبيب تجده يقتنص الفائدة من الجانب الذي فتحه الله به على اخوه المسلم ويترك باقي افكاره الخاطئة من الجوانب الأخرى .
ولكل انسان سمات ايجابية وأخرى سلبية?، أي أنه يملك صفة تميزه عن غيره واخرى تنتقص منه .. وهذه من حكمة الله عز وجل ان خالف بين عباده في التفضيل لكي لا يستغنون عن بعضهم ويبقون في حاجة دائمة لبعضهم وتتساوى الكفة بينهم فلا يعلو احد على احد .. ولهذا فقد قضى سبحانه بأن يبقى التقصير والنقص سمة في ابن آدم لثلاثة أسباب :

اولا : لكي يعرف قدره امام ربه ويشعر أنه ليس الا عبدا وألا يتنصب الكبرياء والاعتلاء على اقرانه .

ثانيا : ليكون في حاجة دائمة ومستمرة الى ربه وليعود إليه في طلب العون لتوفير ذلك النقص .

ثالثا : وهو مهم ، ألا لا تتعلق قلوب العباد ببعضهم .. فيرى العامة الكمال في احد العلماء فيتعلقون به ويصرفون له من الرفعة ما يرفعه عن منزلة العبد .. او يؤمنون له بقدرات تتعدى قدرة العبد الصالح الى ان يكون مرسلا من الله وكلامه وحي مقدس .

ندخل إلى الموضوع :

ولكي ابدأ بالموضوع اود في البداية توثيق المعنى الصحيح لقوله تعالى (الا بذكر الله تطمئن القلوب))

القلب هنا هو محرك النفس البشرية ، وفي اضطرابه تضطرب النفس وفي سكونه تسكن النفس .. فكان خطاب الله عز وجل للقلب وليس النفس لماذا .!؟
لان القلب تأثيره شامل لجميع البدن .. اي انه المحرك الرئيسي للعقل والبصر والنفس .

قال تعالى :
(( (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)
[سورة الحج 46]

هنا يؤكد الحق تبارك وتعالى ان القلب هو الذي يحرك العقل وهو الذي يعقل .. كما انه هو الذي يبصر ويرى وليس البصر .
وقال تعالى :
(( ((هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ۗ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا))

إذن السكينة محلها الرئيس هو القلب وليست النفس .. فلم ينزلها الله تعالى على النفس .

ويثبت ذلك قوله تعالى :
(سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ۖ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۚ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ)
[سورة آل عمران 151]

فدل على أن مصدر الخوف - الهلع والرهاب كما يسميه الطب النفسي - هو القلب .
فالله عز وجل عندما اراد بث الرعب والخوف في قلوب الكفار أنزله على قلوبهم لتشعر باقي اجسادهم بالخوف .

في المقابل يؤكد الحق جلا و علا ان الراحة والانشراح مصدرها القلب الذي يقع في الصدر وليس النفس كما يدعي الطب النفسي .!

قال تعالى :
(أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)

الانشراح هنا في الصدر كما هو واضح في الآية ولكن اذا اردنا ان نعرف من أي مكان ينبعث ذلك الانشراح فلنكمل قراءة الآية .!

حيث عرج سبحانه على قساوة قلب من لا يذكر الله تعالى
وانها سبب لعدم انشراح الصدر .. أي أن عدم ذكر الله يتسبب في قساوة القلب وعدم الانشراح .

وهنا امر مهم .. كثير من الناس في مجتمعاتنا تجده مسلم بالفطرة ولكنه لم ينشرح صدره ، لأن اسلامه كان فطريا .!
وقد تجد عند بعض المستشرقين قناعة بكمال الاسلام أرسخ من قناعة هذا المسلم .
ولذا كان الإسلام الفطري لا يكفي لانشراح الصدر .. بل ان القناعة التامة والايمان الكامل بالاسلام هو الذي يولد الانشراح .. والانشراح يلحق بالايمان .. فكلما ازدادت القناعة ازداد معدل الانشراح .

__________________________________________________


أما الدواء النفسي فسبب عدم القناعة به
هو أمر هام جداً وله ارتباط وثيق بموضوع التعارض السابق وهو عدم العلم بطريقة عمل الدواء النفسي في الجسم فالدواء ليس هواء يتم بلعه او مادة غير فعالة بل هو يعمل أساساً بشكل عضوي عن طريق تعديل افراز هرمونات معينة في الدماغ وهذا التعديل ينعكس على الانفعالات النفسية كالاكتئاب والقلق فيضبطها ويخفف منها ، لذلك لا غرابة أن يقال أن المرض النفسي هو بالأساس مرض عضوي ! هذا فضلاً عن الواقع المعاش والمشاهد من ملايين البشر حول العالم ممن يستخدمون الأدوية النفسية وساهمت بفضل الله في تحسنهم أو شفائهم تماماً ، وكوننا لا نعلم عن هذي الملايين او لم نشاهدها تتحدث لا يعني عدم وجودها لأن من عادة البشر أنهم يتحدثون عن آلامهم ووأوجاعهم أكثر من حديثهم عن شفائهم وآمالهم !

__________________________________________________


جميل أخي صالح .. دعني إذن أستفهم منك أمرا .!
هرمون السيروتونين أو الاندورفين وهو المسئول عن الاحساس بالسعادة والأنس في الانسان .. يتم إفرازه بشكل ذاتي من قبل الجسم .. وهو هرمون طبيعي في البشر .
ونقص إفرازه في البدن يحصل في كل شخص طبيعي عند استقباله اخبارا غير سارة مثلا .. ولهذا كان امرا نفسيا و طبيعيا ليس عضويا ولم يسبقه سبب مادي .. أليس كذلك .!؟

فما الذي جعله إذن مرضا وهو سبب نفسي .؟
وكيف نجعل له دواء ماديا والمشكلة نفسية طبيعية بحتة .!؟

أليست مخالفة للطبيعة ان نستخدم دواء كيميائيا لمشكلة طبيعية أو دعنا نقول هل تستطيع المواد الكيميائية صناعة طبيعة اخرى كتلك التي كانت في بدن الانسان .!؟

اخي صالح هل تعلم ان ما يعتقد به الطب النفسي الآن هو مخالف تماما لكثير من اعتقادات ونظريات علماء النفس القدامى .!

فمثلا الأطباء عند بدء مزاولة المهنة يقسمون على الالتزام بمبادئ أبقراط ومن أهمها:
“أولا، لا تسبب ألما” و “ساعد الطبيعة”،
فإنهم عادة ما يعملون وكأن لسان حالهم يقول :
“أولا، صف الدواء، ذلك الذي لا ينسجم وكيمياء الجسم”.

يصف د.ستيفن ديفيس محرر Journal of Nutritional Medicine ذلك الاتجاه بأنه “طب هدفه وصف الدواء” Pharmacodoxic Medicine وهو بخلاف “طب هدفه الصحة” Orthodox Medicine القائم على مبادئ أبقراط.
ومع عشرات الآلاف من حالات الوفاة سنويا في شتى أنحاء العالم نتيجة الوصفات والعقاقير الطبية، فإن ذلك يعد انتهاكا صارخا للمبدأ الأول بألا تسبب ضررا كما أنه بالطبع لا يساعد الطبيعة.

وأنا يا أخي صالح لم أحاججهم بدراسة شخصية فقط قابلة للصواب و الخطأ وإنما نحاججهم ايضا بعلمائهم الأصليون وبمن استقوا علم النفس منهم .!

وهذا يعتبر دليل طبي لفشل الدواء النفسي ..!

وإن كنت ترغب ببعض الأدلة العقلية التي تؤكد فشل الادوية النفسية .. وأنها لا تعالج الطبيعة ولا تحتوي على مادة السيروتونين مربط الفرس ومحط المشكلة الاساسية التي يبحث عنها كل مكتئب .!

أسرد لك دليلا واحدا :
من المعروف ان هرمون السعادة (السيروتونين او الاندورفين) كلما ارتفع معدله في المخ تتحسن القدرة الجنسية لدى الشخص ويزداد نشاطا نظرا للراحة النفسية التي يعايشها .

ونقول نحن لو كان الدواء النفسي يمد الجسم بهرمون السيروتونين للجسم لما وجدنا احدا يعاني من ضعف القدرة الجنسية
فنحن نستخدم دواء الاكتئاب ولم نرى تحسنا ابدا في الرغبة الجنسية او على الأقل لم يستمر الحال كما هو سابقا حتى نستطيع أن نوافق على تمديد فترة للعلاج لعدة شهور .

ولكن ما نراه نحن من مستخدمو الادوية هو التردي الملحوظ في الجانب الجنسي بل قد قرأت عشرات الحالات هنا في هذا المنتدى عن ان هناك من فقدوا الرغبة الجنسية تماما من بعد استخدام الدواء النفسي ..!

__________________________________________________


والدواء النفسي مثل اي دواء آخر قد يكون فعال أو أقل فاعلية أو غير فعال لاشخاص بعينهم وهو مثل أي دواء له أعراض جانبية ،،،

أيضاً هناك سبب مهم جداً وهو أننا بشكل عام لانعطي الألم النفسي قدره واهتمامه قياساً بالألم العضوي فنحن نتعاطف مع من يتأوه من ألم ظهره ولا نتعاطف مع من يتأوه من ألم نفسه !?

ومن الأسباب الهامة أن بعض ممن يعتقدون التعارض حقيقة هم لا يتصورون حجم ومرارة الألم النفسي الحقيقي لأنهم لم يذوقوه ولم يتعايشوا مع مريض يحملون همومه ! لا نتحدث عن أزمة حزن عابرة أو حالة خوف بسيطة بل عن اكتئاب يعتصر القلب و يؤثر على جميع مفاصل الحياة أو نوبة هلع تنقل صاحبها للطواريء بلا حول ولا قوة ، ومن طبيعة النفس البشرية أنها لا تحس بحجم المعاناة الا اذا ذاقتها بعينها وبتفاصيلها أو تعايشت معها ،،

__________________________________________________


لا أقلل من شأن معاناة بشر . . كلا والله .!
وانا اشعر تماما بكل من يتحدث عن معاناته يا أخي صالح
واتألم والله وتنتابني الحرقة على إهدار صحة المريض بسبب الدواء النفسي .. ولكن ذلك لا يعني أن فلانا من الناس لم يستخدم الدواء لأنه لم يذق طعم الألم أو لم يكتوي قلبه بنار المعاناة او كان بلائه مخففا .. كلا ولكن لدي يقين تام بأن? هناك تدخل شيطاني قد مكنه الله عز وجل في الجسد -ابتلاء لعباده- باستطاعته أن يحدث كل تلك الضغوطات النفسية وأن يحرث في الأعصاب ماتحرثه المصائب والفواجع الدنيوية .. وكل ذلك احداث وهمي يزول بالرقية الشرعية .

هل تريد ان أذكر لك قصتي شخصيا يا ابا علي .!

انا صدقني يا عزيزي صالح لا أقلل من شأن معاناتك تلك التي أوردتك المصحة النفسية .. ولكن أقسم لك أن هناك من مر بتجارب مريرة تفوق الوصف ولكنه لم يلجأ إلى الطب النفسي واستغنت صحته عن الدواء النفسي .. وهناك منهم من اكتشف أنه مريض روحي ، وان كل تلك الضغوطات النفسية والمخاوف والقلق والضنك ما هي إلا ألاعيب يحدثها الجني في خلايا الأعصاب .. فيشعر معها المريض بأن المصيبة عظيمة والصغيرة كبيرة والأمر جلل ولو تفكر جاهدا واستبصر في امره جيدا لاكتشف أن ألمه اهون من غيره وان المس العارض جعل له من الحبة قبة .!

__________________________________________________


بالنسبة للوساوس هي ليست دينية فقط فهناك وساوس النظافة والتكرار والترتيب الخ .

__________________________________________________


نعم صدقت الوساوس في كل جانب يا ابو علي وليست في الدين فقط .
وسوف أعطيك دليلا اضافيا غير ما ذكرناه سابقا عن الوساوس .

الشيطان اعاذنا الله تعالى منه عندما يفقد الأمل في إغواء المؤمن المستقيم بإسقاطه في المحرمات مثل الشكوك الدينية أو في الشهوات او الاعتداء ، يقوم باللجوء الى تعذيبه نفسيا بالوسوسة فيما دون المحرم من خلال ايهامه بعدم اكتمال الوضوء مثلا ليقوم المؤمن بإعادة الوضوء مرات عديدة .. او يقوم بالوسوسة له في صلاته ويبدأ يوهمه بأن تكبيرة الإحرام لم تطبق على الوجه الصحيح وكذلك قراءة الفاتحة لم تقرأ كاملة .. فتجد المؤمن في هم دائم مع الوضوء والصلاة وغيرها من الوساوس في المباحات والمكروهات .. وعموما فمشكلة الوسوسة تدل على قوة إيمان العبد ، وقربه من ربه .. لأنها آخر حيل الشيطان على المسلم وأضعفها ،
ولي على ذلك دليلين ، دليل واقعي وآخر شرعي ؛

اما الواقعي : فهو ماتراه اليوم في أصحاب تلك الوساوس من تدين واستقامة .. فأغلب هذا النوع من الناس تجده في الصف الأول في المسجد .. هذا إن لم يؤخره تكرار الوضوء فيحضر متأخرا .. ولو تحدثت معه لوجدته من أهل الغيرة والعلم في الدين .

اما الدليل الشرعي :
فقد روى?مسلم?وغيره عن?أبي هريرة وابن عباس?رضي الله عنهم، واللفظ لـ?مسلم قال:?جاء ناسٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه ؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان.?
قال?النووي?:?سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة فقال:?تلك محض الإيمان.?وقال:?ذلك صريح الإيمان.?

وفي رواية قال لهم صلى الله عليه وسلم : (الله أكبر .. الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة)

فهذا يعني أن الله عز وجل لم يرد كيد الشيطان الى الوسوسة إلا لأنه مؤمن فلم يجد الشيطان عليه سبيلا لإيقاعه بالمحرمات .!

__________________________________________________


أما أن علم النفس يصنع طباع الانسان فهذا غير صحيح ،علم النفس يفسر الطباع ويفسر السلوك ، أما الطباع فهي جزء من الشخصية وصعب أن تتغير ، فمثلاً هناك وسواس قهري وهناك شخصية وسواسية . أما مشاعر الخوف والرهبة فطبيعي أنه يمكن علاجها وطبيعي تحول الانسان من خائف الى مطمئن ومن عصبي لهاديء لأنها انفعالات قابلة للتغير والعلاج سواء بعلاج معرفي أو دوائي .

__________________________________________________


اخي ابو علي .. ان الوسواس مصدره واحد وهو الشيطان وليس هناك دليل في القرآن او السنة ان الوسواس يأتي من شيء غير الشيطان .. فالنفس الأمارة بالسوء هي بوسوسة الشيطان ايضا .. وقد استدل بعض العلماء عن وسوسة النفس بقوله تعالى :
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)
[سورة ق 16]

فهنا الوسوسة جاءت إشارة على عظم قدرة الله تعالى في معرفة دقائق الأمور حيث بدأ بقوله سبحانه (ولقد خلقنا الانسان ...)

قال الشوكاني في تفسير هذه الآية :
هذا كلام مبتدأ يتضمن ذكر بعض القدرة الربانية، والمراد بالإنسان: الجنس، وقيل: آدم، والوسوسة هي في الأصل الصوت الخفيّ، والمراد بها هنا: ما يختلج في سرّه وقلبه وضميره، أي: نعلم ما يخفي، ويكنّ في نفسه، ومن استعمال الوسوسة في الصوت الخفيّ قول الأعشى:
تسمع للحلى وسواساً إذا انصرفت ***
فاستعمل لما خفي من حديث النفس {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوريد} هو حبل العاتق، وهو ممتد من ناحية حلقه إلى عاتقه، وهما وريدان من عن يمين وشمال.
وقال الحسن: الوريد: الوتين، وهو عرق معلق بالقلب، وهو تمثيل للقرب بقرب ذلك العرق من الإنسان، أي: نحن أقرب إليه من حبل وريده،

والوسوسة حقيقة هي من عمل الشيطان في نفس الانسان .
وقد ورد معنى حديث النفس بمعنى وسوسة الشيطان في اكثر من موضع كما جاء في الحديث السابق أعلاه .

فكانت الوسوسة والتزيين من الشيطان وكان الأمر بالتنفيذ من النفس ، وبهذا يبقى الشيطان هو المفسد الأكبر والموسوس الأول .. وهو المسئول الوحيد الذي يلقى عليه اللوم يوم القيامة ، قال تعالى :
(وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (إبراهيم: 22)

__________________________________________________


بالنسبة للاستفتاء فلاحظت أن عنوانه طلب رأي حول الطب النفسي فهل المقصود به استطلاع رأي حول الأدوية فقط أم حول الطب النفسي لأني لاحظت ان الاسئلة عن الأدوية والقرآن لذلك اسمح لي أخي ابوعمر بإبداء ملاحظاتي حوله :

- لماذا يوضع القرآن إزاء الأدوية النفسية ؟ لماذا لا يكون الاستطلاع عن الأدوية فقط حتى يكون منصفاً وبلاخلط قد يتسرب لفكر المتلقي فحين نضع القرآن العظيم هنا فقد يتلقفه فكر المتلقي كمقارنة سواء في شعوره أولا شعوره وسيؤدي أيضاً للالتباس .. نعم القرآن شفاء للقلوب والنفوس والأبدان متى ما وقر في القلب وتشربت معانيه النفوس ، وبقدر يقيني أنه شفاء فأنا على يقين أن هذا الدين العظيم لا يخلط الأمور أبداً ..


__________________________________________________


صدقت بارك الله فيك .. فلا مقارنة من ناحية الإيمان والاعتقاد
ولكن انا من طلب ذلك ، حيث أننا أردنا حصر المرضى الذين يرون في الطب النفسي بديلا كافيا عن الرقية الشرعية ، بناء على عقيدة الطب النفسي التي تؤمن بقدرتها على علاج كل مرض نفسي وتنكر قدرة الرقية الشرعية .. ولهذا أردنا الاستطلاع عن مدى قناعة المرضى بعقيدة الطب النفسي تلك وهل كانت تلك العقيدة على صواب أم لا .!

فلأجل ذلك كان الاستطلاع واجبا وفي صالح الرقية الشرعية
ونحن نرى الآن التصويت لم يزل في صالح الرقية بفضل الله جل وعلا .


__________________________________________________


أما الانطباع حول الأدوية النفسية في الاستفتاء فيجب التنبه لنقطة هامة قد تؤثر على النتيجة وهي أن الانطباع والصورة الذهنية المسبقة عن الدواء له دور فهناك من يتناول الدواء وهو يراه مجرد مهديء أو مخدر وهناك من يتناوله وفي نفسه ريبة وشك هذا قبل التناول أما بعد التناول فالكثير لا ينظر لمبدأ النسبية ولا يعتبر التحسن البسيط وينظر بمثالية ، أيضاً هناك أمر هام جداً وهو اعتقاد كثيرين أن حالتهم ساءت بعد الدواء خصوصاً بعد الارتياح معه ثم تركه وهذا غير منصف وغير دقيق لأن المرض النفسي كأي مرض عضوي هو مرض قابل للتطور وقابل لأن يكون مزمن فمتى ما بدأ فتقدمه احتمال وارد ولا أحد يستطيع الجزم أن حالته ستكون أفضل لو لم يتناول الدواء لأن هذا شيء في علم الغيب بل العكس فالدواء كثيراً ما يساهم في السيطرة على المرض قبل استفحاله وتطوره . أما الاستدلال على حالات فردية غير موفقة فهذا طبيعي كحقيقة تجاه أي مرض وبمقابل هذي الحالات نشاهد حالات كثيرة موفقة والحكم المنصف لا يكون من خلال حالات فردية ..

هذا مع الاشارة أننا في كل الأمراض يجب أن نبحث عن المسببات ونعالجها قبل تناول أي دواء وهذا ما اؤمن به بشدة عن طريق مراجعة أسلوب الحياة كالغذاء الصحي والنوم الكافي والحركة والرياضة ، وأيضاً خلال العلاج لا يجب الركون له وترك الوسائل الداعمه والمعينة له ..


__________________________________________________


هل هناك من مسببات للأمراض النفسية غير الضغوط النفسية .!؟
المرضى النفسيون اجتمعوا على ان الاحداث المؤلمة والمواقف الصعبة هي المسبب الاول للأمراض النفسية

فكيف نستطيع معالجة الأقدار والتحكم بأعصابنا قبل ان تقع .!؟


__________________________________________________


ختاماً بقي أن أشير لحقائق في مجال الآراء والنقاشات :

- الحقيقة تفرض نفسها ولا تحتاج لدفاع مستميت . ولماذا نفترض أن خلاصة النقاش يجب أن تكون اما نصراً مؤزراً أو ضربة قاضية وموجعة دون اعتبار الجوانب الانسانية لمن نخاطبه !

- تستطيع أن تقمع رأيي . أن تقسو علي . لكن السؤال الأهم : هل كسبت قلبي ؟؟؟؟

- الحقيقة تحتاج لهدوء وأسلوب حسن في الدفاع والعرض والا سيصعب قبولها.

- توضيح الواضحات من أصعب المشكلات !?

-من يتصدى لنقاش ويضع في ذهنه عدم التنازل وعدم امكانية الخطأ فالنقاش هنا لن يؤدي لنتيجة بل سيتحول لجدل ومراء منهي عنه يشتت القلوب ويوغر الصدور .

- وختاماً لا أجمل ولا أروع من أن أختم رأيي و رأيك بـــ : من الممكن أن أكون مخطئاً !


__________________________________________________


صدق الرسول صلى الله عليه وسلم :
(إن من البيان لسحرا)

درس لكبار الأدباء في حسن الخلق .!


أخيرا /
هنا نقطة مهمة تخص الإيحاء?المحبط للمريض والذي يتسبب به بعض الناس كقوله لأحد المضربين نفسيا مثلا انت بعيد عن ربك .!

أود هنا يا أخي الحبيب أن اذكر لك بعض المفاهيم والتطبيقات التي يزرعها الطب النفسي في عقل المريض بشكل خاطئ . ويوحي بها اليه مما يؤثر في حالته سلبا .. ثم أدع لك المقارنة بين عقيدة الطب النفسي وعقيدة منكر الطب النفسي نحو المريض لترى الفرق بينهما من ناحية مراعاة نفسية المريض .

المفهوم الأول :
الطب النفسي :
يسمي المشكلة النفسية مرضا ، وهذا ايحاء للمكتئب بأنه مختلف عن الناس ومكبل في سجن المرض ويقيد شعوره بالانهزامية والنقص وعدم الاعتماد على النفس

منكر الطب النفسي :
يسمي المشكلة النفسية اضطرابا طبيعيا في كل شخص ، ولكن اذا استمر فهو بسبب خارج عن ارادته .. اي بفعل الشيطان بمس ونحوه فيتسبب له بالبعد عن ذكر الله عز وجل ، ولم يكن التقصير بإرادة الشخص .


المفهوم الثاني :
الطب النفسي :
متصادم مع نظريات القرآن بشكل سلبي مع نفسية المضطرب .
مثال واحد على ذلك :
انكر الطب قوله تعالى : ((ألا بذكر الله تطمئن القلوب))
فجعل الاطمئان هو في الدواء ، نظرا لأن المكتئب لا يفتقد في حياته لكي يصبح كغيره من الناس سوى الاطمئان فقط .


منكر الطب النفسي :
مطبق لجميع نظريات القرآن وبشكل ايجابي لنفسية المضطرب
فكان يؤمن بأن الإعراض عن ذكر الله هو سبب الضنك (الاكتئاب) وفي نفس الوقت لم يكن الشخص بعيد عن ذكر الله
وكان الاجراء الايجابي هو :
ان سبب البعد عن ذكر الله تعالى هو الجني العارض خارج عن ارادة الشخص نفسه .. وبهذا يطمئن المريض انه ليس ببعيد عن ربه وانه مغلوب على امره بفعل حاسد خبيث او ساحر شيطان .


المفهوم الثالث :
الطب النفسي :
يحمل المسئولية الكاملة على ضعف تكوين الجهاز العصبي لدى المريض النفسي وانه يعاني من خلل عصبي في استيعاب الضغوط اليومية مقارنة بغيره ، فكان غير مهيأ عصبيا لتحمل الضغوط واستقبال الآلام .. مما يولد النقص والشعور بضعف البنية الجسدية في العقل الباطن للمريض .


منكر الطب النفسي :
لا يشكك في قدرات المريض النفسي ولا يدعي اصابته بضعف بدني او نقص خلقي .


المفهوم الرابع :
الطب النفسي :
عدو للعلاج السلوكي لكثرة ايحاءاته السلبية على المريض التي تعترض المعرفة والسلوك ، فراح يهول الامراض النفسية من اجل تقييد الناس بالدواء وأسر قلوبهم ، ونسي الطب النفسي ان هناك علاج معرفي بجانبه يعمل على دهس ثوابته ويستحقر من فاعليته ويؤذي معاييره .

منكر الطب النفسي :
صديق للعلاج السلوكي
فلم تكن الرقية تؤذي ابدا العلاج المعرفي السلوكي .
اما الطب النفسي


المفهوم الخامس :
الطب النفسي :
1- مدة دوائه طويلة لاتراعي ضعف صبر المريض او انزعاجه من طول الانتظار .
2- له آثار جانبية تؤذي المريض مما يفشل في نجاح الخطة العلاجية والثقة بها وتتسبب في قطع المرضى للعلاج
3- الدواء يترك اثرا بعد الشفاء
4- الدواء مخالف شرعا حيث انه مسكر إدماني يؤثر على المشاعر الاخرى بشكل سلبي ويعيقه عن الاختلاط بالناس ويتسبب في عدم تقبل الناس له .
5- الشفاء التام غير مؤكد .
6- الدواء النفسي ليس طبيعيا وقد استبدل الطبيعة بالكيمياء .

منكر الطب النفسي :
1- مدة الرقية الشرعية تتراوح بين ساعة وشهر واحد على الأكثر واغلب الحالات في خلال ساعات فقط .
2- ليس له أية آثار جانبية مطلقا ويشجع جميع المرضى للعلاج لأن آثار الشفاء تظهر من اول جلسة .
3- الرقية لا تترك أية أثر بعد الشفاء .
4- الرقية لا تحتوي على مخالفة شرعية بل تقرب المريض من ربه عز وجل بالذكر والعبادة .
5- الشفاء التام مؤكد بفضل الله تعالى .
6- الرقية الشرعية طبيعية تماما لا تؤثر على طبيعة جسده .


وهناك مفاهيم اخرى يا اخي صالح ولكن الوقت يداهمني ويمنعني من الاسهاب اكثر .. وأتوقف الى هنا .!

وهنا يتضح لك الفرق جليا أي الطرفين يتفادى العقبات السلبية في وجه المريض ، ويسعى في تعزيز ثقته بنفسه ويراعي شعوره ويعمل في سبيل بقائه عزيزا سويا متزنا بين اصحابه واقرانه ،

فمن هو الطرف الذي يراعي نفسية المريض اكثر .. الطب النفسي ام منكر الطب النفسي .!؟


 
التعديل الأخير تم بواسطة مرحلة جميلة ; 10-04-2016 الساعة 03:14 AM

رد مع اقتباس