السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك اخي الكريم
ونسال الله ان نكون خير من يقدم لك النصح والارشاد ان شاء الله .
و بخصوص موضوعك اخي العزيز : أرجو أن تحمد الله على العيشة الهنيئة مع زوجتك و ابنائك، والصواب أن يجتهد الإنسان في تدارك الجوانب السلبية وينمي جوانب الخير، وسوف تختفي الصفات السيئة مع كل صفة حسنة نكتسبها، وإذا عجز الإنسان عن تغيير الصفة السيئة فعليه أن يوجهها للخير، فيجعل غضبه لله .
ولأن الغضب من الشيطان فإن علاجه يكون بالاستعاذة بالله من الشيطان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وقد رأى غضبانا إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، ويتخلص الإنسان من الغضب بذكر الله، والوضوء، والصلاة، وتغيير الهيئة والخروج من الحجرة التي غضب فيها مثلاً، وتجنب الأشياء التي تدعوه للتوتر.
وقبل هذا يجب أن نبحث عن أسباب هذه العصبية فقد تكون العلة هي المرض، فبعض الأمراض يتضايق صاحبها، وقد يكون السبب هو الجوع الشديد أو العطش والتعب، أو كثرة العمل، وقد يكون السبب هو التوسع في الخلطة والمزاح، أو الهموم والمشاكل في العمل أو قد تكون يا اخي الحبيب لا تصلي ؟.
والمؤمن يرضى بقضاء الله وقدره، ويختلط مع من يذكرة بطاعة الله إذا نسيت ويعينوه على الخير إذا ذكر، و يجتهد في التوجه إلى الله و يحرص على البعد عن المعاصي فللمعاصي شؤمها وآثارها.
ولا شك أن معرفة الإنسان بأضرار الغضب على صحته وعياله مما يعينه على ترك العصبية والغضب، ولذلك كانت وصية النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي (لا تغضب)، والشيطان ينال من الغضبان ما يريد والعياذ بالله، ومعظم الأمور التي تغضب فيها تافهة وحقيرة، ولذلك يجب أن نفكر في هذه الأمور التي تعكر على الإنسان حياته، والصواب أن يغضب الإنسان إذا انتهكت حرمات الله، ولكن في غير هذا يعود نفسه الصبر والتصبر ومن يتصبر يصبره الله، والإسلام يجعل الإنسان القوي حقيقة هو الذي يملك نفسه عند الغضب، وبشر من يكظم غيظه وهو قادر على أن ينفذه بأرفع المنازل فقال: (.... دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين ما شاء)، ومدح المتقين فذكر من صفاتهم {.. والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}
ومما يعين الإنسان على التخلص من العصبية الزائدة الإكثار من ذكر الله والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، ودراسة سير الصالحين الصابرين، واللجوء إلى الله والإكثار من النوافل وشغل النفس بالطاعات، قال تعالى: {ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون}، فما هو العلاج؟ {فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين}.
وعلينا أن نتذكر العواقب السيئة للغضب فكم من رجل قتل نفساً أو هدم بيتاً أو أحدث جرماً عظيماً ندم عليه لأنه خالف التوجيه النبوي المختصر (لا تغضب).
ونسأل الله العظيم أن يرفع عنك سلطان الغضب والعصبية وأن يهدينا جميعاً لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو سبحانه.