السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي الكريمة (( هناء88 ))
أود أن أهنئك أولاً على أسلوبك الرصين ، ووصفك لحالتك ومقدراتك الفائقة في التعبير ، والتي أسال الله أن يعطيك القدرة لتوجيهها إلى ما يفيدك أكثر .
ما وصفتيه من أحلام يجب أن نخضعه للميزان النفسي الواقعي والمتجرد ، وعليه يجب ألا نقول هل هي صحية أم غير صحية ، فالأمر نسبيٌ ولا يمكن أن نأخذه على الإطلاق ، فالإنسان حين يكون تحت ضائقة نفسية لا بأس أن يسترسل في بعض أحلام اليقظة ؛ لتدعيم دفاعاته النفسية ، كما أنها يمكن أن تكون خاطرة مقبولة تحت ظروف مختلفة ، لا شك أن في مثل عمرك الإسراف في مثل هذه الأحلام لا يعتبر شيئاً مفيداً لصحتك النفسية ؛ لأن اتساع الفجوة بين الواقع والخيال يضر بالكفاءة النفسية والقدرة على التكيف الوجداني والاجتماعي .
تعلقك بشخصيات القصة ربما تكون سمة وسواسية احتلت حيزاً كبيراً في الخارطة النفسية والعقلية لديك ، وعليه من الضروري أن تسعي لتقليص هذا الحيز ، واستبداله بما هو أفيد ، وذلك بتقوية إرادتك ومقاومتك لهذه الأفكار ، ويمكن أن تحددي لنفسك وقتاً في اليوم بأن تصممي أن لا يتعدى تفكيرك في هذه الشخصيات والأحلام المصاحبة أكثر من نصف ساعة تدخلي بعدها في نشاطات ذهنية أخرى ، ثم تنقصي نصف الساعة بواقع خمس دقائق كل ثلاثة أيام ، كما أرجو أن تغيري المواقف والمواقع التي تكثر فيها هذه الأفكار لديك .
كما ذكرت لك أولاً يمكنك أيضا أن تدخلي في نشاطات اجتماعية أخرى ، كالانضمام للجمعيات الخيرية والثقافية والاجتماعية ، والدخول في العمل التطوعي ، فهذا سوف يرفع قيمة الذات لديك ، وحين ترتفع قيمة الذات لدى الإنسان تقل أحلام اليقظة ، ويكون أكثر ارتباطاً بالواقع .
هنالك علاجات دوائية تفيد في مثل حالتك ، خاصةً أنه لديك شيءٌ من الإحباط والاكتئاب ، وربما درجة من الوساوس المقنعة ، وعليه أود أن أنصحك بتناول العقار المعروف باسم بروزاك ، وجرعته هي 20 ملجرام يومياً بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر ، وأخيراً أرجو أن تستبدلي أي فكرة لديك تعتبريها خيالية بأخرى واقعية في الحياة ، وبالله التوفيق .