03-01-2017, 11:38 PM
|
#17740
|
( عضو دائم ولديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 37467
|
تاريخ التسجيل : 02 2012
|
أخر زيارة : يوم أمس (09:19 PM)
|
المشاركات :
4,198 [
+
] |
التقييم : 19
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Gray
|
|
142 - 27/ 12/ 2016 - 08:29 PM
بعد سنين طويلة من العلاج النفسي والأدوية النفسية التي أضرت بي كثيرا، أكاد أجزم أن التردي المستمر في قدرتي على التركيز والتذكر بسبب تلك الأدوية. فقد كنت أعاني قبل استخدامها من الاكتئاب لكن تركيزي وذاكرتي كانا في حالة ممتازة وبعد استخدامي لهذه الأدوية عصفت بي موجات من نقص التركيز والنسيان جعلتني أتحسر ندما على اليوم الذي تناولتها فيه..
قد أكون هنا أكتب، ويتحرك صدري بفعل الشهيق والزفير لكني فعلا لست بالميت ولا الحي، انطوي على نفسي وأحكم اغلاقها كي لا يتسرب عنوان مرضي لمن حولي، فيزيدوا ألمي ألما وينبذوني كمجرم ومذنب..
أن تكون مكتئبا يعني أن يصفعك الألم مرتين، مرة لوعورة هذا المرض ومرة أخرى للعار الذي يلحق بك بسببه..
تخيل أن تتلوى وجعا، ويخنقك المرض، لكنك تخفيه، تدفنه في داخلك حتى لا يزيد الآخرين وخاصة (المقربون) وجعك وجعا..
الاكتئاب يجثم على صدري واحتاج إلى رعاية واهتمام ممن حولي، ومراعاة لمرضي، احتاج لمن يمسح على رأسي ويفهم صمتي ويضمني إلى صدره فيجعل دمعتي تسقط وداخلي يهدأ..
ها أنا أحارب وحدي وجعي وألمي، أحارب فورته وهيجانه، وأحارب ردود فعل المقربين حين يبدو لهم شيء من آثار مرضي فينعتوني بـ (المريض النفسي) لميلي إلى الصمت والعزلة ولمزاجي المعكر دائما دون علمهم فعلا بمرضي النفسي..
حين أتلفت حولي وأرى الناس من حولي يتسابقون على الحياة، أسأل نفسي وهل تستحق الحياة كل هذا؟ ، ما الذي يدفعهم إلى مجاراتها؟ ما الذي يُعاش فيها؟ كيف لا تزكم أنوفهم رائحة الملل منها؟ ..
أنا المختلف الذي ينظر للعالم نظرة مغايرة، أنا السجين بلا قيود، سجين بين جدران هذه الحياة الواسعة والضيقة في آن واحد..
أنا الذي يتلوّى ليال طوال على سريره ويهرب من ظلام الأيام عبر النوم الطويل، أنا الذي يجرّ جسده مرغما ليغادر غرفته ويشارك عائلته عشاء بلاطعم ليُصمت ألسنتهم عن التوبيخ والتساؤلات ..
أنا الذي فقد أمله في الضحك مجددا، وفي قدرة أطباء النفس على العلاج فرفع في وجه مرضه راية بيضاء..
على الرغم من السوداوية التي تغطي حديثي إلا أني أعلم سبب اكتئابي وهو فهمي لحقيقة الحياة وفهمي المتجاوز حده لطبيعة البشر وخاصة المقربين..
أيها المرض أفنيت شبابي، وكسوت روحي شيبا، فلله وحده أشكو قشعريرة الألم وحدة الوجع وضياع الفرح والسكينة..
منقول من مجهول استمتعوا
|
|
|