20-02-2017, 04:06 PM
|
#212
|
عـضو أسـاسـي
مـتـفـائـل
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 52674
|
تاريخ التسجيل : 01 2016
|
أخر زيارة : 13-06-2021 (08:19 PM)
|
المشاركات :
1,242 [
+
] |
التقييم : 14
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
|
لوني المفضل : Blue
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحوراني
ولم تعطي نفسك فرصة للقراءة والتمعن ، من حيث تقسيمات المرض النفسي والعقلي ومصنفاتها ، فأنت تسقط كل الأمراض النفسيه تحت مسمى المرض الروحي ،
ضاربا كل الدراسات والأعراض البائنه على وجوه وقلوب البشر بعرض الحائط ،، وأنت في قرارة نفسك تعلم جيدا ، أن هناك مرض نفسي \ عصبي ، وهناك امراض عقليه ،،،
والأمراض النفسيه التي تنكرها وتنكر اسبابها هي امراض وظيفية وتكون بدون تلف في الناقلات العصبيه والمخ ، يعني في التشريح لا يظهر معك أي تلف عضوي ،
مثل القلق والكآبه الأفكار السوداء وهن الأعصاب والمخاوف المرضيه ،الهستيريا والبارانويا ،،
والقليل جدا من المرضى النفسيين يظهر عليه المرض في سلوكه الإجتماعي ، ولكن في داخله هناك قوى تقوده لا يستطيع السيطرة عليها كما الحال في العقدة النفسيه
أو في حالات الخوف المرضي من الكلاب او الظلام او المرتفعات ،،،
واليك مثلا مرض الهلوسه ، لا تستطيع ان تراه على الشخص ظاهرا ، لأن اصل الإصابه هي في الحس والإدراك ، فيسمع اشياء لا وجود لها ، او يرى اشياء غير موجوده فعليا ،
هنا ايها الكريم ما سبب ذلك برأيك ؟ بعيدا عن الجن والشياطين إن ما اصاب هذا الشخص هو إنحراف حسي وإدراكي ، يصاب به العالم والجاهل على السواء ،،
أما الشخص الذي يقوم بغلق باب غرفته ، ثم يعود ثانية ليغلقه ثم ثالثة ويتكرر هذا المشهد في دقائق ، هذا شخص لو رأيته في الشارع لن ترى منه ما يسوء شخصيته ،
لكنه يعلم تمام العلم انه مصاب بالوسواس ، أعلم تمام العلم ستقول لي انه من الشيطان ، ولن اقول لك لا ،، سأوافقك الرأي ،
ولكن هنا لا بد أن يتدخل الطب ايضا في هذه الحاله ، بجانب العلاج الروحي ، فلا نستطيع إنكار العلاج من كلا الجهتين ، لكي يأتي احدهما بفائدة او الإثنين معا ،،،
ما قولك بالذي ينسى مكان بيته ؟ هل الشيطان انساه ؟ هذا الشخص يعيش صراعا داخليا اجتماعيا سببه البيت او من في البيت ، ونسيان البيت رغبة تصارعه في داخله لنسيانه فعلا ،،
ومن يخاف الكلاب او الأماكن المرتفع او الأأماكن الضيقه ، لهذا اسباب ايضا قد عاشها المريض في طفولته ، أثرت عليه بشكل جعله يخاف ،
وجعلته يعيش عدم تلاؤم بينه وبين الواقع الذي يمثله أصل الخوف الذي حصل في طفولته وبقي مكبوتا في اللاوعي ،،
اللجوء للطبيب النفسي صار لازما ، خصوصا في مجتمعات اليوم أينما نظرت سواءا في الدوله الناميه أو المتقدمه ، فتجد الكثير من التنافس والصراعات والكسب ،
زمن بلا طمأنينه ، ناهيك عن الوازع الديني الذي لا ينكره كل صاحب لب سوي ، مع انهيار القيم والأخلاق في المجتمعات ،،
فصار من اللازم اللجوء للأدوية التي تساعدك في إكمال مشوارك في تعليم ابناءك والصرف عليهم وكسب عيشك ومتابعة عباداتك ايضا ،
فلا عيب ولا حرام ان يتناول المريض النفسي حبة دواء تجعله يستمر في الحياة بشكل سوي ، لا أن يهرب من الحياة الى النوم والعزله ونقول له انت بعيد عن الله ،
هنا يا عزيزي هناك قوى خارقه بداخل هذا الشخص توجهه ولا سلطان له عليها ،،، وإلا فلماذا كل هذا التعب !!!
عزيزي خالد ،،،
إن ضعف الوازع الديني يقلل من قوتك على مواجهة المرض النفسي والروحي ، لكن هناك امراضا عصبيه ايضا ، ولا ننكر ولا يستطيع صاحب عقل ان ينكر ،
أن اللجوء الى الله خير علاج ، ولكن رب العزة لم يقل أن نلجأ اليه دون اللجوء الى الدواء الذي يساعدنا في تثبيت شخصياتنا وافكارنا وامور يومنا ،،،،
أعلم تمام العلم ان كلامي هذا لن يأتي في خاطرك بشيء ،، وأنك ستقول مهدئات ومخدرات ،،، وأن الغرب يحثون الخطى ليل نهار للسيطرة علينا كدول عربية واسلاميه ،
وتحت هذا الفكر الذي تنتهجه ياعزيزي علينا أن نغلق دور البحث ومختبرات العلوم في جامعاتنا ومدارسنا ومستشفياتنا ، ونلجأ الى راق شرعي يحلل لنا الدواء ويحرمه كما يشاء ويشتهي ،
تحت ذريعة أن المرض النفسي سببه البعد عن الله وكفى ،،،،،
|
السلام عليكم
تعقيبا على ما ذكرت أخي أبو عمر
هناك الكثير من الأمراض التي تسبب العديد من الأمراض النفسية ومن بينها الوسواس والرهاب والإكتئاب .. ومن تلك الأمراض المعروفة تقرحات الجهاز الهضمي وهو مرض ظاهر .. وكذلك الديدان .. وتهيج القولون وهو غير مكتشف .. تلك من الناحية الطبيّة الحديثة
وهناك أمراض تسبب النسيان والجنون والوسواس لم يكتشف الطب الحديث مسبباتها .. في حين أن الطب الشعبي قد إكتشفها منذ عدة قرون .. وأبرز تلك الأمراض هو فتق الرأس أو ما يسمى في مراحلة المتقدمة الوشرة .. وتحدث عن ذلك أعلام وعلماء كبار عبر التاريخ ومنهم الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمة الله .. وقد إطلعت على فائدة كبيرة تكلم بها الشيخ عبدالعزيز رحمه الله وهي أن بعض الأمراض التي تصيب الإنسان وتؤثر على عقله ليس من الضروري أن تكون أمراضا روحية وذكر الوشرة أو فتق الرأس .. كما ذكر ذلك ابن عثيمين رحمه الله .. كما أن الأمراض النفسية وعلاج الكثير منها مشهور ومعروف في الطب الشعبي منذ القدم
كما ذكر بأن الأسباب يجب أن تؤخذ سواءاً بقراءة أو تطبب .. والله هو الشافي سبحانه ويكتب الشفاء فيما يشاء .. ولكل داء دواء بقدر وكيفية معينة علمه من علمه وجهله من جهله
يقول ابن الجوزيه عن فتق الرأس : أنه استفراغ من الهواء ينحسر في رأس الإنسان حتى يخرج من اليافوخ فيحدث تساع في اليافوخ فيحدث فرق بين مقاس طول الرأس وعرضه
والفري (الفتق) من الأمراض التي تصيب الرأس ، وأمراض الرأس عادة خطيرة و مؤذية وتتعدى على سلوك المريض و نفسيته و شخصيته
المرض النفسي صعب جدا وربما له أسباب عضوية لم يكتشفها الطب والبعض اكتشفها .. وأبرز ما تحدث عنه الطب مؤخراً هو العلاقة الكبيرة بين الحالة النفسية للإنسان وسلامة الجهاز الهضمي واكتشاف ان هرمون السيروتونين 90% منه ينتج في الأمعاء ولذلك من الطبيعي مع حدوث أي خلل أو تلبّك في عمل الجهاز الهضمي تحدث مشاكل نفسية للإنسان .. لذلك فالأسباب تختلف ما بين عضوي ( مكتشف وغير مكتشف ) و روحي
وقد عايشت حالات كثيرة من مرضى القولون عاشوا في جحيم قبل أن يعلموا مرضهم ما بين تأويلات رقاة فتارة عين وتارة حسد وتارة سحر .. ولكن في النهاية تهيّج في القولون ومع الحمية والرياضة عادوا كما كانوا بعد معاناة سنوات
في انهاية .. أختم بقول أن السعي في البحث عن علاج مطلب .. سواءاً بالقرآن أم عند الطب .. وبخصوص الأدوية لا أرى إستخدامها إلا على نطاق ضيق و في الحالات الطارئة وللسيطرة وإعادة التوازن فقط .. والباب في التطبب مفتوح على مصارعيه .. وهذا العصر كثرت فيه الأمراض الروحية والعضوية التي تؤثر على الحالة النفسية للإنسان .. إما لنقص الوازع الديني في حسد أو سحر أو غيره وإما عضوي بسبب العادات الغذائية السيئة وقلة الحركة والرياضة
هذا ما أحببت أن أعقب فيه عليك يا أبا عمر .. وأختم بحديث طيب للشيخ ابن باز رحمه الله
فأقول: إن ما ذكره عني علي المذكور من تصحيح مذهبه قول باطل، وكذب لا أساس له من الصحة، وقد نصحته حين اجتمع بي منذ سنة أو أكثر أن يفصل القول في ذلك، وأن يعترف بتلبس الجني بالإنسي كما هو الحق الذي أجمع عليه العلماء، ونقله أبو الحسن الأشعري عن أهل السنة، ونقله شيخ الإسلام ابن تيمية عن جميع أهل العلم، كما في الفتاوى (ج19 من ص 9 إلى ص 65)، وقد أوضحت لعلي المذكور أنه ليس كل ما يدعيه الناس من تلبس الجني بالإنسي صحيحاً، بل ذلك تارة يكون صحيحاً في بعض الأحيان، ويكون غير صحيح في أحيان أخرى؛ بسبب أمراض تعتري الإنسان في رأسه تفقده الشعور فيعالج ويشفى، وقد لا يشفى ويموت على اختلال عقله، وقد يختل العقل بأسباب ووساوس كثيرة تعتري الإنسان، فالواجب التفصيل، وقد أوضح ذلك ابن القيم رحمه الله في (زاد المعاد)، وقد حصل لشخص من سكان الدلم حين كنت في قضاء الخرج خلل في عقله، فلما عرض على المختصين ذكروا أن سبب ذلك فتق في الرأس، فكوي وبرئ من ذلك بإذن الله.
وهذا نص كلام شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى في المجلد المذكور، قال ما نصه بعد كلام سبق: (ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة كالجبائي، وأبي بكر الرازي، وغيرهما دخول الجني في بدون المصروع، ولم ينكروا وجود الجن، إذ لم يكن ظهور هذا في المنقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم كظهور هذا وإن كانوا مخطئين في ذلك، ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة أنهم يقولون: إن الجني يدخل في بدن المصروع، كما قال تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ[1] الآية. وقال عبد الله بن الإمام أحمد: قلت لأبي: إن قوماً يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي، فقال: يا بني، يكذبون، هو ذا يتكلم على لسانه، وهو مبسوط في موضعه)[2]. وقال أيضاً - رحمه الله - في المجلد الرابع والعشرين من الفتاوى (ص 276، 277) ما نصه: (وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتفاق سلف الأمة وأئمتها، وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة، قال الله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ[3] وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم...)) إلى أن قال - رحمه الله -: وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك..) إلخ.
وبما ذكرنا يعلم بطلان ما ذهب إليه علي المذكور من إنكار دخول الجني في بدن الإنسان، ويعلم كذب علي في دعواه أني صدقته في ذلك وصححت مذهبه، وقد كتبت في ذلك رداً على من أنكر دخول الجني في بدن الإنسي منذ سنوات، ونشر ذلك في كتابي: (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة)، في المجلد الثالث (ص 299-308) فمن أحب أن يطلع عليه فليراجعه في محله المذكور.
وأما قول علي المذكور: لو أنكر علي لرد علي، فجوابه: أنه ليس كل ما نشر في الصحف من الأخطاء أطلع عليه؛ لكثرة ما ينشر في الصحف، وكثرة مشاغلي عن الاطلاع على ذلك، والله ولي التوفيق، ونسأله سبحانه أن يحفظنا من الخطأ والزلل في القول والعمل.
وأما إنكار علي المذكور كون القرآن الكريم شفاء لبعض الأمراض البدنية فهو أيضاً قول باطل، وقد أوضح الله سبحانه أن كتابه شفاء في كتابه العظيم، فقال سبحانه في سورة بني إسرائيل: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا[4] وقال سبحانه في سورة فصلت: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ[5] الآية، والآيتان الكريمتان المذكورتان تعمان شفاء القلوب وشفاء الأبدان، ولكن لحصول الشفاء بالقرآن وغيره شروط، وانتفاء موانع في المعاِلج والمعاَلج وفي الدواء، فإذا توفرت الشروط وانتفت الموانع حصل الشفاء بإذن الله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله))[6] رواه مسلم. كثير من الناس لا تنفعه الأسباب ولا الرقية بالقرآن ولا غيره؛ لعدم توافر الشروط، وعدم انتفاء الموانع، ولو كان كل مريض يشفى بالرقية أو بالدواء لم يمت أحد، ولكن الله سبحانه هو الذي بيده الشفاء، فإذا أراد ذلك يسر أسبابه، وإذا لم يشأ ذلك لم تنفعه الأسباب، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة رضي الله عنها أنه كان إذا اشتكى شيئاً قرأ في كفيه عند النوم سورة: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ[7]، وسورة: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ[8]، وسورة: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ[9] ثلاث مرات، ثم يمسح بهما على ما استطاع من جسده في كل مرة بادئاً برأسه ووجهه وصدره، وفي مرض موته عليه الصلاة والسلام كانت عائشة رضي الله عنها تقرأ هذه السور الثلاث في يديه عليه الصلاة والسلام، ثم تمسح بهما رأسه ووجهه وصدره رجاء بركتهما، وما حصل فيهما من القراءة، فتوفي صلى الله عليه وسلم في مرضه ذلك؛ لأن الله سبحانه لم يرد شفاءه من ذلك المرض؛ لأنه قد قضى في علمه سبحانه وقدره السابق أنه يموت بمرضه الأخير عليه الصلاة والسلام.
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الشفاء في ثلاث شربة عسل، أو شرطة محجم، أو كية نار وما أحب أن أكتوي)) ومعلوم أن كثيراً من الناس قد يعالج بهذه الثلاثة ولا يحصل له الشفاء؛ لأن الله سبحانه لم يقدر له ذلك، وهو سبحانه الحكم العدل ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وفي الصحيحين أنَّ ركباناً من الصحابة رضي الله عنهم مروا على قوم من العرب وقد لُدغ سيدهم، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه، فسألوا الركب - المذكور - هل فيكم راقٍ؟ فقالوا: نعم، وشرطوا لهم جعلاً على ذلك، فرقاه بعضهم بفاتحة الكتاب فشفاه الله في الحال، وقام كأنما نشط من عقال، فقال الذي رقى لأصحابه: لا نفعل شيئاً في الجعل حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم -، وكان أصحاب اللديغ لم يضيفوهم فلهذا شرطوا عليهم الجعل، فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه بما فعلوا، فقال: ((قد أصبتم واضربوا لي معكم بسهم))، ففي هذا الحديث الرقية بالقرآن، وقد شفى الله المريض في الحال، وصوبهم النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، وهذا من الاستشفاء بالقرآن من مرض الأبدان. وقد أخبر الله سبحانه في آية أخرى في سورة يونس أن الوحي شفاء لما في الصدور، وهي قوله سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ[10]، وكون القرآن شفاء لما في الصدور لا يمنع كونه شفاء لمرض الأبدان، ولكن شفاءه لما في الصدور أعظم الشفائين وأهمهما، ومع ذلك فأكثر الناس لم يشف صدره بالقرآن ولم يوفق للعمل به، كما قال سبحانه في سورة سبحان: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا[11] وذلك بسبب إعراضهم عنه، وعدم قبول الدعوة إليه. وقد قام النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ثلاث عشرة سنة يعالج المجتمع بالقرآن، ويتلوه عليهم ويدعوهم إلى العمل به، فلم يقبل ذلك إلا القليل، كما قال الله سبحانه: وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ[12]، وقال سبحانه: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ[13] فالقرآن شفاء للقلوب والأبدان، ولكن لمن أراد الله هدايته، وأما من أراد الله شقاوته فإنه لا ينتفع بالقرآن ولا بالسنة ولا بالدعاة إلى الله سبحانه؛ لما سبق في علم الله من شقائه وعدم هدايته، كما قال سبحانه: وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ[14] وقال سبحانه: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا[15] الآية، وقال سبحانه: فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ[16] والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهكذا الأحاديث الصحيحة.
وأما تأويل علي بن مشرف الحديث: ((إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)) بأنه على سبيل الاستعارة، كما حكاه الحافظ بن حجر في الفتح عن بعضهم، أو أن ذلك بالنسبة لبعض الموسوسين كما قاله علي المذكور، فهو قول باطل، والواجب إجراء الحديث على ظاهره، وعدم تأويله بما يخالف ظاهره؛ لأن الشياطين أجناس لا يعلم تفاصيل خلقتهم، وكيفية تسلطهم على بني آدم إلا الله سبحانه، فالمشروع لكل مسلم الاستعاذة به سبحانه من شرهم، والاستقامة على الحق، واستعمال ما شرعه الله من الطاعات والأذكار والتعوذات الشرعية، وهو سبحانه الواقي والمعيذ لمن استعاذ به ولجأ إليه، لا رب سواه، ولا إله غيره، ولا حول ولا قوة إلا به.
ونسأل الله سبحانه أن يثبتنا على دينه، وأن يعيذنا وجميع المسلمين من اتباع الهوى ونزغات الشيطان، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته، وأن يوفق المسلمين لكل خير، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يولي عليهم خيارهم، وأن يصلح قادتهم، إنه سميع قريب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
المصادر
ابن باز
www.binbaz.org.sa/fatawa/1888
ولإبن عثيمين ( الشرح الممتع على زاد المستقنع (12/ 219)
..
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله سلمان ; 20-02-2017 الساعة 04:12 PM
|