نفساني - عرض مشاركة واحدة

26-07-2017, 09:00 AM

أختي أمل الشفاء نسأل الله لكي الشفاء والسعادة عاجلا غير آجل ، قال أفضل الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم " عَجَبًا لأمرِ المؤمنِ إِنَّ أمْرَه كُلَّهُ لهُ خَيرٌ وليسَ ذلكَ لأحَدٍ إلا للمُؤْمنِ إِنْ أصَابتهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فكانتْ خَيرًا لهُ وإنْ أصَابتهُ ضَرَّاءُ صَبرَ فكانتْ خَيرًا لهُ ". فهذا الحديث العظيم يا أختي يبين أن أمر المؤمن كله خير سواءا مسه الخير أو الشر وهذا من نعم الله سبحانه وتعالى علينا ومن رحمته بنا ولعل ما أصابك يا أختي كان سبب من أسباب رجوعك إلى الله تبارك وتعالى وتذكرك الدار الآخرة وهذا أعظم شيء في الوجود فقد أنعم الله عليكي به ورزقكي إياه فإحمديه وأشكريه على هذه النعمة العظيمة نعمة الإسلام التي ستدخلك الجنة بإذن الله ولا تحزني ولا تيأسي من سوء يصيبك في دنياك فالله عز وجل من رحمته جعل ما يصيبنا كفارة لنا من ذنوبنا قال الرسول صلى الله عليه وسلم ((ما يصيب المسلم من نَصَب، ولا وَصَب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)) وإستشعري يا أختي رحمة الله سبحانه وتعالى في الخلق وتأملتي قليلا في الكون وفي الخلق وإبتداءا من نفسك وستجدي أن الله قد غمرنا برحمته قال الله عز وجل مخبرا عن نفسه {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ } فإستشعري هذه الرحمة التي أنزلها الله علينا وتذكري أن لله تبارك وتعالى مئة رحمة فهذه رحمة واحدة فقط والتسعة والتسعون رحمة الأخرى جعلها الله لنا في الآخرة قال الرسول صلى الله عليه وسلم (إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخر الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة) فلا تسيئي الظن بالله يا أختي وتذكري النعيم الذي أعده الله لعبادة فأي نعيم أعظم من أن ترتقي الروح إلى بارئها وتنظر له وتستئنس به وتُرزق بالخلود في جنته فنحن لهذا خلقنا ولهذا نصبر في الحياة على أي أذى يصيبنا لأننا في إنتظار أن يأذن المولى لروحنا بالخلود الأبدي في جناته التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فلا تخافي من الموت يا أختي إذ أنه واقع لا محالة ولا تفكري فيه وإنسيه تماما وحقي الوساوس التي تأتيتي وإياكي أن تتراسلي معها وإشغلي وقتك بما هو طيب ومباح وأكثري من تلاوة القرآن ففيه شفاء لما في الصدور وإتبعي مرضات الله تعالى وإجتنبي كل ما يغضبه وإصبري على هذا الإبتلاء وإسئلي الله تعالى أن يرفعه عنكِ وخاصة في مواطن الإستجابة وخذي بالأسباب كما أمرنا الله تعالى وإذهبي لطبيب نفسي وتناولي الدواء فهذه أدوية أثبتت فاعليتا وهذا الداء بحاجة إلى دواء من جانب ومن جانب آخر بحاجة إلى تغيير سلوكي فلا تهمشي جانب وتهتمي بآخر بل إهتمي بكليهما حتى يحصل الشفاء التام بإذن الله وأبشركي يا أختي فقد عانا من هذه الوساوس كثير مثلك و لسنوات طويلة جدا وبفضل الله بعد أن أخذوا بالأسباب المتاحة تعالجوا تماما وأصبحوا أفضل من قبل ونحن هنا معظمنا لنا تجارب مع الإكئتاب والوساوس القهرية ونوبات الهلع والرهاب وغيره فإجعلي هذا حافز أيضا لأننا نتحدث عن تجربة وسنقف جنبك يا أختي ونسأل الله أن يصرف عنكي هذه الوساوس وأن يثبتنا على دينه ويملأ قلوبنا شوقا للقائه وأن يكتب لنا الموت عاجلا غير آجل إن كان فيه خيرا لنا