عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك اختي الكريمة (( ام السعد ))
و اسأل الله العالي القدير ان يعينك علي ما تعانين منه ، وان يوفقك لما فيه الخير و الصلاح ، وان يعينك علي تربية اطفالك التربية الصالح الطيبة . اللهم امين .
و بخصوص ما جاء في رسالتك يا اختي الكريمة : لقد خلق الله البشر أصنافاً، يتفاوتون في الخير والشر والصلاح والإفساد، وحسن الخلق وسوءه، وهكذا أراد الله لعباده، ومع هذا التفاوت أمر الناس أن تعيش سوياً في حماية لا عزلة؛ ليتحمل المحسن منهم المسيء، ويصبر الصالح منهم على الطالح.
اختي الفاضلة / لقد من الله عليك بالبنيين، وهذه إحدى ثمرات الحياة الدنيا، وإن فقدت جانباً من لذة الحياة الزوجية فقد عوضك الله جانباً آخر، واعلمي أننا ما دمنا في هذه الحياة الدنيا التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة ما دمنا نعيش فيها فلن تحلو كلها للإنسان، بل تسعده في جانب وتشقيه في جانب آخر، فإن علمت ذلك فاعلمي أن المؤمن في هذه الحياة مبتلى وممتحن، ولا يخلو أحد من الامتحان والابتلاء، وهذا حتمي في حياة المؤمنين، يقول الله تعالى: {ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون} وتختلف ابتلاءات الناس بعضهم من بعض، فهناك من يبتلى بالمرض، وآخر بالظلم، وثالث بحرمان النعمة، ورابع بمثل هذه المشاكل، وأخيراً: {وبشر الصابرين}.
أقول لك ذلك حتى لا تنسي أنك مؤمنة، وأنك من المبتلين، وأنك مثلما تريدين السعادة في الدنيا فإنك تريدين السعادة الكبرى في الآخرة عند الله تعالى، ولا شك أن زوجك ظلمك، وأن هذه ليست المعاملة التي ترضي الله، لكن لعل الله أراد لك خيراً بها، لهذا فاعتبريه قد انتقل إلى الله، وعيشي حياتك، وربي أولادك، وعامليه مثلما تعامل المرأة الصالحة زوجها، لا تظلميه كما ظلمك، ولا تردي السيئة بالسيئة، بل ردي السيئة بالحسنة، وكلما ازداد في الإساءة إليك زيدي في الإحسان إليه، والله الذي لا يُحلف إلا به إن استطعت ذلك فإن عاقبتك ستكون خير في الدنيا والآخرة إن شاء الله تعالى؛ لأن الإنسان مهما كان سيئاً ورديئاً، فإن له ضمير في النهاية يحركه، فإذا قابلت إساءته بالإحسان، فإن هذا الأمر يؤلمه، وسريعاً ما يرجع إلى الحق.
وأرجو أن أضع لك برنامج تربوي وثقافي يعينك على الصبر:
1- أكثري من نوافل العبادات، من صلاةٍ وذكر وصيام.
2- ابدئي في قيام الليل، وعند السحر أكثري من الاستغفار، وما أعظم الاستغفار، فإن الله سيجعل لك من كل ضيق مخرجاً، ومن كل همٍ فرجاً، ويرزقك من حيث لا تحتسبي.
3- ضعي برنامج لأولادك للدراسة والمذاكرة والتحفيظ، وأعطيهم جزءاً من وقتك، واعتني بتربيتهم.
4- املئي فراغك، ولا تتركي وقتاً للتفكير والوساوس أبداً.
5- من جهتي أُجزم لك أن حياة الضيق وكدر العيش هي أساس النجاح للأولاد والمرأة، أكثر من حياة الترفيه، فاطمئني على ما أنت فيه، فإنه الخير كله، واحمدي الله واشكريه؛ لأن الله أحبك، فقد جاء في الحديث: (إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه).
فهنيئاً لك، وأسأل الله أن يوفقك ويعينك. اللهم آمين