الموضوع: تقلب الشخصية
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-12-2004, 10:22 PM   #2
أ.عماد الدوسري
عضو مميز جدا وفـعال


الصورة الرمزية أ.عماد الدوسري
أ.عماد الدوسري غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5348
 تاريخ التسجيل :  12 2003
 أخر زيارة : 07-11-2005 (09:30 AM)
 المشاركات : 1,599 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك اخي الحبيب (( متيم ))
والله نسأل أن يصرف عنك هذا الفتور و النتكاسة، وأن يعيد إليك الهمة والنشاط والرغبة في الطاعة وطلب العلم ، وأن يجعلك من عباده الصالحين ، وأوليائه المقربين ، ومن الدعاة إليه على بصيرة إنه جواد كريم .

و بخصوص ما جاء في رسالتك اخي الكريم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لكل شيء شره ، ولكل شرة فترة ، فمن كانت فترته إلى ستني فقد رشد ...) فالشاهد من هذا الحديث أخي الحبيب أن الإنسان تمر به حالات قوة ونشاط تعقبها حالات ضعف وفتور ، والمهم ألا يصل الفتور إلى ترك التكاليف الشرعية ، أو التفريط في الواجبات ، والوقوع في المحرمات ، والفتور بلا شك علامة نقص وضعف وتراجع ولا يبشر بخير ، والدليل على ذلك ما أنت فيه ، ولذلك لكي نعالج هذا الفتور لابد من الآتي :
1- البحث عن أسباب النشاط والقوة التي كانت عندك وحصرها، وماالذي بقي منها ، وماذا ضاع .

2- البحث عن الأسباب المؤدية إلى الفتور ، وتاريخ حدوثها، وملابساتها، ومعرفة كيف تسربت إليك دون أن تدرى حتى وصلت إلى ما أنت عليه .

3- دراسة المساحة التي كنت تعطيها لنفسك من حيث تزكيتها وتهذبيها ، وهل كانت كافية أم أنك كنت مشغولاً بأمر الدعوة على حساب نفسك .

4- أن تعلم درجة الفتور الذي أصابك حيث أن الفتور درجات بيانها كالتالي :

1- الدرجة الأولى وهي أخطرها: وتتمثل في كسل وفتور عام في جميع الطاعات .

2- الثانية: كسل وفتور في بعض الطاعات ، مع عدم كره لها وهذه مآل كثير من فساق المسلمين .

3- كسل وفتور سببه بدني ، فهناك الرغبة في العبادة مع تكاسل وفتور عنها ، وهذا حال كثير من المسلمين .

والخطير في الفتور أن العمر يمضي ، والأيام تنقضي دون إنتاج ولا عمل يذكر ، والأخطر من ذلك الانتقال إلى حالة أشد منها فتعظم المعصية ، لذا كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من العجز والكسل يومياً صباح مساء ، ويعلم أصحابه ذلك ، واعلم أن أخطر ما يكون الفتور على الدعاة وطلبة العلم مما يجعل تفاديه قبل حلوله ، أو تلافيه بعد نزوله أمراً ضرورياً ، والدفع أسهل من الرقع ، ومن هنا وجب تعاهد النفس ، لئلا تقع في فتور ينقلها من مرحلة إلى مرحلة ، لذا كان الواجب علينا ? معشر الدعاة ? أن نتفحص أنفسنا، ونتأمل أحوالنا أولا بأول ، هل نجد شيئاً من مظاهر الفتور فنعالج الأمرفوراً ، وإليك أخي بعض العلاجات إضافة إلى ما سبق ذكره .

1- الدعاء ، والاستعانة بالله ، والإلحاح عليه بشدة أن يرد عليك ما سلب منك .

2- مراقبة الله تعالى ، والإكثار من ذكره مما يستلزم الخوف والخشية من التفريط

3- تنظيم الوقت ، ومحاسبة النفس على كل ما يضيع من الوقت بغير فائدة .

4- الصحبة الصالحة ، وقراءة كتب السلف الصالح ، خاصة كتاب علو الهمة.

5- الإخلاص والتقوى .

6- تعاهد الفاترين ومتابعتهم لئلا يؤدي بهم الفتور إلى الانحراف .

7- وضع برنامج علمي ودعوى وعبادي يحدد ولو بصورة مصغرة والالتزام به .

8- أن تعلم أنك فقدت شيئاً عظيماً فجاهد النفس قدر الاستطاعة .

اسأل الله ان يغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اللهم أمين