فلا هو .. ( هو ) .. ولا أنت .. ( انت ) ..!!
كانوا معنا .. فعرفناهم .. و عشنا معهم .. واقتربنا منهم
و اقتربوا منا .. فهمناهم .. وحاورناهم .. لجأنا إليهم حين كانت المنافذ تسد
كانوا الملاذ .. كانوا ????? .. كانوا الجهة الخامسة حين تضيق بنا الجهات الأربع
كانوا الزمن الذي لا ماضي ولا حاضر ولا مستقبل فيه .. زمن سرمدي تقف معه/به
الأوقات .. كانوا - باختصار - شيئاً ما بداخل الروح
لسبب ما ..
غادرونا .. رحلوا عنا .. حيث لن نكون معهم في تلك الوجهه
اشتقناهم .. بكيناهم .. شعرنا بالخوف من الحياة لأنهم لن يكونوا في صورتها
بعد الآن .. الريح طوتهم وهم يطوون رحلتهم
وبعد مرور زمن ليس بقصير .. عادوا من جديد
عادوا إلينا .. فعادت معهم كل الأشياء التي اعتقدنا انها ماتت بفقدهم
كل الاماكن التي زارها الجدب جراء فقدهم .. رجعت لها الخضرة من جديد
وهطلت عليها امطار الوصل و الأمن الذي عادت غيومه بقدومهم
كل شيء كان ..... كما هو .. لكن ؛؛
هنالك شيء ما ناقص .. شيء ما مختلف
الوجوه هي ذاتها الوجوه .. و الهيئة هي ذاتها الهيئة
لكن القلب لم يعد يخفق لهم كما كان يفعل بالسابق .. لم يعد
يشعر معهم بنفس الألفة التي كان يشعر بها حين كانوا هنا أول الأمر
من الذي تغير ..؟؟
نحن .. أم هم ؟؟
أم ان لاشيء ابداً اختلف .. نحن فقط أصبحنا نرى بوضوح
أصبحنا ندرك أن الامور التي تصاحبنا في اول الدرب .. لاتصل لنهايته بنفس الهيئة
هي تختلف .. هي تتغير .. هي تتشكل .. هي تأخذ من ارواحنا بعض الصبغات
وتصطبغ بها .. لتشكل كياناً خاصاً .. مع الأيام قد نشعر به .. و نشعر بمدى غرابته عنا
مع اننا أصحابه .. نحن من غرسناه و شكلناه و جعلناه على ماهو عليه
باختصار ؛؛
لاتبكي على من رحل كثيراً .. ولا تفرح بمن قدم كثيراً
فلا هو .. ( هو ) .. ولا أنت .. ( انت )
لابد من فرق ..
وهذا الفرق له كيان منفصل ويعرف تماماً متى يريك مخالبه ..!
|