عرض مشاركة واحدة
قديم 28-07-2018, 02:14 PM   #1
عمر عبدالله
( عضو دائم ولديه حصانه )
amp;amp;


الصورة الرمزية عمر عبدالله
عمر عبدالله متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 54478
 تاريخ التسجيل :  09 2016
 أخر زيارة : اليوم (07:02 PM)
 المشاركات : 3,310 [ + ]
 التقييم :  16
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Saddlebrown
من الظلال : تفسير [ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ]



[ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ]

إنه الفضل الذي لا يفيضه إلا الله سبحانه وتعالى لا خازن لخزائنه , ولا حاسب لعطاياه . الفضل الفائض من ذاته تعالى
بلا سبب ولا موجب إلا أنه هكذا هو سبحانه فياض العطاء .

وفي الصحيح يقول الله تعالى :" من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي , ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ".

وفي الصحيح أيضا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل :" يا ابن آدم إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي , وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ من الملائكة - أو قال في خير منه - وإن دنوت مني شبرا دنوت منك ذراعا , وإن دنوت مني ذراعا دنوت منك باعا , وإن أتيتني تمشي أتيتك هرولة .."

إنه ذلك الفضل الذي لا يصفه لفظ ولا يعبر عن شركه الحق إلا سجود القلب ..

وذكر الله ليس لفضا باللسان , انما هو انفعال القلب معه أو بدونه , والشعور بالله و وجوده والتأثر بهذا الشعور
تأثرا ينتهي إلى الطاعة في حده الأدنى , وإلى رؤية الله وحده ولا شئ غير لمن يهبه الله الوصول ويذيقه
حلاوة اللقاء ..

[ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ]

والشكر لله درجات , تبدأ بالاعتراف بفضله والحياء من معصيته . وتنتهي بالتجرد لشره والقصد إلى هذا الشكر في كل حركة بدن , وفي كل لفظة لسان , وفي كل خفقة قلب , وفي كل خطرة جنان .

والنهي عن الكفر هنا إلماع إلى الغاية التي ينتهي إليها التقصير في الذكر والشكر : وتحذير من النقطة البعيدة
التي ينتهي إليها هذا الخط التعيس !والعياذ بالله !

ومناسبة هذه التوجيهات والتحذيرات في موضوع القبلة واضحة . وهي النقطة التي تلتقي عندها القلوب
لعبادة الله , والتميز بالانتساب إليه , والاختصاص بهذا الانتساب .

وهي كذلك واضحة في مجال التحذير من كيد يهود ودسها : وقد سبق أن الغاية الأخيرة لكل الجهود هي رد
المؤمنين كفارا , وسلبهم هذه النعمة التي أنعم الله بها عليهم .. نعمة الإيمان أكبر الآلاء التي ينعم الله بها على فرد أو جماعة من الناس .
وهي بالقياس إلى العرب خاصة النعمة التي أنشأت لهم وجودا , وجعلت لهم دورا في التاريخ , وقرنت اسمهم برسالة يؤدونها للبشرية , وكانوا بدونها ضائعين , ولولاها لظلوا ضائعين
وهم بدونها أبدا ضائعون . فما لهم من فكرة يؤدون بها دورا في الأرض غير الفكرة التي انبثقت منها : وما
تنقاد البشرية لقوم لا يحملون فكرة تقود الحياة وتنميها . وفكرة الإسلام برنامج حياة كامل , لا كلمة تقال
باللسان بلا رصيد من العمل الإيجابي المصدق لهذه الكلمة الطيبة الكبيرة .


سيد قطب رحمه الله
المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس