18-06-2021, 02:09 AM
|
#7
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 60990
|
تاريخ التسجيل : 05 2020
|
أخر زيارة : 13-01-2024 (10:37 PM)
|
المشاركات :
518 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو نجلا
أهلين بالغالي سمير ساهران
نعم وضعت تشكيلة الشدة على الراء بقصد و السبب قوتها و الحمدلله و تفسير الشدة أنها متكررة ررررررر و أعتقد إنها حيلة علاجية مفيدة لتفادي أشياء كثيرة مضرة .
الإنزعاج في حالة التذكرة بالأشياء سواء أشخاص و ذكريات ماضية و و و .. و ينقطع الإنزعاج بالشيء المعني عند قولي ( شَفِّر ) و ينتقل البال للضفات الأخرى و ما هي لا أدري ! لكن البال يسترجع و في نفس الوقت يقص و يحرق بواسطة الكلمة
|
السيد أبو نجلاء
تكرار الراء لا يجعل الراءات مشددة، فالشدة عبارة عن حرفين مدغمين، الأول ساكن والثاني متحرك، ولا أعتقد أنَّك تفتح الراء الأخير ولا تكسره ولا تضمه، وبهذا فالحاصل هو السكون، سكون ممدود.
بما أني أحب ملاحقة بعض الكلمات، بحثا عن أصولها، فقد فكرت في أصل كلمة "شفر"، فمعلوم لدى أهل اللغة انحراف الحروف إلى حروف قريبة منها مَخْرَجِيَّا، وسمعيا، فحرف الشين حسبما أرى هنا أصله جيم، أي أنَّ كلمة "شفر" كانت "جفر"، وهذه الكلمة تحتوي على معنى كلمة "شفر"، ولكن ما أصل حرف الجيم في كلمة "جفر"؟
معروف لغويا استبدل حرف القاف بحرف جيم، فتكون "قفر"، وكلمة "قفر" تُخَفَّف على الألسنة بكلمة "كفر"، ولكن ماذا تعني كلمة "كفر"؟
كلمة "كَفِّرْ" تعني "قَلِّبْ"، أي تعني ذهاب شيء وحلول شيء آخر، أو إخفاء حقيقة الشيء، أو تبدل الشيء.
خذ مثالا: نقول "تفكير الذنوب" بمعنى "إزالة الذنوب"، والأصل هو كون الشيء على حال، ثم اتخذ حالا مناقضا أو مضادا، أو حالا محايدا، فمثلا أذ يخطئ شخص ما خطأ يستوجب التوبة، ثم يتوب فهنا إما أنْ يكون كيوم ولدته أمه فيما يتعلق بهذه المسألة دون غيرها، أو تستبدل بعض السيئات بحسنات، أو تستبدل كل السيئات بحسنات، هذا فيما يتعلق بهذه المسألة لا بشأن مسألة أخرى، فلو حصل استبدال السيئات كلها بحسنات، فنحن إذا تكفير كلي، فيكون الأمر قد اتخذ حالا مضادت، وما دون التكفير الكلي هو تكفير نسبي، فيكون الأمر قد اتخذ حالا مناقضا أو محايدا.
بشأن الحال المحايد فلم يحصل استبدال شيء بشيء إنما سقط الشيء الحاصل، السيئات مثالا، وهنا نرجع إلى كلمة "شفر"، فحرف الشين حسب اللغويين والواقع يستبدل بحرف "سين" وبحرف "صاد"، وبهذا فكلمة "شفر" تصير "سفر"، و"صفر"، وهنا انظر إلى اسقاط الشيء عن الشيء دون استبدال الشيء بشيء آخر، وانظر إلى كلمة "صفر" بمعنى لا شيء، فإذ يكون شخص ما مديونا ويسقط الدائن الدَّيْن، فيحصيل "تصفير"، فقد "صفر" الحساب، أي سقط الدَّيْن.
وكلمة "صفر" فيها تفكير تجريدي، فالأصل هو عدم حصول التجريد الذي نفهمه من هذه الكلمة، فالأصل هو تعلق المعنى بمحسوس، ولكي نفهم هذا نعود إلى كلمة "شفر"، وقد جاء في لسان العرب عن كلمة "شفر":"شَفْرَةُ السيف حدُّه وشَفْرَةُ الإِسْكافِ إِزْمِيلُه الذي يَقْطَعُ به". إنْ كلمة "إزميل" الواردة في الاقتباس توضح المسألة كثيرا، فالإزميل يُستعمل لإزالة شيء عن شيء، بسبب حَدِّه (دقته) الذي يُزال به شيء عن شيء، وهنا يجب ذكر كلمتة "صفر"، فالذي يزيل شيء عن شيء يصفر، وكلمة يصفر هنا لا تعني إلا إخراج صوت بأداة تخرج صوتا كالإزميل إذ نتعامل به لإزالة شيء عن حجرة مثلا، أو طين قاسٍ، ولكن الأصل إنَّ كلمة صفر تحتوي على الإزالة، ومعنى "أصفر (اللون)" قد جاء من هذا الموضع، فنحن نعرف في فصل الخريف تصفرُّ الأوراق وتسقط عن الشجر، فالأصل ليس "صفرة اللون" بل السقوط، وكونه زال عن الشجرة، ولكن لتكرار اقتران السقوط في هذا السياق باللون الأصفر حَمَّل الناس معنى لون الساقط على كلمة "صفر"، فقالوا "أصفر"، وانظر إلى كلمة "سفر" وهي أخت كلمة "صفر"، فقد جاء في لسان العرب عنها:"سَفَرَ البيتَ وغيره يَسْفِرُه سَفْراً كنسه والمِسْفَرَةُ المِكْنَسَةُ وأَصله الكشف والسُّفَارَةُ بالضم الكُنَاسَةُ وقد سَفَرَه كَشَطَه". إذ نكنس الشيء نزيله، فلا نبقيه حيث كان، وهنا معنى الصوت حاصل في كلمة "سفر"، فإذ تكنس الشيء يحصل صوت المسفرة إذ تسفر، وفي حالة الخريف فإنَّ الريح هي التي تحرك الأوراق الساقطة فتؤدي إلى صوت الأوراق في تحركها.
الأصل في السقوط هو من الأعلى إلى الأسفل، ونحن نعلم أنَّ حرف الراء يستبدل بحرف لام، والعكس صحيح، وبهذا فكلمة "سفر"، تصير "سفل"، ومعنى كلمة "سفل" حاصل في الكلمات السابقة مثل "شفر"، و"صفر"، ولكن يحتاج نظر - فكري - قوي.
لنوضح أكثر أنظر إلى كلمة "صفر"، فحرف الفاء فيها مستبدل من حرف الواو، وبهذا فكلمة "صفر" كان في مدة تاريخية ما "صور"، ومنها نشتق "صورة"، وتصوير"، ففي هذا العصر التصوير يختلف عن قبل آلاف كثيرة من السنين، فحاليا التصوير بالآلات يكون، ولكن كيف كان التصوير قبل آلاف كثيرة من السنين؟
لقد كان عبر "التشفير" أي القطع والإسقاط، فقد كان الإنسان يأخذ شيئا قويا فيدقه على حجر، فممكن أنْ شكون حجر بحجر ماضٍ، أو لا يدقه، بل يمرره عليه بقوة، وهذا يؤدي لسقوط مادة من الموضع الذي مر الشيء الحاد عليه، ولكن عند الحاجة لعمل صورة جيدة على الأقل نوعا ما، فتحتاج حديدة، إزميل مثلا لفعل هذا، فكل دقة بالإزميل تسفل المدقوق، أي تزيله وتسقطه، فكلمة "شفر" تحتوي على معنى الإزالة والإسقاط في الأصل.
إنَّ الذي يشفر يقوم بحركات التفافية، ومعنى الالتفاف حاصل في كلمة "شفر"، وقد جاء في لسان العرب عن كلمة "شفر":"الشُّفْرُ بالضم شُفْرُ العين وهو ما نبت عليه الشعر.. شُفْرُ كل شيء ناحيته.. يقال لناحيتي فرج المرأَة الإِسْكَتانِ ولطرفيهما الشُّفْرانِ".
إذا تأملت في شفر العين تجده بها التفاف، فليست زاوية 180 درجة، أي ليست خطا مستقيما، وكذلك طرفي فرج المرأة، فنحن نستطيع بشيء من التأمل أنْ نجد معنى الالتفاف في كلمة "شفر" في المعاجم، كيف لا وهي منحدرة من كلمة "كفر"، وكلمة "كور"، وهناك طريق لاستبدال حرف الكاف بحرف شين بلا واسطة، وهذا نسمعه حتى اللحظة، وما نسمعه هو امتداد لحالة قديمة جدا، فنرى بعض الناس بدلا من أنْ يقول "كفر" يقول "شفر"، و"تشفر"، وهذه طريقة الكشكشة، فإذا استبدلوا الكاف بسين، أي قالوا سفر، أو تسفر، بدلا من كفر، فهي طريقة الكسكسة، وهذه الطرق لغات (لهجات بالمعنى الحديث).
إنَّ الذي يصورة شيء ما، فإنَّه يقوم بالتكوير، أي اللف، فلا يمكن للذي ينحت صورة أنْ ينحتها بلا نوع من التكوير، والأصل في الصورة هو تكفير، وإذا أقول تكفير فأقصد تكوير، فكلمة "كفر" أصلها "كور" فحرف الفاء بدل من الواو، ولتعلم هذا أكثر أنظر إلى كلمة "كفر" وكيف تصير "كفل" على ألسنة بعض الناس وخاصة الأطفال، وكلمة "كفل" تعني "ميل"، "لف"، "التواء"، وكلمة "فلك" أخت كلمة "كفل"، فتحتوي معنى الالتفاف، والتكوير بوضوح تام، فالفُلْك بمعنى السفينة شكلها تكويري، والفَلَك مكوَّر.
ومعنى اللف نجده في كلمة "قفل" فحرف الكاف مخفف من حرف قاف، والقفل بمعنى الرجوع لا يكون بلا التفاف، وتكوير، ولكن كلمة "قفل" كانت "قول" بناء على أنَّ حرف الفاء بدل من واو، وهذا يدل على أنَّ كلمة قول بمعنى كلام قد حصلت لأنَّ الكلام لا يكون بلا التفافات باللسان، فبالتقديم والتأخير في كلمة "قول" تصير "لوق"، و"لوك" إذا خففت، وتعني الحركات الالتفافية، فنقول لقلق، وقلقل، ولكلك. وهذا يدلك على أنَّ كلمتي "لوغ"، و"غول" كانتا أصلين لكلمتي "قول" و"لوق"، وكلمة "قول" في الكنعانية تعني صوت!.
إنْ كلمة "لوغ" بالتقديم والتأخير تصير "لغو"، و"غول"، و"ولغ"، إلخ، والمتأمل يرى فيها معاني الالتفاف والتكوير، فكلمة "لغة" لم تأتِ من فراغ، فقد جاءت لأنَّ اللسان يلفلف ويتكور إذ يخرج قولا.
وقد تسأل ما فائدة كل هذا، فأنت يبدو أنك سهوت كثيرا، أو هذيت كثيرا، وخرجت عن الموضوع الذي بدأت به.
أقول: أرى أنَّ كلمة "شفر" تستحق هذه السياحة القصيرة في اللغة، فهذه الكلمة صارت تعني "التعقيد"، و"التورية"، لأنَّ الناس في الماضي كانوا يتعاملون بالإشارات الكتابية، وهي لا تكون بلا الإسقاط والتسفيل - والتزبيل فالذي في الأسفل زبل - والتزبير، والتزبير تعني التقطيع، فزبر الحديد هي "قطع الحديد".
الإشارات الكتابية كانت في الماضي البعيد جدا بسيطة ومتخلفة مقارنة بمرحلة الكتابة المتطورة، مثل الهيروغليفية، والمسمارية والأبجدية، فقبل مدة طويلة كانت يجتمع اثنان فيتواضعان على شفرة، أقصد علامة كتابية لا يعلمها غيرهما، فمن هنا جاء معنى "التعقيد" و"التورية" ومن هنا تطورت الكتابة إلى أشكال أعقد، التي كانت في البداية تحاكي الطبيعة، وبهذا فمعنى التورية المحمول على كلمة شفرة، يقترن بمعنى "التشفير"، وكلمة تشفير هنا أقصد بها التقطع والتسفيل، والتكوير، فلا تورية بلا تشفير، أي بلا تقطيع وتسفيل، إلخ، ولكن هذا لا يعني أنَّ كل تشفير (تقطيع وتسفيل) في الأصل تورية، فممكن أنْ يشفر (يقطع ويسفل) شخص ما لاعبا، فلا يكون يقصد بشفرته (لتقطيعه وتشفيلة) معنى.
ثم حملت الكلمة معنى مجرد فصارت كلمة تشفير تعني تورية، وكأنها لم تمر بمراحل موغلة في المحسوس.
يتبع للدخول إلى الموضوع مباشرة:
|
|
|