نفساني - عرض مشاركة واحدة

21-01-2022, 12:02 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييكم جميعاً وأحيي فيكم صبركم وروح المثابرة والجَلَد كلٌ ومرضه اكتئاب أو وسواس أو هلع أو فصام أو غيره من الأمراض التي طمست هويتنا وأنهت طبيعة إنسانيتنا حتى صرنا جسداً بلا روح لا نستطيع بسببها التفكير ولا العيش كما يعيش البشر استنزفت كل قوانا وقدرتنا وطاقتنا حتى ضعفت فينا روح البحث وحماس الأمل بطريقة تخرجنا من هذا القبر الضيق المرعب استوت عندنا كل المشاعر وصارت بلا معنى ضحكاتنا وبكاءنا وخوفنا وفرحنا كلها بلا مذاق بلا روح بلا إنسانية وكأننا مخلوقات مختلفة أجسادٌ دورها في هذه الحياة أن تكون مثالاً لمعاناة البشر وبؤسهم كل الأمراض بالأدوية تزول وتختفي إلا أمراضنا أدويتها سلسلة لأمراض أخرى وحلقات لمسلسل مليء بالدراما والبؤس.
جميع الأمراض أطباءها متفقون على طريقة علاجها إلا نحن أطباءنا لن يستطيعوا الوصول لدواء يناسبنا إلا بالتجربة علينا وبعد معاناة مع التجارب وفقد كثير من أحاسيس البشر وأطباعهم.

عام ٢٠٠٦ بدأت في الركض حينما أصابني حالة كانت سبباً في معاناة وعذاب إلى يومي هذا.
البداية كانت بشكل عفوي ومن غير قصد من أختي الغالية بعد أن نصحتني بأخذ دواء نفسي كانت تأخذه مع أدوية أخرى بسبب أمراض كانت تعاني منها وقد إكتسبتها أنا لاحقاً أعطتني الدواء ليتحسن مزاجي ويزداد نشاطي في أيامي الأولى من الزواج وقد سمعت نصيحتها وأخذت الحبوب ولكني أخذتها بجرعة عالية وزاد حماسي فطلبت منها دواء آخر فأعطتني أيضاً بعفوية وجهل مني ومنها فأصابني تصلب في العضلات بسبب خلط الدوائين ونقلت بسببه إلى المستشفى بعدها بأيام قليلة بدأت أدخل في عالم الأمراض النفسية وأصبحت أخاف خوفاً مرعباً من الأدوية وخصوصاً خلطها مع بعض لدرجة أني أخاف من البندول ثم بدأ معي الإكتئاب بطريقة لا تحتمل فلجأت بعد الله إلى طبيب نفسي أعطاني دواء (سيروكسات) تعذبت وتعذبت زوجتي الغالية معي إلى أن اقتنعت أنه لن يصيبني شيء إذا أخذته وبدأت رحلة المسكين مع الأدوية النفسية حيث استمريت على العلاج تقريباً سنة ونصف ثم تركته بالتدريج بعد أن تحسنت كثيراً من ناحية الإكتئاب ولكني مازلت أخاف من العلاجات خوفاً مرعباً وفي فترة العلاج أخذ الله والدتي الغالية رحمها الله ثم والدي أخذه الله أمام عيني كنت أشاهد رحيله عن هذه الدنيا وكانت وفاته صدمة عجزت عن استيعابها إلى الآن لأنه توفى ولم يكن يعاني من شيء.
بعد تركي للعلاج أصبت بانتكاسه قوية ودخل حياتي الهلع هذا المرض الذي غير نظرتي للحياة حيث أصابني فجأة وكنت جالساً فأحسست بنفسي خائفاً مرعوبا يرتجف جسمي وتتسارع الأفكار في رأسي حتى إختار عقلي فكرة ستكون ملازمةً لي سبعة عشر سنة فصرت أخاف أن أخرج عن السيطرة فأرتكب جريمة بأحد أو يصيبني الجنون خفت خوفاً لا يمكن وصفه إلا بالبشع الكريه العفن.
بعد نوبة الهلع ذهبت للطبيب فأعطاني (ايفكسور) وقد جرب بعض الأدوية قبله ولم تنفع معي وأصبحت في قلق دائم من فكرة الخروج عن السيطرة أو الجنون في كل مكان وفي أي وقت لحظة بلحظة خطوة بخطوة لازمتني هذه الفكرة بشكل لا يصدق أصبحت شغلي الشاغل إلى يومي هذا كانت غلطتي الكبرى في هذه الفترة أني لم أكن اقرأ أو أحاول الإطلاع على عالم الأمراض النفسية وكان ذلك بسبب خوفي من قراءة شيء عن الأدوية أو الأمراض النفسية فيعلق في رأسي أيضاً في هذه الفترة وخلال هذه السنوات كانت زوجتي بجانبي جزاها الله خير الجزاء.
قبل شهرين تقريباً اكتشفت أني أركض ويجب أن أرتاح تعبت وتعب كل شيء فيني عقلي وجسدي وكل جزء مني، في هذا الوقت كنت جالساً عند أختي المذكورة سابقاً وكانت تأخذ مع علاجاتها النفسية لاريكا بسبب إنزلاق في الرقبة ودسك في الظهر فنصحتني بأن أجربه لعله يكون سبباً في خروجي من هذا الجحيم وقد كانت تحاول منذ سنتين أن أجربه لكن خوفي من الأدوية منعني من ذلك حتى اقتنعت أخيراً وأخذت لاريكا ١٥٠مل لا أستطيع وصف مشاعري مهما كتبت ومهما حاولت أن أصف لكم تغير كل شيء الألوان الأصوات الأفكار الصور كل شيء كل شيء كل شيء ذهب القلق رحل الإكتئاب لم أعد أخاف من نوبات الهلع حبة واحدة غيرت كل شيء تحولت إلى أنا قبل ٢٠٠٦ عدت كما كنت يااااااا الله كنت أركض وأنا أرتاح الآن بعد تعب وعذاب ومعاناة طيلة هذه السنوات اشتقت إلى نفسي كثيراً ندمت كثيراً أني لم أجرب هذا الدواء قبل أن أتقاعد من عملي وأتركه بلا رجعه كان تقاعدي القشة التي قصمت ظهر البعير والله المستعان.
أنا الآن آخذ بروزاك اربع حبات وبعض الأيام آخذ فترة راحة وآخذ لاريكا ولكن قلق انقطاعه أو عدم القدرة على الحصول عليه متعب أستغرب التشدد في صرفه
بدأت بعد الاريكا لا أهتم ولا أقلق ولا أخاف من نوبات الهلع لكن تبقى المشكلة في الحصول عليه

آسف أطلت الحديث عليكم لكنها مشاعر وتجربة أحببت مشاركتكم إياها.

الوعل الثلجي معجب بهذا

المصدر: نفساني