06-05-2005, 11:18 PM
|
#22
|
عـضو أسـاسـي
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2160
|
تاريخ التسجيل : 08 2002
|
أخر زيارة : 26-11-2007 (11:33 AM)
|
المشاركات :
1,193 [
+
] |
التقييم : 38
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء200
فليس شيئا أشد على العاقل سوى أن يعرف بأنه مجنون ولا شيئا أفضل للمجنون سوى جهله بجنونه.
|
..................
...........
....
أختي الفاضلة ...
سلام الله عليكِ ، ورحمته ، وبركاته ..
ومساءان الخير ، والمسرات ..
.... " لا تعاتبني على شئ فقد انهكت نفسي من العتاب ..."
أيعاتب الأخ أخته ، وما كتبتِ إلا ما شعرت به ، وما تعانيه ، أأعاتب من أبدعت ، وأختزلت مئات الصفحات في جملتين " فليس شيئا أشد على العاقل سوى أن يعرف بأنه مجنون ولا شيئا أفضل للمجنون سوى جهله بجنونه ..."
أختي ما عتابكِ الذي أنهككِ إلا لبحثكِ عن مساعدة نفسكِ ، وما مرّ قد ولى ، فتنقلكِ في قراءة ما قرأتِ هو ما جعلك في الفترة السابقة في دائرة المرض ، وبين الأعراض ، والأساليب المتباينة من أجل الإنعتاق من دائرة أستحكمة عليكِ في صحوكِ ، ونومكِ فاضقت بكِ ...
{كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ} (26)
{وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ} (27)
{وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ} (28)
{وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ} (29)
{إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ} (30)
{فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى } (31)
{وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى} (32) سورة القيامة ..
هذا كلام الله ، ونحن عبيده ، كلام لو أنزل على جبل لرأيته خاشعا ... متصدعا من خشية الله ، كم أغبطكِ على لحظات مررتِ بها ، وانتِ تقرئين تلك الآيات ، كُنتِ في ذروة الخشوع ، في أوجه نور إيماني ، وقلبكِ يا أختي من لحم ، ودم ، قلب عامر بذكر الله ، وتوحيده ، وإلا لأذابتها عظمة تلك الآيات ، وكانت هباء .... نعم هو الموت ، وآيات قرأتيها في سورة ما بعد الموت ... القيامة ...!!.
سورة قصيرة ... جسدت صورة حسية حركية نابضة بكل المؤثرات ، والألوان لحال المحتضر عند السياق ، مشهد يكاد يتحرك ، وينطق ، وعندما تبلغ الروح التراقي ، وهي العظام المكتنفة لثغرة النحر ... لحظتها يشتد الكرب ، ، وتزوغ الأبصار ، ويتمنى الإنسان لو يفدي كل ما يملك ، وكل غالٍ من أجل راحته ، وشفاه ، لكن أين من يرقيه ..؟ لأن الأسباب العادية قد أنبترت ، وأدوية الأطباء قد هزلت ، وفشلت ، وما بقي إلا الأسباب المتعلقة بالسماء ... هو الموت الحقيقة المرة .. القاسية ... التي لا تنكر ، والمحددة بساعة لا يحيد منها صعلوكِ ، ولا ملك .. كل روح ستنتزع ... قدر لا مفر منه .
هو الموت يا أختي ، وفي حد ذاته لا يخيف ، لأننا في واقعنا نراه ، ويتكرر ... ولا أحدا يملك مهربا منه .... يزور الصغير ، والكبير ، الموحد ، والكافر ، المريض ، والطبيب ، يأتي في الليل ، وفي النهار ، في صحونا ، ونومنا ، هو الشيء الوحيد الذي لا نتنبؤ بمجيئه ، لأنه من السماء يأتي ... لا آلية تعيقه ، ولا شفاعة تنفع معه ... كم مِن مسجى على فراش مرضه عاش عمرا ، وكم مِن في أتم صحته ، وعزه ، وجاه خطفه الردى كلمح البصر ...
إذن من ماذا خوفكِ ، وما أنتابكِ ، وافزعكِ ..؟ توقفي هنا ، وفكري جيداً ) ما بعده من حساب ... جنة أو نار .... ميزان سينصب ، وسراط كحد السيف عليه سائرون كالبرق أو متعثرون .... لم تكوني تنتظري الموت ... لكن الفزع ، والخوف الطاغي حجب عنكِ أن الموت لا ينتظر ... لأنه مقرر مجيئه سلفا حتى لو كنا في بروج مشيده ، فكرة الخوف من الموت هي فكرة ما لم نعده ، ونستعد له ، وحين تجاوزتِ تلك الأيام الموغلة في الخوف من الموت ، ظننت أن القراءة فيما قرأتِ النجاة ، والتفسير لحظة خشوع مررتِ بها فأوشكتِ من الخوف تخرين ساقطة ، وقبلكِ يا أختي صحابة ، وصالحين ، مرضوا أياما ، وما جاوزوا فرشهم بعد قرأتِ آية لأنهم استحضروا عظمة الله ، والخوف من ناره ، والرجاء بجنته ، وبعد القراءة يا أختي في كتبِ علم النفس ، وشطحاتهم ... انشغلت بهاجس تفسير للحظة كانت واضحة التأثير ، وناصعة من القوة في تأثيرها الشعوري عليكِ بدرجة يصعب معها المواجهة أو الفرار ، والإنفلات منها .... آيات وقعت في قلبكِ ، لتأكد حقائق كبيرة ، حقيقة سكرات الموت التي ما استُثني منها رسولنا صلى الله عليه ، وسلم ، وهو ... من هو ..؟!. من غفر ما تقدم من ذنبه ، وما تأخر ... وحين توفي الصديق رضي الله عنه ، بكى عمر الفاروق رضي الله عنه ، وقال يا ليتني شعرة في صدر أبي بكر .
أختي استمريتِ في قرائتك حتى بدأت الوساوس تزاحمكِ ، وتكون أكثر إلحاحا في صلاتكِ ، ولمعرفتكِ بأن الصلاة أهم ركن ، وأول ما يحاسب العبد عليه صلاته ، ولماذا الصلاة ..؟!. ربما لخوفكِ الذي مررتِ به ، وما قرأتيه (" عشت فترة من الزمن معاناة القلقين ، والمكتئبين ، والخائفين ، والوسواسيين .." ولو ما توقفتِ ، وبدأتي تقرئي في الأضطرابات العقلية ، ستجدي نفسك تعيشي معاناة الفصاميين ، والمضطربين في شخصياتهم ... وكان هناك ارتياح أشبه بالمخدر المؤقت ، والمسكن ما أن يزول تعودي إلى نهم في التنقيب عن تفسير لغاية الإنتهاء من الألم ، وبلوغ راحة دائمة )، وأشياء أخرى ، ما حدث راودتكِ وساوس تشغلكِ في ما قبل صلاتكِ وأثنائها ، وبعدها ، فكان السهو ، والتشكك فيها ، ( وهنا حاولي الربط بين لحظة ومشاعر الأحتضار التي مررتِ بها ، وما يحدث في صلاتكِ ) علاقة عكسية بين كل ما هاجمتكِ الوساوس في الصلاة ، وأشغلتكِ فيها ، وهذا شعور ، وتقصير في أهم عبادة ، وبين لحظة عايشتيها كالموت كانت ....( أي تقصيري في الصلاة يعني زيادة في الخوف ليس من الموت ، وإنما لِم بعده ) نعم تقصير خارج عن إرادتكِ ، تقصير شغلك فيه توترتكِ عن أن صلاتنا أحيانا لأننا بشر ليس لنا فيها إلا نصفها أو ربعها أو عشرها ، تقصير ذكركِ به أخوك أن بها الراحة ، والسكينة ، وساوس تزاحمكِ في الصلاة ، وكأن حالك يقول كيف سأواجه ما بعد الموت وقد بانت لي بوادره ، وعشت تفاصيلة ، وغمّ عليكِ ، وأنا في صلاتي مقصرة ، ومنشغلة ، وبين سهو ، وسهو ، تقصير أنساك أننا بشر ، لا نحاسب على تقصير أو عجز فيها خارج إرادتنا أو مخاوفنا ، بينما الحساب لمن هم عن صلاتهم ساهون .
أختي لا أخفيكِ في كتابتي لهذا الرد شيء من التشويش ، قدر ما حاولت أن أبسط ما أود قوله ليساعدكِ فأعذريني إن عجزتِ ، وخذلني حرفي .
ربي يسعدكِ ، ويحفظكِ .
|
|
|