عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2005, 07:48 AM   #2
أ.القحطاني
عـضو أسـاسـي


الصورة الرمزية أ.القحطاني
أ.القحطاني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2160
 تاريخ التسجيل :  08 2002
 أخر زيارة : 26-11-2007 (11:33 AM)
 المشاركات : 1,193 [ + ]
 التقييم :  38
لوني المفضل : Cadetblue


..................
...........
....أختي الفاضلـة ..
صباحات الخير ، والمسرات ..
أختي بل قولي مشاعر ما زالت تتقد تحت الرماد ، وإلا كيف استطاعت أصابعكِ تكتب هذه الحروف ، أنتِ بين أشباح سنين من عمركِ مضت ، وأوجاع ربما ما زلت تعايشين وخزها ، وخوف من غدٍ ... غيبٍ ... لا نملكِ فيه التصرف ، لكن نتفاءل بمجي صبحه ، ونسائم صباحه .
أختي ، وأنا أيضا سأعرض تواصلي معكِ فيما تعتقدي أنه سببا لمشكلتكِ ، والحال التي أنتِ عليها :
أختي شريط من سنوات العمر مليء بالغصات ، والدموع ، والخوف ، والتوجس ، والترقب لألم أكثر ، بدأ بطفولة بريئة ، ولعب ، ولهو ، ما زالت تأسركِ ، وتودي أنكِ لم تبرحيها ، ومن منا لا يود أن يعود لطفولته ، وصباه ، لا هم لنا إلا القفز ، والضحكات ، لكنها يا أختي الحياة ، وسنن ، وقوانين تحكم نمونا ، ومسار حياتنا ، فالصغير يكبر ، والكبير يهرم ، وكما ولدنا عرايا سنموت ، ونودع هذا الدنيا عرايا إلا من عمل صالح ، وذكر طيبِ يبقى لنـا .
أختي هناك أشياء جميلة تمر في حياتنا ، تبقى أثارها ذكرا ، لا يمكن إعادتها لأن روعتها مرتبطة بمرحلة ، وبظروفها ، ومتطلبات لتلك المرحلة ... كنا أطفالاً ، والآن أنتِ على مشارف دخولكِ العقد الثالث من العمر ، وسنوات إن شاء الله ، وتكوني أم ، ومنكِ تري أطفال يملأ حياتكِ ، لتنطلق لمرحلة عطاء وتعبير عن أمومتكِ .
أختي كثير مما ذكرته عايشه الكثيرين بحكم تشابه الظروف ، والأوضاع ، والعادات ، وبقاء الحال على ما أنتِ فيه الآن من نظرتكِ لمن حولكِ .... أخوتكِ ... صديقاتكِ ... دراستكِ .... أوقات فراغكِ .... فكوني كما أنتِ متسامحة ، والتسامح يتطلب مبادأة ، وعدم انتظار جميل ، جريئة في تواصلكِ مع أخوتكِ كل حسب ما ترين فيه من إيجابية ، وما تتلمسين فيه من نقاط تشعره برجولته ، وأخوته لكِ ، وكي تجني ثمار تواصلكِ معهم ، تحتاجين وقتاً في مساعدتهم فهم أخوتكِ ، وكما رأيتِ كيف حالهم مع والدكِ شفاه الله لم يهملوه ، فلا تجعلي لدعوة دعوتها حاجزا تعيق ترابطكِ بهم أو لفكرة غير صحيحة لو ارتبطت بهم أكثر تخشين بعدهم ، وجميعنا لا نعرف في الغد من سيفيق ، أعلى الأرض نكون أو تحـت الثرى ، وكوني بالكلمة الطيبة ، والابتسامة مع أخوتكِ أكثر بل أوجب مع من خارج البيت ، أخوتكِ هم سندكِ لا قدر الله لو احتجتِ ذلكِ ، وما بين الأخوة كرامة ، ولا حواجز ، نعم أنا معكِ من مواقف لا مبرر لها ، ومؤلمة حدثت لكِ كما وقع من صفع أخيكِ لشيء لا يستحق أو ظلم أبيكِ لموقف أنتِ بريئة منه ، لكن أنتِ متسامحة ، وتحملين خلف أضلعكِ قلب الأم ... قلب الأنثى .... قلب يحب بل يعشق الأطفال .
أختي أعيدي طريقة التفكير تجاه كل ما تعتقدي أنه سببا فيما أنتِ فيه من رتابة ، وحزن ، وخوف ... ولا تدعي لأحلام أكمال دراستك في التفاضل ، والتكامل بابا إلا طرقتيه ، واجعلي دراستكِ من أولوياتكِ ... ومارسي هواياتكِ ، ولا تجعلي عزلتكِ ، وغرفتكِ ملاذا تختبئ فيه فلن يزيدكِ هذا إلا انغماسا في الماضي ، واستعذابا لألم الحاضر ، وخوف من الآتي .
أختي بعد أن تقرئي ما كتبت ، دعينا معا نفكر ما الذي يجعلكِ لا تكوني أسعد ، وأكثر إيجابية لنفسكِ ، وما الذي يمنعكِ إلا تكوني طرفا في هدوء ، وراحة في البيت لأخوتكِ ، ووالديكِ بدل أن تكوني طرف في كل مشكلـة .؟!.
أختي بعضا من النقاط أهملتها ، ربما لأنها لا تعدو أن تكون مخاوف ، وهواجس ، ومن أجل أن لا تشغلكِ ، وتستهلك طاقتكِ ، فكوني كما قلبكِ العاشق للأطفال عاشقة لكل خير ، وسبب لابتسامة كل من تعرفين .
ربي يحفظكِ ، ويوفقكِ .