عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-2005, 11:00 PM   #1
الأخصائية نوره
عضو نشط


الصورة الرمزية الأخصائية نوره
الأخصائية نوره غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8134
 تاريخ التسجيل :  03 2005
 أخر زيارة : 06-02-2007 (02:56 PM)
 المشاركات : 226 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
أن لم تكن سعيداً, فإليك السبب



ماذا تعتقد العنصر أو الخاصية التي تحدد نوعية حياتك و سعادتك؟
هل تعتقد هي نوعية البيت الذي تقطنه؟ أو أناقة و غلاء الملابس التي ترتديها؟ أو تعتمد على طبيعة علاقتك الزوجية ؟ أو الوظيفة المرموقة؟ أو ....أو..أو ....
في الحقيقة ما يحدد نوعية حياتك هي الطريقة التي تتواصل بها مع نفسك سواء كانت بطريقة إيجابية أو سلبية. فنحن نتحدث مع الناس بعض الوقت ولكننا نتحدث مع أنفسنا طوال الوقت. فكما قال أنتوني روبنز في كتابة المثير "أيقظ العملاق" عملية التفكير والتقييم ماهية إلا عملية طرح أسئلة و الإجابة عليها. فالأسئلة التي نطرحها على أنفسنا تحدد على الفور ما نركز عليه وما نلغيه وبالتالي ما نحس به و كيف نتصرف. فما يحدث بالحياة من مواقف ليست تشكل حياتك أو تحدد شعورك بل الطريقة التي تفسر و تقيم بها تلك الحوادث و التي تكون نتيجة طرح أسئلة على نفسك وتلقى الإجابة عليها. لهذا فالأسئلة النوعية تصنع حياة نوعية. والمشكلة أن معظم الناس في معظم الأوقات يسألون أسئلة خاطئة تشعرهم بمشاعر سلبية وتسلبهم القوة أمام تحديات الحياة مثل "لماذا لا أستطيع فعل كذا؟" أو " لم لا يحبونني؟" أو " لماذا يعاملونني هكذا؟" و التي سوف يعطيك المخ إجابة سلبية و محبطة لها مثل "لأنك غبي" أو " لأنك شخص مكروه" أو " لأنك أقل منهم"
فالأسئلة هي التي تقرر كل ما تفعله أو لا تفعله بحياتك، بعد مشيئة الله، من قدراتك إلى علاقاتك و حتى وضعك المالي. فنحن أينما نكون وما نكون عليه ما هو إلا نتيجة للأفكار التي تسيطر على عقولنا. فلقد قدر العلماء أن متوسط أفكار الشخص العادي في اليوم تتراوح ما بين 50000 إلى 60000 ويعني هذا تقريباً أنه تطرأ لنا فكرة مختلفة كل ثانية خلال 16 ساعة في اليوم و في كل يوم تموج عقولنا باستمرار لأفكار ومنبهات ومثيرات من هنا وهناك. فإذا استطعنا تغيير أفكارنا فسوف نغير حياتنا والعالم من حولنا.
وأول خطوة لتغير أفكارنا هو أن نتعلم أن نستمع ونستوعب ما يحدث داخلنا. فمعظم الناس لا يتحققون من أفكارهم أو لا يأخذون عملية الحديث الذاتي محمل الجد. لكنهم بمجرد أن يدركوا الدور التي تلعبه تلك العملية على ماهية شعورهم والطريقة التي يسلكونها بحياتهم ألا و يكونوا جاهزين للمسك بزمام الأمور والبدء في تعلم كيفية التحكم والسيطرة على نوعية حياتهم.
وعندما أطلب من عملائي القيام بتدوين أفكارهم التي تشغل بالهم على مدار أربعة أيام تكون النتيجة مفاجئتهم الكبيرة من الوقت الذي يقضونه وهم واضعين أنفسهم تحت ضغط نفسي كبير نتيجة لنقد ولوم الذات والشعور بالذنب المتفشي بأسلوب تفكيرهم. بالتالي لا يستغربون الحالة الوجدانية السلبية التي يقعون تحت وطأتها وشعورهم بالانهزامية أمام تحديات الحياة. فلقد وضح راف والدو أيمرسون أهمية الأفكار على نوعية الحياة في مقولته الشهيرة
" ابذر فكرة وستجني عملاً، ابذر عملاً وستجني عادة، ابذر عادة وستجني شخصية، ابذر شخصية و ستجني مصيراً ( بمشيئة الله وإرادته)".
وهنا أوجه النصيحة للقارئ أعط مزيداً من الانتباه لمحادثتك الداخلية، وكن أكثر وعياً لما تقوله لنفسك و كيفية تعاملك معها ولثلاثة أو الأربعة أيام القادمة دون كل أفكارك وأنواع الأشياء التي تقولها لنفسك ، فما يشغل عقلك سيكون بمثابة مفاجأة لك.
وفي المرة القادمة تواجهك مشكلة ما بدلا من أن تسأل نفسك" لماذا يحدث لي هذا.." أو " لماذا يعاملونني بهذه الطريقة..." والتي لن تعطيك ألا الشعور بالألم والضعف والظلم، تعلم أن تطرح أسئلة على نفسك تمدك بالقوة و الإحساس بالسيطرة والتحكم على سبيل المثال " ما هو ألأمر المهم في هذه المشكلة؟" أو " ما أنا على استعداد للقيام به لأحول هذه المشكلة إلى السبيل الذي أريده؟" أو " كيف يمكنني أن أحول الأمور لصالحي" أو " كيف يمكنك أن أتعلم من هذه المشكلة حتى لا تتكرر لي بالمستقبل؟" و سوف تذهل من التغيير الإيجابي و الإحساس بالسيطرة الذي سوف تلحظه على شعورك ومن ثم على سلوك وبالتالي على نوعية حياتك.
الأخصائية النفسية الأستشاريه الأسرية
نوره بنت محمد الصفيري
* ملاحظه:هذا المقال تم نشره في مجلة اليمامة بداية هذا العام. بانتظار أرائكم ومقترحاتكم.:36_3_12:
المصدر: نفساني



 
التعديل الأخير تم بواسطة الحوراني ; 12-10-2005 الساعة 11:51 PM