24-04-2002, 12:44 AM
|
#1
|
عـضو دائم ( لديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1463
|
تاريخ التسجيل : 04 2002
|
أخر زيارة : 21-10-2004 (05:57 AM)
|
المشاركات :
1,406 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
ومضات
الساعة السابعة و الربع مساء..
والدتي بحجرتها تصلي المغرب و الخادمة تكوي ملابسها...
أختي تسرح شعرها أمام المرآة في الصالون و هي تترنم بلحن موسيقي
قديم و مرح....
سعيدة هي دون شك...
فبعد صلاة المغرب ستذهب هي و أمي الى منزل احدى القريبات في زيارة عائلية خفيفة.....
و هناك ستقابل الكثير من الصديقات و القريبات و أناس جدد و ستكون
صداقات جديدة...
في الوقت الذي تتسع فيه دائرة معارفها......
أغوص أنا في بئري عميقا أكثر فأكثر...
وحيدة ، حزينة ، بائسة
********************************
""هل تودين الذهاب معنا ؟""
أمي لم تعد تسألني هذا السؤال بعد الآن...
لأنها أصبحت تعرف الاجابة مسبقا...
""أشعر بصداع""
أو....
""بطني تمغصني""
أو.....
""لا أستطيع الذهاب فلدي واجبات كثيرة و و و و و...........""
و غيرها من الأعذار التي لا تنتهي........
*************************************
الساعة التاسعة مساء...
العائلة كلها مجتمعة....
نتحادث ، نتضاحك ، نتسامر.....
نتناقش......
التلفاز مفتوح.....
نشرة أخبار الجزيرة......
آخر أخبار اخواننا المحاصرين في فلسطين......
أخي يسأل والدي مشروعية الجهاد....
الكل يسب و يلعن ما أن يملأ وجه شارون الكريه الشاشة.......
أمي تتحدث في الهاتف.....
أختي تتحدث في الجوال........
أخي الصغير يخبرنا نكتة أخرى طريفة من نكاته التي لا تنتهي....
أنا ألزم جانب الصمت عادة.....
هاهي الفكرة تومض في عقلي براقة متلئلئة...
و هاهي الكلمات تتلاعب على شفتاي تريد الخروج........
و أتحمس و تزداد ضربات قلبي خفقانا......
أريد أن أشاركهم الحديث....
أريد أن أتواصل معهم.....
لكن لا شيء يحدث....
لساني يعجز عن النطق......
أجد نفسي أتمتم....
بصوت خافت....
أهمس بيني و بين نفسي....
لا أحد آخر يسمع.....
والدي يلاحظ صمتي...
والدي يحبني كثيرا و يشفق علي....
لذا يوجه ناظره الي دائما عند حديثه....حتى لو كان يخاطب أحدا آخر..
أجده يرمقني بنظرات بين الحين و الآخر....
تفيض رقة و حنانا و أبوة و عذوبة...
نظراته معبرة تحثني و تشجعني على الكلام.....
نظراته تقول لي....تكلمي ، قولي ما في نفسك....
فمالذي أفعله أنا حينئذ...؟؟
أتحاشاها....
نعم!
أتحاشى نظراته تلك...
أحاول باستماتة أن أتجاهلها.....
أحاول باستماتة...أن أتظاهر بعدم فهمي لمغزى تلك النظرات....
و السبب ......؟؟؟
في السطور القادمة......
*****************************
الساعة الخامسة عصرا.....
أخي يحدثني عن فيلم سينمائي شاهده مؤخرا....
هو ينظر الى عيناي مباشرة و هو يتحدث...
و أنا أشعر برغبة عارمة في الضحك!!!
يتابع حديثه...
و أنا أحاول باستماتة كتم الضحكة.....
لم أعد أفهم كلمة مما يقال.....
أسمع صوته و لكنني لا أنتبه لما يقول.....
فكل تفكيري و تركيزي منصب على كتم الضحكة......
ما زال أخي يتحدث.....
أومىء أنا برأسي متظاهرة بمتابعته.....
العرق يتصبب مني غزيرا الآن......
أقاوم و أقاوم...
لم أعد أقوى على الاحتمال.....
أنهار...
تفلت مني الضحكة...
ضحكة غريبة ، عصبية ، هستيرية اذا صح التعبير...
يتوقف أخي فجأة عن الحديث و و عيناه تتسائلان....
ما تلبث أن تصبح نظراته مستنكرة غاضبة
يسألني.....
لا أجيب...
فأنا نفسي لا أعرف لماذا أضحك !!
*******************************
الموقف يتكرر....
و هم ردة فعلهم واحدة لا تتغير...
استغراب و تساؤل ثم غضب و استنكار...
حتى والدي رغم طيبته و ثقافته يغضب مني حينما أنفجر ضاحكة في وجهه دونما سبب واضح!
أنا لا ألومهم.....
لكن ليتهم يعرفون أن الأمر ليس بيدي...
للأسف....
كلهم يأخذون الأمر بشكل شخصي بحت..
***************************************
الساعة السادسة و الربع صباحا.....
الخادمة في المطبخ تعد الفطور....
والدي يراجع جدول الضرب لأخي الصغير...
أخي الأكبر يرتب الجدول.....
أختي ما زالت نائمة...فهي موظفة في بنك ، دوامها يبدأ في الثامنة..
هاهي أمي الآن تصب الشاي لوالدي....
أنسحب أنا بهدووووء
لم يشعر بي أحد...
أتوجه نحو حجرتي....
أفتح الشباك...
انها رائحة الصباح.....
ذكريات حميمة تفجرها هذه الرائحة في دماغي.....
ذكريات ظننت أنني نسيتها للأبد....
رغم معرفتي لما تسببه لي من ألم الا أنني أغمض عيني....
تاركة لها المجال لتلفني و تعيدني سنة كاملة للوراء.......
عندما كنت يوما طالبة جامعية منتظمة......
أغمض عيني أكثر....
أرى الحرم الجامعي أمامي الآن....
و أتذكر...
أتذكر ذلك الشعور....
الطموح.....
التصميم...
الارادة....
التحدي...
الآمال العريضة.....
التطلع نحو المستقبل بترقب و تفاؤل و شغف....
الألم يزداد...
لكنني لا زلت أحلق في فضاء الذكريات...
أظل أحلق...
و أحلق...
حتى أنتبه فجأة أن لا أجنحة لدي!!
أصاب بالذعر و أنا أسقط!
حتى أرتطم بأرض الواقع بقوة!
أفتح عيناي باتساع....
أجلس على سريري...
الحزن يمزقني..
و الألم يعتصرني...
أرغب بالبكاء لكن لا أستطيع...
البكاء كان يريحني قليلا و لو مؤقتا....
كنت أشعر بثلوجة في صدري و أنا أذرف الدموع الساخنة...
لكني لم أعد أستطيع البكاء !!
أريد ...
لكن...
كأني فقدت القدرة على البكاء ...!!
هذا الأمر كما يتعبني...
يخيفني!!
**************************************
ماهو أصل الحكاية؟؟؟
انها المرآة.....
المرآة؟!؟!؟!
كيف؟!؟!؟!
كيف هذه قصة أخرى....
***************************************
هاهو الوميض يخبو....
و يخبو...
لقد اختفى تماما...
و عاد الظلام يغلف عقلي من جديد....
أشعر الآن بالارهاق...
بالاكتئاب....
لا أستطيع الاستمرار ...
*****************************************
تلك كانت ومضات...
خاطفة سريعة....
لمعت في ذهني ...
وسرت كالتيار الصاعق في عروقي...
فنشطت جسدي المتهالك....
و حركت أناملي لتسطر معاناتي....
بحثا عن أذن تصغي...
و عقل يتفهم...
و يد تمتد بأخوة صادقة...
لتمسكني من معصمي بقوة...
لترشدني و تقودني....
و لا تتركني أبدا لأضيع وسط الزحام...
فهل أجد ضالتي في منتداكم..؟
*******************************************
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة mirror ; 03-10-2002 الساعة 08:55 AM
|