عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2006, 07:39 AM   #1
د. ياسر بكار
عضو جديد


الصورة الرمزية د. ياسر بكار
د. ياسر بكار غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9685
 تاريخ التسجيل :  09 2005
 أخر زيارة : 04-07-2008 (01:59 PM)
 المشاركات : 8 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
هل أنت شخص (مهم)؟




مهلاً لحظة.. دعني أسألك: هل أنت شخص مهم في حياة غيرك؟ هل كنت للحظة ما جزءاً مهماً في حياة شخص ما؟

مع حلول شبح العولمة, أضحى الناس مهووسون بحب أنفسهم والبحث عن متعهم الشخصية ومكاسبهم الخاصة.. لا يحركون ساكنا ما لم يتأكدوا من ضمان ربحهم.. يعملون وفق القانون: (أنا أو الطوفان)!

وبدل أن نتباكى على حالنا هذه.. تعالوا سوية لكي نبذل كل جهد لكي نخرج من هذا السجن الذي تزجنا فيه.. نتوقف لكي نفكر في الآخرين.. أن نقف إلى جانبهم.. أن نساندهم.. ونساهم في تفريج ضائقة عنهم.

انظر من حولك.. هناك عدد كبير من الناس ممن يستحقون أن تقف إلى جانبهم.. أن تدعمهم بصدق وحب.. بداية من أخيك الذي يجلس بجانبك.. أخبره كم تحبه وتسعد به.. أخبري أختك أنك (محظوظة) لأن لديك أختاً مثلها.. أصدقائنا الذين يمرون بأوقات عصيبة يحتاجون إلى من يقف إلى جانبهم.. يستمع إليهم بتعاطف حقيقي.. يشد على أيديهم.. يحتضنهم.. يخبرهم بكل وسيلة: (أحبك.. فأنت لست وحدك). حتى الذي ينظف لك السيارة سيسعد غاية السعادة عندما تسأله عن أطفاله ومتى سيسافر لرؤيتهم.. ستمتلئ روحه غبطة وسيحمد الله أنه يعمل لدى شخص مثلك.

هناك أفعال خفية قد لا تخطر على بالنا وتترك أكبر الأثر في قلوب الآخرين.. من ابتسامة صغيرة إلى امتداح لطيف.. المُدرسة التي تستمع إلى محاولة إحدى الطالبات في كتابة الشعر ثم تمتدحها أمام زميلاتها تكون قد منحتها أجمل (تكريم) قد تتلقاه هذه الطالبة خلال ذلك العام.

عندما توفي أبو بكر الصديق رضي الله عنه.. هل تعرف من أكثر من افتقده وبكى عليه أحر البكاء؟.. إنهن (عجائز) المدينة الذين اكتشفن حينها فقط أن الرجل الذي كان يحضر ليلاً لينظف لهن بيوتهن, ويخبز لهن العجين, ويقضي حاجتهن, ويخفف عنهم وحدتهن, لم يكن سوى (أبو بكر).. يالله!!

يعبر حياتك كل يوم أشخاص كثر.. ما رأيك أن تحاول ألا يمضوا في طريقهم دون أن تترك بصمتك الخاصة في قلوبهم.. لا تدعهم يمضون دون أن يشعروا أن الحياة رائعة بوجود أمثالك.. قال أحدهم: قد لا يتذكر الناس ما فعلتَ أو ما قلتَ, لكنهم دائماً سيتذكرون كيف جعلتهم يشعرون.

لقد أصبتني الدهشة عندما راجعت أدبيات ديننا الحنيف في فضل مساعدة الآخرين وتنفيس كربهم والوقوف إلى جانبهم.. ولا أدري كيف ننسب أنفسنا إلى هذا الدين ونحن على هذه الحال؟!
ربنا تب علينا إنك أنت التواب الرحيم..
مع تحياتي.

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس