عرض مشاركة واحدة
قديم 26-02-2006, 04:06 AM   #1
الجنوبية
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية الجنوبية
الجنوبية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11446
 تاريخ التسجيل :  12 2005
 أخر زيارة : 23-03-2008 (12:58 AM)
 المشاركات : 296 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
***تفسير جزء عم*** أرجو التثبيت للفائدة



تفسير سورة النباء (مكية )

َبسم الله الرحمن الرحيم

عمَّ يَتَسَاءلُونَ ( 1 ) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ( 2 ) يقول تعالى منكراً على المشركين في تسألهم عن القيامة إنكاراً لوقوعها عن أي شئ يتسألون ؟ عن أمر القيامة وهي الخبر الهائل المفظع الباهر .

الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ( 3 ) يعني الناس على قولين مؤمن به وكافر ,

كلا سَيَعْلَمُونَ ( 4 ) ثُمَّ كَلا سَيَعْلَمُونَ ( 5 ) فيها تهديد شديد ووعيد أكيد لمنكري القيامة .

ثم شرع الله في ذكر قدرته العظيمة على خلق الأشياء الغريبة والأمور العجيبة الدالة على قدرته فقال ( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَاداً ( 6 ) أي ممهدة للخلائق ذلولاً لهم قارة ساكنة ثابتة.

وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً ( 7 ) أي جعل لها أوتاداً أرساها وثبتها وقررها حتى سكنت ولم تضطرب بمن عليها ثم قال تعالى وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً ( 8 ) يعني ذكراً وأنثي يتمتع كل منهما بالأخر ويحصل التناسل .

وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً ( 9 ) أي قطعاً للحركة لتحصل الراحة من كثرة الترداد والسعي في المعايش في عرض النهار.

َجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً ( 10 ) أي يغشى الناس ظلامه وسواده وقال قتادة أي سكناً .

وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً ( 11 ) أي جعلناه مشرقاً نيراً مضيئاً ليتمكن الناس من التصرف فيه والذهاب والمجئ للمعاش والتكسب والتجارات وغير ذلك ..

وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً ( 12 ) يعني السموات السبع في اتساعها وارتفاعها وإحكامها وإتقانها وتزينها بالكواكب الثوابت والسيارات ولهذا قال تعالى ( وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً ( 13 )
يعني الشمس المضيئة في جميع العالم التي يتوهج ضؤوها لأهل الأرض كلهم .


وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاء ثَجَّاجاً ( 14 ) قال الفراء هي السحاب التي تتحلب بالمطر ولم تمطر بعد . ( مَاء ثَجَّاجا) أي منصباً وقيل متتابعاً وقيل كثيراً .

نُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً ( 15 ) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً ( 16 ) أي لنخرج بهذا الماء الكثير الطيب النافع المبارك ( حَبّاً) يدخر للأناسي والأنعام (وَنَبَاتاً) أي خضراء يوكل رطباً (وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً) أي بساتين وحدائق من ثمرات متنوعة وألوان مختلفة وطعوم وروائح متفاوتة وأن كانت مجتمعة في بقعة واحدة من الأرض .

أنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً ( 17 ) يخبر هنا الله عن يوم الفصل وهو يوم القيامة أنة مؤقت بأجل معدود لايزاد علية ولا ينقص منة ولا يعلم وقته على التعين إلا الله عز وجل .

يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً ( 18 ) قيل زمراً زمراً وقيل يعني تأتي كل أمه مع رسولها .
وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَاباً ( 19 ) أي طرقاً ومسالك لنزول الملائكة .
وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً ( 20 ) أي يخيل إلي الناظر أنها شئ وليست بشئ وبعد هذا تذهب بالكلية فلا عين ولا أثر .
أ نَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً ( 21) أي مرصده معه ( لْطَّاغِينَ مَآباً ( 22 )أي هي للمردة العصاه المخالفون للرسل مرجعاً ومنقلباً ومصيراً ونزلاً .

َلابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً ( 23 ) أي ماكثين فيها أحقابا وهي جمع حقب وهو المدة من الزمان . وقد ذكر أن الحقب سبعون سنة كل يوم منها كألف سنة , وقيل أن الحقب ثمانون سنة .

لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلَا شَرَاباً ( 24 ) أي لا يجدون في جهنم برداً لقلوبهم ولا شراباً طيباً يتغذون به ولهذا قال تعالى إلا حَمِيماً وَغَسَّاقاً ( 25 ) أي استثناء من البارد الحميم وهو الحار الذي انتهى حرة وحموه ومن الشراب الغساق وهو ما أجتمع من صديد أهل النار وعرقهم ودموعهم وجروحهم .

جَزَاء وِفَاقاً ( 26 ) أي هذا الذي صاروا إلية من هذه العقوبة وفق أعمالهم الفاسدة التي كانوا يعملونها في الدنيا . إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَاباً ( 27 ) أي لم يكونوا يعتقدون أن هناك داراً يجازون فيها ويحاسبون . وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّاباً ( 28 ) أي كانوا يكذبون بحجج الله ودلائله على خلقة التي أنزلها على رسوله صلى الله علية وسلم , فيقابلونها بالتكذيب والمعاندة .

وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً ( 29 ) أي علمنا أعمال العباد كلها وكتبناها عليهم وسنجزيهم على ذلك أن خيراً فخير وأن شراً فشر .. فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَاباً ( 30 ) أي يقال لأهل النار ذوقوا ما أنتم فيه فلن نزيدكم إلا عذاباً من جنسه ..

إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً ( 31 ) يقول تعالى مخبراً عن السعداء وما أعد لهم من الكرامة ومن النعيم المقيم مفازاً أي متنزهاً . حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً ( 32 ) أي الحدائق والبساتين من النخيل وغيرها .

وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً ( 33 ) أي وحوراً وقيل نواهد أي أن ثديهن نواهد لم يتد لين لأنهن أبكاراً عرب أتراباً أي في سن واحد . وَكَأْساً دِهَاقاً ( 34 ) قيل مملؤة متتابعة وقيل صافية دهاقاً الملأى المنتزعة . لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا كِذَّاباً ( 35 ) أي ليس فيها كلاماً لاغ عار عن الفائدة ولا أثم كذب بل هي دار السلام وكل ما فيها سالم من النقص ..

جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَاباً ( 36 ) أي هذا الذي ذكرناه جازاهم الله به وأعطاهموه بفضله ومنه وإحسانه ورحمته (عَطَاء حِسَاباً) أي كافياً وافياً شاملاً كثيراً .
رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرحْمَنِ لا يمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً ( 37 ) يخبر الله عن عظمته وجلاله وأنه رب السموات والأرض وما فيها وما بينهما وأنه الرحمن الذي شملت رحمته كل شئ . (لا يمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً) أي لا يقدر أحد ابتداء مخاطبته إلا بأذنه .

يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ) المراد بالروح هنا جبريل وهو أشرف الملائكة وأقرب إلى الرب عز وجل وصاحب الوحي إلامن أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً ( 38 ) أي حقاً ومن الحق لا إله إلا الله .
(ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ) أي الكائن لا محالة . فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآباً ( 39 ) أي مرجعاً وطريقاً يهتدي إليه ومنهجاً يمر به عليه .
(أنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً) يعني يوم القيامة لتأكد وقوعه صارا قريباً لان كل ما هو أتٍ أتٍ .
ويوم يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ) أي يعرض عليه جميع أعماله خيرها وشرها قديمها وحديثها .
َيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً ( 40 ) أي يود الكافر يومئذ أنه كان في الدار الدنيا تراباً ولم يكن خلق ولا خرج إلي الوجود وذلك حين عاين عذاب الله ونظر إلي أعماله الفاسدة قد سطرت عليه بأيدي الملائكة السفرة الكرام البررة وقيل أنما يود ذلك حين يحكم الله بين الحيوانات التي كانت في الدنيا فيفصل بينها بحكمه العدل الذي لايجور حتى أنه لا يقتص للشاة الجماء من القرناء فإذا فرغ من الحكم بينهم قال لها كوني تراباً فتصير تراباً فعند ذلك يقول الكافر (ا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً)
أي كنت حيواناً فأرجع إلي التراب .
المصدر: نفساني



 
التعديل الأخير تم بواسطة الجنوبية ; 26-02-2006 الساعة 04:07 AM سبب آخر: حذف التوقيع

رد مع اقتباس