عرض مشاركة واحدة
قديم 26-02-2006, 04:09 AM   #2
الجنوبية
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية الجنوبية
الجنوبية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11446
 تاريخ التسجيل :  12 2005
 أخر زيارة : 23-03-2008 (12:58 AM)
 المشاركات : 296 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
سورة النازعات مكيه



بسم اله الرحمن الرحيم

وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً ( 1 ) الملائكة يعنون حين تنزع أرواح بني أدم فمنهم من تأخذ روحه بعسر فتغرق في نزعها ومنهم من تأخذ روحه بسهوله وكأنما حلته من نشاط وهو قوله تعالى (وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً ( 2 ) . 0(السَّابِحَاتِ سَبْحاً ( 3 ) فهي الملائكة ..( َالسَّابِقَاتِ سَبْقاً ( 4 ) أي الملائكة ... (فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً ( 5 ) أي الملائكة تدبر الأمر من السماء إلي الأرض بأمر ربها عز وجل .. يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ( 6 ) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ( 7 ) هما النفختان الأولى والثانية ..

قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ ( 8 ) أي خائفة . أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ ( 9 ) أبصار أصحابها وإنما أضيفت إليها ملابسه أي ذليلة حقيرة مما عانت من الأهوال . يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ ( 10 ) يعني مشركي قريش ومن قال بقولهم في إنكار المعاد . يستبعدون وقوع البعث بعد المصير إلي الحافرة وهي القبور وبعد تمزق أجسادهم وتفتت عظامهم ونحورهم ولهذا قالوا (أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً ( 11 ) أي بالية . قال ابن عباس وهو العظم إذا بلي ودخلت الريح فيه وإما قولهم (قَالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ ( 12 ) قالت قريش لئن أحيانا الله بعد أن نموت لنخسرن ..

فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ( 13 ) فإنما هو أمر من الله لا مثنوية فيه ولا تأكيد , فإذا الناس قيام ينظرون وهو أن يأمر الله تعالى إسرافيل فينفخ في الصور نفخة البعث ,فإذا الأولون والآخرون قيام بين يدي الرب عز وجل ينظرون ..

فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ ( 14 ) قيل هي الأرض كلها وقيل كانوا بأسفلها فأخرجوا إلي أعلاها وقيل الساهرة هي المكان المستوي .
هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ( 15 ) يخبر تعالى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم عن عبده ورسوله موسى عليه السلام أنه ابتعثة إلي فرعون وأيده الله بالمعجزات ومع هذا استمر على كفره وطغيانه حتى أخذه الله أخذ عزيز مقتدر وكذلك عاقبة من خالفك وكذب بما جئت به .

(إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ) أي كلمة نداء ( الْوَادِ الْمُقَدَّسِ) أي المطهر . ( طُوًى ( 16 ) هو اسم الوادي .
أ ذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ( 17 ) أي تجبر وتمرد وعتا . فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى ( 18 ) أي قل له : هل لك أن تجيب إلي طريقة ومسلك تزكي به أي تسلم وتطيع . َأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى ( 19 ) أي أدلك إلي عبادة ربك فيصير قلبك خاضعاً له مطيعاً خاشعاً بعد ما كان قاسياً خبيثاً بعيداً من الخير .. فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى ( 20 ) يعني فأظهر له موسى مع هذه الدعوة الحق حجة قوية ودليلاً واضحاً على صدق ما جاءه به من عند الله .
فَكَذَّبَ وَعَصَى ( 21 ) أي فكذب بالحق وخالف ما أمرة به من الطاعة , وحاصلة أنه كفر قلبه فلم ينفعل لموسى بباطنه ولا بظاهرة وعلمه بأنه ما جاء به حق لايلزم منه أنه مؤمن به . لأن المعرفة علم القلب والإيمان عمله وهو الانقياد للحق والخضوع له .

ثمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى ( 22 ) أي في مقابله الحق بالباطل وهو جمعه للسحرة ليقابلوا ماجاء به موسى عليه السلام من المعجزات الباهرات . فَحَشَرَ فَنَادَى ( 23 ) أي في قومه . فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ( 24 ) هذه الكلمة قالها فرعون . فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى ( 25 ) أي انتقم الله منه انتقاماً جعله عبرةً ونكالاً لأمثاله من المتمردين في الدنيا .

إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى ( 26 ) أي لمن يتعظ وينزجر .. أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا ( 27 ) يقول تعالى محتجاً على منكري البعث في أعادة الخلق بع بدئه . ( أأنتم ) أيها الناس .
أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاء ) يعني بل السماء أشد خلقاً منك . رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ( 28 ) أي جعلها عالية البناء بعيدة الفناء مستوية الأرجاء مكلله بالكواكب في ا لليله الظلماء ..

وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ( 29 ) أي جعل ليلها مظلماً أسود حالكاً ونهارها مضيئاً مشرقاً نيراً واضحاً .. و الأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ( 30 ) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا ( 31 ) أي أن الأرض خلقت قبل خلق السماء ولكن أنما د حيت بعد خلق السماء بمعنى أنه أخرج ما كان فيها بالقوة إلي الفعل ..

َوالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ( 32 ) أي قررها وأثبتها وأكدها في أماكنها وهو الحكيم العليم والرءوف بخلقه الرحيم .. مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ( 33 أي دحا الأرض فأنبع عيونها , وأظهر مكنونها , وأجرى أنهارها وأنبت زروعها وأشجارها وثمارها . وثبت جبالها لتستقر بأهلها ويقر قرارها كل ذلك متاعاً لخلقة ولما يحتاجون إليه من الأنعام التي يأكلونها ويركبونها مدة احتياجاهم إليها في هذه الدار إلي أن ينتهي الأمد وينقضي الأجل ....

(فَإِذَا جَاءتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى ( 34 ) وهو يوم القيامة وسمي بذلك لأنها تطم على كل أمر هائل مفظع ,, (يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى ( 35 ) حينئذ يتذكر أبن أدم جميع عمله خيرة وشره ..

وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى ( 36 ) أي أظهرت للناظرين فرآها الناس عياناً .. فَأَمَّا مَن طَغَى ( 37) أي تمرد وعتا . وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ( 38 ) أي قدمها على أمر دينه وأخراه ..
فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ( 39 ) أي فأن مصيره إلي الجحيم وإن مطعمه من الزقوم ومشربه من الحميم .. وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ( 40 ) أي خاف القيام بين يدي الله عز وجل وخاف حكم الله فيه ونهى النفس عن هواها وردها إلي طاعة مولاها ..

فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ( 41 ) أي منقلبة ومصيره ومرجعه إلي الجنة الفيحاء ..
يسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ( 42 ) فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا ( 43 ) إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا ( 44 ) أي ليس علمها إليك ولا إلي أحد من الخلق بل مردها ومرجعها إلى الله عز وجل فهو الذي يعلم وقتها على اليقين ..
أ ِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا ( 45 ) أي أنما بعثتك لتنذر الناس وتحذرهم من بأس الله وعذابه فمن خشي الله وخاف مقامه ووعيده اتبعك فأفلح وأنجح والخيبة والخسارة على من كذبك وخالفك ..

كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ( 46 ) أي إذا قاموا من قبورهم إلي المحشر يستقصرون مدى الحياة الدنيا حتى كأنها عندهم كانت عشية من يوم وقيل أما عشيه فما بين الظهر إلي غروب الشمس .. أو ضحاها مابين طلوع إلى نصف النهار ..


 
التعديل الأخير تم بواسطة الجنوبية ; 26-02-2006 الساعة 06:16 AM

رد مع اقتباس