لو تلحظ أستاذي الفاضل الحوراني أنه عند مناقشة موضوع المسيار ، فدائماً يتم فيه إظهار المرأة أنها هي المحتاجة للرجل ... وأن الظروف المعيقة ليحدث زواج طبيعي كامل بدون شروط هي (ظروفها هي) !!!!! وأن الرجل (الكريم) هو الذي (يعطف) على المرأة ويتنازل عن (كرامته) ويقبل (بصعوبة) أن يتزوج (مسياراً) .

طبعاً لو أردنا أن نشرح الظروف القوية التي تجعل المرأة توافق على زواج مسيار لما انطبقت إلا على النذر اليسير من النساء . كتلك المعاق أحد والديها ، أو المعاقة هي وتحتاج لرعايتها من أحد والديها . ولكن هذا لا يعني أن من يريد أن يتزوجها مسياراً أن لا يقوم بنفقاته كاملة تجاهها والتعهد بتوفير السكن لها عند اختفاء تلك الظروف .

إلا أننا عندما نبحث حقيقة الأمر (ونغوص) في تفريعاته ، فسنجد أن الرجال هم الذين يلهثون وراء زواج المسيار بأيديهم وأرجلهم منذ يتعدون عمر العشرين . والظروف التي تدعو لزواج المسيار هي ظروفهم هم ( أي الرجال) : عطالة - بطالة - كسالة - شهونجية - ... الخ .

ومن الغرابة بمكان أن يتم طرح ظروف المرأة (وهي ظروف قاسية) وإظهارها ، في مقابل التغاضي عن ظروف الرجل (وهي ظروف مزاجية دنيئة) . إلا أن يكون الأمر يتم وفق (مؤامرة) رجالية .

اللي يقهر في الأمر الكلمة التي يكتبها الرجال دائماً في نهاية طلبات زواجهم المسيار وهي :
أنا والله جاد
وأين هذه الجدية في عدم الالتزام بمهام الرجولة كتوفير السكن والنفقة !!!!