27-07-2002, 06:55 PM
|
#9
|
عـضو دائم ( لديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 1463
|
تاريخ التسجيل : 04 2002
|
أخر زيارة : 21-10-2004 (05:57 AM)
|
المشاركات :
1,406 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الشخص المكتئب
هو شخص كبقية الأشخاص
لكنه يتعرض لضغوط نفسية مختلفة
منها ماهو مؤقت
و منها ماهو مستمر
هذه الضغوط تستهلك من طاقته المعنوية الشيء الكثير
فلاتبقي له الا مقدار ضئيل من الطاقة لا يكفي لبذل أبسط مجهود
فقد لايقوى حتى على مجرد الابتسام !
قد يشعر بصعوبة في القيام و أداء الفروض
هل نلومه ؟
على ماذا نلومه ؟
هل على الضغوط التي يتعرض لها ؟
كلا
لأن تلك الضغوط يتعرض لها رغما عنه
ليس له اختيار في وجود تلك الضغوط
اذن هل نلومه على تعامله مع تلك الضغوط و ردة فعله عليها؟
لن نستطيع الاجابة على هذا السؤال الا
بعد أن نرى جهده المبذول في سبيل التغلب على تلك الضغوط
و بعد أن نقيس قدرة التحمل التي وهبه اياها الله عز و جل
فاذا ما تبين أنه لا يستخدم قدراته كلها
أو أنه يتقاعس عن استخدامها
فعليه يقع اللوم
أما اذا تبين أنه مثابر و يحاول جهده التغلب على تلك الضغوط
فهو اذن غير ملام
بغض النظر عن النتيجة التي سيصل اليها في حربه مع الاكتئاب
* * *
عندما كنا طالبات في المدرسة
كانت احدانا تدرس فصل بكامله و تنهي مذاكرته
و لايزال معها وقت للعب و الترفيه
و كانت أخرى تقضي يومها كله في الاستذكار..
الأولى استيعابها سريع
و الثانية استيعابها بطيء بعض الشيء
هل يستطيع أحد أن يلومها على ذلك ؟
سيكون ظالما اذن
لأنه يلومها في أمر ليس لها ارادة و لاخيار فيه
فذلك رزق وزعه الله بحكمته و عدله على البشر
فكما أعطى الطالبة الاولى قدرة استيعاب سريعة في مادة
الرياضيات مثلا فقد حرمها تلك القدرة في مادة اخرى
و كما حرم الطالبة الثانية القدرة على الاستيعاب السريع
في ماد الرياضيات فقد أعطاها تلك القدرة في مادة أخرى .
* * * *
اذا كان نصيبنا من الطاقة الانفعالية ضئيل
فنحن عرضة أكثر لهجوم الاكتئاب
لكن اذا كنا نؤمن بالله حق الايمان
فلا ننسى أن الله كما ياخذ فهو يعطي
لابد أن تجد في نفسك ميزة يا مريض الاكتئاب
ميزة و قدرة فائقة يفتقرها غيرك ممن لا يصابون بالاكتئاب
فاذا كانت جرعتنا من الطاقة الانفعالية ضئيلة
فلابد أن الله عوضنا ذلك النقص في شيء آخر
ماهو ؟
ابحث عنه
* * * * *
الناس يخطئون حين يلومون مريض الاكتئاب
أو بمعنى أصح
عندما يلومون جميــــــــع مرضى الاكتئاب
يخطئون عندما يتهمونه بالتشاؤم و الضعف و و و......الخ
عندما يقيسون بينهم و بينه
عندما يعقدون مقارنات ظالمة
نسوا أننا بشر
و أن الفروق بيننا متباينة
و ان مريض الاكتئاب هذا الذي يتضايقون منه
لأنه لايشاركهم مرحهم و حديثهم
قد يكون يتعرض لضغوط فظيعة و هو يبذل كل جهده
ليتغلب عليها فلايبقى من طاقته مايكفي لكي يبادلهم ابتسامة
أو يشاركهم حديث
أو يتبارى معهم في نقاش
فالأولى أن يكفوا عن السخرية و الاستفزاز
و يحمدوا الله على نعمته و يضعوا في حسبانهم
أنهم قد يمروا بمثل هذا الموقف في يوم من الأيام
قد يمروا بظرف عصيب يسرق البهجة من حياتهم
فهل يحبون أن يتعرضوا للتهكم و المضايقات من غيرهم
* * * * *
علينا أن نحترم الشخص المكتئب
و نحترم مشاعره و لا نؤذيها
و لا نقلل من معاناته و لا نحتقرها
للأسف الكثير من الأشخاص يتهمك عن جهل منه
فينبري يقول لك مثلا..
"أنظر الى نفسك و احمد ربك أنك لا تعاني من أمراض خبيثة"
الا يعلمون أن أشد ما يؤلم الانسان
أن يكون يعاني ثم يأتيه من يحقر من معاناته
و يقلل من شأنها و يتهمه بالمبالغة و تضخيم الأمور ؟؟؟
بالله ألا يزعج و يضايق هذا الشيء ؟؟
أستغرب من بعض الأشخاص ممن يقصد التخفيف من الهم
لكنه يزيده أكثر من حيث لايدري و لا يقصد
نصيحة لكل هؤلاء الأشخاص
اصمتوا !
لا تعامل المكتئب و كأنه أخطأ !
الصمت أفضل من أن تتحدث في أمر تجهل عنه الكثير
* * * * *
البعض يتهم المكتئب بالتكبر !
بالغرور !
البعض يتهمه بثقل دمه و بسوداوية أفكاره !
ماذا يفعل المكتئب اذن ؟
هل يعتزل الناس
أم
يبقى معهم و يتعرض الى هذه الضغوط ( و هو ماهو ناقص ضغوط ) ؟
هذه الضغوط لن تزيد حالته الا سوءا
اذن ماذا يفعل ؟؟؟
* * * *
اذا اعتزل الناس.........اتهموه بالتكبر و الغرور ووو....الخ
اذا خالطهم........ضايقوه و استفزوه و أحرجوه
اذن ماذا يفعل ؟؟
قد يكون من الأفضل أن يتخذ حلا وسطا
فبشكل عام يعتزل لكنه لا يترك المناسبات المهمة
بل يعتبر حضورها بمثابة المهمة الواجب تأديتها
فيستعد لها جيدا و يبذل جهده في أن يبقي الابتسامة
مضيئة على وجهه
و اذا لم تكن لديه الرغبة في الحديث معهم
يكتفي بالانصات
لكن
لا ينسى أن ينصت و البسمة مرتسمة على شفتيه
حتى لا يعطي الآخرين انطباعا أنه متضايق منهم
و عندما يحتدم النقاش قد لا يقوى على مجاراتهم
لكن لا بأس أن يجاهد في القاء تعليقات بسيطة
حتى يُفهم الآخرين أنه متابع معهم و مهتم
بنقاشهم..
|
|
|