نفساني - عرض مشاركة واحدة

05-05-2008, 03:15 AM

أخوتي وأخواتي الكرام تحيه طيبه وبعد:
في مجمل ما قرأت من مشاركاتكم التي تعبر بالدرجه الأولى عن تجارب شخصيه مع السيروكسات , أرى التناقض الواضح في بعض الاراء وان دل هذا على شيء فإنما يدل على ما قلته دوما, وهو أنه لا يمكن لأحد أن يعرف ما هي نسبه التأثيرات الجانبيه عليه إلا بعد أن يباشر العلاج! ولكل واحد منا تجربته مع السيروكسات وغيره من الادويه.وما أريد أن أخلص اليه لحل الجدل القائم بينكم هو أنه عينا الاتفاق من ناحيه المبدأ على أن غالبيه المرضى النفسيين بحاجه للدواء صح؟طيب , ألا توافقون معي أن الكثير منا قد تمر عليه حالات يشعر فيها بانه لا حل له الا الدواء وانه لو تناول عشر أقراص فاليوم بالكاد تكفيه؟فما العمل إذاً؟ أقول: ان رحله المرض النفسي طويله كانت ام قصيره ما هي الا حاله معاناه مركّبة قد تختلط علينا المور خلالها وقد نشعر في حال ارتفاع حده النوبات اننا الى الجنون أقرب , فضلا عن حاله اليأس من الشفاء واكتئاب ما بعد النوبه وحاله التشتت الفكري , وتخبط الأفكار والتفكير في الانتحار وغيرها منالأمور التي لم ولن يشعر بها أحد الا من ذاق مرارتها, وهنا يأتي دور الدواء , فالدواء هو الوسيله الأنجع والأسلم والأحوط للعلاج , بحيث أنه يتيح للمريض فرصه الهدوء والراحه وهو كفيل بالمحافظه على حاله الاستقرار لدى المرضى والبعض من الذين تركوا الدواء عمداً بمجرد شعورهم بتحسن بسيط في حالتهم النفسيه سرعان ما تجدهم يعودون لتناول الدواء , وهنا أود التأكيد مجددا على أن الدواء هو ليس الوسيله "الوحيده " للعلاج وكما يقال أن الدواء هو ليس الحبه السحريه التي تخلصك من معاناتك وذلك لوضع الأمور في نصابها الصحيح وتوضيح الصوره الصحيحه للمريض, لذلك فلا ينبغي علينا ان ننسى اننا مرضى , نعم مرضى , وعلينا التسليم بذلك وبأننا بحاجه للعلاج وقد يكون العلاج دواءا وان للدواء مضاعفات جانبيه كغيره من الأدويه. ونصيحتى لكم بكل اخلاص, هي بأن تأخذوا الأمر بجديه وحزم أكثر وعلى كل واحد أن ينظر للأمور بصوره أشمل وأن لا يلخص مرضه على أنه مرض عضال لا علاج له وأن الأدويه ما هي الا مهدئات ضررها أكبر من نفعها, وأقول لمن يعتقد بذلك أنه مخطىء تماما ولينظر كل واحد لنفسه قبل وبعد تناول الدواء ويستنتج ما اذا كان الدواء ناجعا ام لا , وأود هنا المرور سريعا على ما تفضل به البعض في ما يخص ما يسمى بالإنتكاسه وأقول بأنه ينبغي علينا التمييز بين الإنتكاسه وبين ما لا يعرفه البعض وهو رساله الانذار من العقل اللاواعي للشخص المريض وسأعلق على هذا الأمر وأشرحه بالتفصيل في ملتقى أصحاب نوبات الهلع . وسأتطرق ان شاء الله الى علاقه العقل الواعي باللاوعي وربط تصرفاتنا اليوميه بهما وغيرها من المعلومات المهمه والمفيده ان شاء الله , وأعود لأقول بأنني لا أميل لتفسير النوبات المفاجئه لبعض المرضى على انها انتكاسه بقدر ما أميل لاعتبارها رساله من العقل اللاواعي للجسم وتكون على شكل نوبه خوف وهلع مفاجئه والسبب يعود للتركيبه المميزه لعقل الانسان وعلاقه العقل الواعي باللاواعي ودور كل واحد منهما في تصرفاتنا اليوميه وأضرب بعض الأمثله لتوضيح المعنى , فمثلا لو أنك تعرضت لمسأله جديده في حياتك اليوميه فعليك التفكير في كيفيه التعامل معها فأنك ستستعمل فورا عقلك الواعي للتفكير في الطريقه الانسب للتعامل معها,وهذا هو دور العقل الواعي . أما العقل اللاواعي وهو القسم الأكبر المتعلق بعمليه تكرار السلوك الأمر اللذي يساعدنا في التعامل بشكل تلقائي مع المواقف المختلفه مستعينا بالمعلومات المخزنه في داخله , فمثلا: لو أنك تريد لمس باب الفرن فأنك ستستعين بقطعه قماش لعلمك بأنه ساخن , ولو أنك تعلمت كيف تستعمل ناقل الحركه في السياره فانك لا تحتاج مره أخرى في التفكير في كيفيه استعماله ولو أنك تعلمت الكتابه على لوحه المفاتيح فانك تستطيع الكتابه دون النظر الى الأحرف لأنك قد كونت صوره ذهنيه عن شكلها وكذلك للذين يحفظون القران الكريم فانهم يكونون صوره ذهنيه عن شكل الصفحه وترتيب الايات وبداياتها, وأيضا فان العقل اللا واعي يستطيع تخزين أمور أخرى مرافقه للحدث وأهمها المشاعر التي رافقتك وقت وقوع الحدث , فلو أن كلبا هاجمك مره فإن الشعور بالخوف قد يظهر لمجرد تفكيرك بالأمر فضلا عن أن تعيد التجربه, وقس على ذلك نوبات الخوف التي قد يخزنها العقل اللاواعي وقد تظهر فجأه في موقف لا تتوقع فيه حدوث النوبه ويعود هذا لخوفك من النوبة نفسها لا من الموقف الذي سبب لك النوبة أصلا فتتكرر النوبه في مختلف المواقف.
أرجو أن أكون قد وفقت لتوصيل ما أريد توصيله للاخوه وأسأل الله لنا ولكم العافيه
أخوكم أبو خالد