عرض مشاركة واحدة
قديم 13-09-2008, 10:52 PM   #3
د. هاني الغامدي
محلل نفسي ومستشار الشؤون الأسريه والمجتمعيه


الصورة الرمزية د. هاني الغامدي
د. هاني الغامدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 29553
 تاريخ التسجيل :  08 2007
 أخر زيارة : 23-03-2011 (08:47 PM)
 المشاركات : 782 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


السلام عليكم ورحمة الله

أهلا بك أختنا الكريمة

سأبدأ بقولي وسؤالي - أين المشكلة ؟؟

هل بعدك عن أهلك هو السبب ؟
هل أنت تعيشين حياة مأساوية في ضنك وقهر مع زوجك لذلك تودين تواجدك مع أهلك ؟
هل زوجك من الذين يمارسون العنف السلوكي معك مما جعلك تتعلقين بأهلك كتعويض عما تتمنينه منه ولم تجدينه عنده ؟


سيدتي
يبقى أن اسألك

أين مملكتك ؟
أين استقلالك من ظل الأهل وارتباطك العاطفي والمشاعري بهم ؟
أين استحداثك لعالم جديد له ماله وعليه ماعليه من الحقوق والواجبات

سيدتي الكريمة

إن المرأة هي المشغل الأول والأخير للمصانع التي تنتج الإستمرارية في تكاثر المجتمعات

ومعنى ذلك , بأنك ومنذ بداية زواجك فأنت المعينة لزوجك بأن تبنيا حياة جديدة وأنتما مسئولان مسئولية كاملة بأن تنتجوا تجمعا جديدا له عروقه وجذوره من الأهل دون شك على ألا يكون هناك إرتباط عاطفي شمولي متكامل عبر التواصل اللانهائي فيما بين الطرفين سواء من ناحية أهل الزوج أو من ناحية أهل الزوجة

فكم من القصص لدينا أدى فيها الزوج دوره في تكوين أسرة حسب اعتقاده بينما مجمل سلوكياته مرتبطة بأمه أو أبيه أو عائلته السابقة بشكل يجعل من قراراته لا تخرج إلا بمباركة منهم

وأنت الآن وبسبب ارتباطك العاطفي الذي يحتاج إلى تقنين , أجدك ترفضين النظر إلى مملكتك التي يحاول فيها الزوج أن يصنع معك حدودها والتي ستؤثر على المستقبل الذي سيشارككما فيه الأبناء بعد سنوات قليلة

سيدتي ,,
كلامي السابق لا يعني أن تتنكري لأهلك أو أن يفهم البعض أن التفكك العائلي هو المطلوب
إنما القصد وكل القصد بألا يكون الإرتباط العاطفي والذي شرحته أنت في موضوعك هو المنغص لحياة زوجية قد أنعم الله عليك بها وقد لا تخلوا من بعض الأزمات في بعض محطاتها

كل رجائي بأن تدربي نفسك على الإستقلالية
ولو أن استمرارية الزوج بقصد في أن يعزلك عن أهلك لكان رأينا مخالفا لما كتبناه هنا , إنما وحسب ماجاء في موضوعك فأنت تسببت في التنغيص اللاإرادي لو جاز التعبير لك ولزوجك ولمن هم معك دون أن تجدي مخرجا يقنع نفسك الطيبة بأن تلذذك بوجودك مع أهلك قد تستطيعين تعويضه بأن تتللذي مع زوجك وأبنائك في نفس المناسبة

إنما الرابط من الذكريات والتمنيات التي في رأسك هي ماجعلتك تختنقين بها بغية الوصول إلى لذة وجودك مع أهلك في وقت ومكان وزمان معين وبطريقة محددة لا تقبل نفسك بحكم التعود أو التمني بأن تتراجع عنها ,, وربما تجعلني هذه النقطة بأن ألفت إنتباهك إلى أنها قد تكون فيها بعض من عدم الإهتمام بمشاعر الآخر وهو الزوج بدليل كلامك بأنه يمل من وجوده بحكم أنه لا يعرف أحدا هناك خلال تلك الأيام التي تتوقين أنت أن تحصلي على جرعة اللذة بتواجدك مع الأهل ويعاني هو الملل والوحدة

دعينا ننظر إلى الحق من إحدى جوانبه
أليس له حق في أن يفرح هو أيضا وبأن يستمتع بالمكان الذي هو فيه خلال تلك الأيام ؟
أم أن الأمر يقتصر على حصولك على مبتغاك ولو على حساب الآخرين ؟؟

لك منا الدعاء بأن ييسر المولى أمرك وأن ينير لك بصيرتك ويرزقك براحة البال

مع خالص التحية ,,,