نفساني - عرض مشاركة واحدة

24-05-2009, 03:01 AM

الفشل وعدم إصابة الهدف، من أعظم السبل للشعور بالإحباط والتراجع أو التوقف عند أغلب البشر، في حين أن الفشل نفسه قد يكون مبعثاً للطموح والأمل،
مفارقة عجيبة تحملها هذه الكلمة، الـ (ف ش ل) صغيرة في مبناها، عميقة في معناها. ولعل هذه الكلمة الصغيرة كانت سبباً في نجاح معظم المبدعين والناجحين في مختلف العصور والحضارات.
فدجاج كنتاكي، وبطاقات هال مارك، وأزياء بينيتون، واختراعات أديسون، وغيرها. كان مبعثها ـ كما يروي التاريخ ـ فشل أصحابها في البداية وحياتهم الصعبة والمحن التي كانت السبب في إشعال فتيل الطموح والأمل داخل ذواتهم.
وحين نتحدث عن الفشل، فإننا نقصد بذلك (الفشل الإيجابي) وليس الفشل السلبي، فالإنسان معرض للإخفاق والتعثر تارة والنجاح تارة أخرى. نحن بحاجة إلى تغيير النظرة السلبية التي نستخدمها لرؤية الفشل. فهو بحد ذاته قد يكون دافعاً للهمة أو جالباً للفتور.
وكل فشل عبارة عن تجربة جديدة أو خبرة تضاف إلى الرصيد المعرفي للمرء. ولو تأملنا حياة المتنبي، ذلك الشاعر العباسي المشهور، الذي تطرب الآذان لسماع شعره. لوجدنا أن ذلك الشاعر الذي عُدَّ من أمراء الشعر العباسي كان في بداية حياته فاشلاً. ففي حادثة تروى عن المتنبي وهو في صغره مر على بائع بطيخ فسأله عن السعر، فوجده مرتفعاً وبدأ يجادل البائع حتى طرده من المحل.
وفي اللحظة نفسها مر أحد كبار الشخصيات فسأله عن السعر فأعطاه سعراً أقل بكثير من السعر الأصلي، وأوصل البضاعة إلى منزل الرجل!! أسر المتنبي ذلك الأمر في نفسه، وكان عدم توفر المال لديه وإخفاقه في تحصيله، أحد أهم الدوافع التي جعلته يقبل على الشعر ليتكسب منه.
ولكي يتجنب المرء الفشل فإنه يحتاج لإيمان عميق بالقضاء والقدر وتغيير المنظار الأسود الذي يرى من خلاله تجربة الفشل. ليستبدلها بأخرى إيجابية تجعل من الفشل نقطة انطلاق.
وكذلك التطوير فالذاتي يقلل من احتمالات الفشل، فكن فاشلاً إيجابياً وتعلم من الفشل، فبداية النجاح أن تصنع من الفشل نجاحاً.
علينا دائما ان ننظر للامور من منظار بعيد عن المعتاد منظار بعيد عن التشاؤمية لنصل الى أهدافنا التي رسمناها دون التعثر بالعقبات الوهمــية
منقول

المصدر: نفساني