عرض مشاركة واحدة
قديم 12-07-2009, 01:23 PM   #2
سمير ساهر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية سمير ساهر
سمير ساهر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28244
 تاريخ التسجيل :  07 2009
 أخر زيارة : 17-07-2011 (06:26 PM)
 المشاركات : 526 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


بعد أسبوع من دخول اللص السجن، ذهبت زوجته لتزوره، ولمَّا وصلت إلى السجن تلاقت هي وزوجها، وفتحت الطعام الذي اشترته من أجله، لتُقَوِّي صحته، وكان مكون من سعتر وزيت زيتون، فقال زوجها: لو لم تأتِ بسعتر وزيت زيتون لجعلتك تذهبي الآن إلى السوق لشرائهما، فضحكت، فقال لها زوجها: يا ابنة الحلال، أنا في السجن، وما قلتُه لا يُضْحِك، فنحن أحوج إلى البكاء، بسبب وجودي في السجن، فقالت له: كل وقوِّ صحتك، فنحن أحوج إلى أنْ تكون صحتك قوية، ولا تعكر عليَّ الحياة، فلسنا أحوج إلى البكاء، فكل شيء له وقته، ولا أرَ أنَّ البكاء من الذي حان وقته، بل يجب ألا يحين وقته إلا للضرورة، كأن يزيل غمي إنْ أُصِبْتُ بغم، ثم سألته: هل تعاني من صداع في الرأس، فقال: الحمد لله، فبعد دخولي السجن بيوم واحد لم أعُد أعاني صداعا، ولا أي ألم، فيبدو أنَّ السجن يزيل الصُّدَاع والشُّقاق، فقالت له: ليس السجن مَنْ أزال صداعك، بل اعترافك بسرقتك لصاحب الحانوت، ثم بتوبتك عن السرقك، فلو لم تعترف لبقي الصُّدَاع طويلا، وذلك لأنَّك تبقى متوترا، وتفكيرك معلق بما يمكن أنْ يَحْدُث لك بعد المباهلة، وهذا يزيد توترك، فحمد لله على سلامتك، وإنْ شاء الله تخرج عما قريب سالما غانما، ولكن إياك أنْ تعود إلى السرقة، والتكن توبتك توبة صادقة، وابحث لك عن عمل بعد أنْ تخرج من السجن، فهو يبعدك أنْ السرقة والسجون، فقاطهعا زوجها قائلا: غانما!، وأي غنيمة في السجن يا ابنة الحلال؟!، فقالت: يا زوجي: لا يوجد غنيمة أفضل من أنْ تكون بصحة جيدة، فالصحة الجيدة أفضل غنيمة، هذا ما كان من اللص التائب وزوجته..
أما ما حَدَث لزوجة صاحب الحانوت ، فقد زال عنها الصُّدَاع بعد أنْ اعترف اللص التائب بسرقته، فلم تعُد تفكر في أنهم ظلموه بإتهامهم إياه بالسرقة من حانوتهم، ولهذا زال عنها الصُّدَاع، بعد أنْ أقلعت عن التفكير - بإحتمال ظلم السارق - بيومين، فهو لم يُقِم طويلا؛ وهذا ما جعله يتفرع في أكثر من مكان ويزول بسرعة..
نرى من خلال القصة السابقة، أنَّ المباهلة لا تُأتي ثمارا في هذه الدنيا، ما لم تُفْضِي إلى توتر، فإذا توتر الكاذب لعلمه بكذبه؛ فسيصاب بهذه الآلام وبغيرها حسب حدة انخضاعه إلى التوتر والمدة الزمنية التي استهلكه التوتر، ثم أنَّ في المركز الصادق عموما من قد يشك بالتهمة؛ وهذا سيوتره، لأنَّ التهمة قد تَعَرَّض لها الاحتمال، فالتوتر إنْ طال؛ فسيفْضِي إلى مرض، ربما يكون الصداع، أو الشقاق، أو الأهاف من ضمن الأعراض؛ ولهذا فالمباهلة ما لم تُفْضِ بالمتباهل إلى توتر طويل؛ فلا يفضِ إلى مرض، وسيكون حساب الكاذب عند الله؛ ولهذا نرى أنَّ المباهلة لا تنفع ما مُلْحِد لا يُقِر بوجد إله خالق لهذا الكون، ولكن المُلْحِد يمكن أنْ يمرض أيضا، إذا توتر، فالملحد يمكن أنْ تلومه نفسه اللوامة، فإنْ لامته وسبب لومها توتر له، ودام توتره؛ فسيمرض؛ ولهذا فالمؤمن يعتقد أنَّ لعنة الله ستحل عليه حتى لو لم يتوتر، أمَّا الملحد فيعرف أنَّ مرضه مُفْضَى من توتره الطويل، لا من شيء آخر، هذا إذا كان ملحد جلد، وليس أي ملحد، فمثل هذا الحادث إنْ حَدَث قد يزلزل معتقد بعض الملاحدة في الالحاد.. قد يعترض معترض فيقول: وهل للملحد نفس لوامة؟!
أقول: لا يوجد إنسان ليس فيه نفس لوامة، ولكن هناك اختلاف بين النفس اللوامة عن المؤمن والنفس اللوامة عند الملحد: فالنفس اللوامة عند المؤمن تكون متعلقة بالله كثيرا، وصاحبها هو سبب تعلقها بالله، حيث يتجلى هذا بوضوح في الأوقات التي يرتكب فيه المؤمن محرما، فيقول: يا ويلي من الله، ويلوم نفسه الأمَّارة بالسوء على تسببها في اقترافه محرما.. أمَّا النفس اللوامة التي في الملحد فليست متعلقة بالله، بل متعلقة في الأشياء التي عايشها، وبالمادة عموما، حيث يتجلى هذا بوضوح في الأوقات التي يسيء لشخص معين، فيقول: تبا لي، لماذا أسأت إليه؟!، ليكون ما يكون، فما كان لي أنْ أسيء إليه.. كما نرى فالملحد يتعامل مع الأشياء مباشرة، أما المؤمن فإنَّ تعامله مع الأشياء المباشرة يكون من خلال تعلقه بالله؛ وبهذا فإنَّ المؤمن لا يعمل سوى ربط أعماله بالله، هذا إذا تساوت نفس الملحد مع نفس المؤمن من حيث اللوم، لا من حيث شيء آخر.. وعلى كل حال، مسألة النفس اللوامة بين المؤمن والملحد طويلة، ولكن نكتفي بهذا الإيجاز الآن..
لنَعُد إلى الموضوع:
قد يقال: ألا ترى أنَّ فلانا أصيب بمرض عُضال بعد مباهلة؟
أقول: لا يمكن الجزم بإنَّ مصابه من لوازم مباهلة، فالمشاكل التي تحدث في الحياة مع الناس ليست قليلة، فلماذا لا تُعْزَ إلى شيء غير المباهلة؟!، ولكن هذا لا يعني أنَّ المباهلة لا يمكن أنْ تكون السبب، ولكن معرفة إنَّ الإصابة من المباهلة يكاد يكون مستحيل، فحدث المباهلة ما لم يبقَ في النفس وينشط فيوتر؛ لا يُحْدِثُ مرضا.
إنْ تذَكَّر المباهلُ الكاذبُ بعد عدة سنوات لأسباب معينة حَدَث المباهلة، ووترته، فسيقلل التوتر تركيزة في الأشياء، وإنْ طال توتره فربما يمرض بمرض توتري.
كثيرا ما يُيْقِظ حَدَث معين ، حَدَث آخر جلل، وقع قبل سنين؛ فإنْ تجاوزالايقاظ إلى التوتر الطويل؛ فربما سيكون المرض موعده؛ فعندما تجتمع عدة أحْدَاث موترية؛ فهذا طامة الطامات؛ لأنَّ احتمال نشاط الروت المشددي يرتفع، فالحذر من سلوك هذا المرض الخبيث..
الصداع الذي حَدَث لهما خفيفا، وقد شعرا بحدته لأنَّهما لم يعانيا صداعا من قبل، فالـ"مصدعة الإقدفانية" جعلتهما يتوترا، وتوترهما جعلهما يشعران بحدته، فلو استمرا طويلا في التوتر لوصلا إلى الـ"مصدعة الإقدحانية"..
مثال آخر: إذا علمنا أنَّ الرجل يقضي متعته الجنسية، ولا يكثرث لقضاء متعتها الجنسية، أو يظن أنَّه ما أنَّ ينتهي من متعته الجنسية فبالضرورة تنتهي هي الأخرى من متعتها، وقد يفترض أنَّها لو لم تقضي متعتها الجنسية بتساوق مع قضاء متعته الجنسية، فإنَّها ستطلب منه إنْ يُكمل العملية لتحصل على متعتها الجنسية، لعلمه أنَّها جريئة، وهذا غير صحيح فالجريئة أمام هذا الموضوع قد تصير خجولة، فما بالك بالخجولة؟!
إذا استمر الذكر معاملة الأنثى بظنه هذا، وافتراضه، فلا شك أنَّ الأنثى ستتخذ الإجراءات الملائمة لتتحاشا أنْ يقضى الذكر متعته الجنسية قبل أنْ تقضي متعتها الجنسية؛ وذلك بمجرد أنْ يَبْدَأ الذكر عمليته الجنسية، تُزيد من سرعة المبأهات (الإفرازات الجنسية) لئلا يقوم الذكر قبل اكتمال النصاب، فإذا سَرَّعَت المبأهات، ولم تحصل على متعتها، أو إذا حاولت أنْ تسرع المبأهات ولم تتسرع، فإنَّها ستغضب، إلى جانب الروت الكثير الذي يُفرز عند تسريعها أو محاولتها تسريع المبأهات؛ وهذا سينتج عنه صدع وشق، وارتفاع حُمَّى، إذا كانت تعاني أصلا توترات في الحياة، أما إنْ لم تكن تعاني من توترات، فلا شك أنْ تكرير تسريعها أو محاولتها تسريع المبأهات، دون الحصول على متعتها كفيل بأنْ يجعل الروت يكثر في جسدها، وقد يصير رُوات في بعض الأماكن، كأن يظهر على هيئة صداع أو شقيقة في الرأس، أو حمى في الكف، أو القدم، أو أكثر من هذه المواطن..
ربَّما تتهم - هذه المرأة التعيسة – جارتها أم تمام بأنَّها هي السبب فهي تكرهها؛ ولذلك عملت لها حجاب تفريق، أو حجاب منع المتعة عند الدرويش ملعون، فإنْ أقسمت أم تمام بأغلظ الإيمان أنَّها بريئة من هذه التهمة بعد أنْ تصالحتا، وتحادثتا عن همومهن وربما غمومهن، فإنَّها ربما ستجد في زوج أم تمام صاحب العين الزائغة، مُقْضِى أوطار، فتقضي وطرها عنده، فزوج أم تمام: تمام.. كما ترون فوضع هذه المرأة مَفْضَية خيانة الزوج.. على افتراض أنَّها لم تخُنه، فربَّما تخلع زوجها، بعد أنْ تكون حياتهم قد انتعست..
هناك أمثلة تشبة المثال السابق، وتَحْدُث مع الذين يتزوجون في بيوت أهلهم الصغيرة، فعندما يريدون أنْ يقضوا حاجتهم، فإنَّهم يلجؤون إلى كتم أصواتهم، فإذا ما تألمت الأنثى وأخْرَجَت صوتا مرتفعا؛ فإنَّها تتوتر وتكتم صوتها، أي تخفذ؛ وهذا يجعل نفسها ينكتم، فيُحْدِث إمْغُصانيات، بالإضافة إلى صداع، ومن الممكن أنْ تنتقل بعض الإمغصانيات إلى الرأس لتتصف بالصداع، أو الشقاق، والعجب يَحْدُث بعد الإصابة بأعراض هذا المرض، حيث ستتهم المصابة جارتها، أو عدوتها، أما إنْ كان مصابا، أي ذكرا، فالنساء سيخلقن عدوة له رغم أنف الجميع، تكون السبب في مرضه، فعدوته عدوة أمه وتريد الانتقام من أمه من خلاله، عبر حجاب عملته له عند الدرويش فَسَّاد.. بهذه الطرق المختصرة يلجأ الناس لتفسير مصابهم، ولو نظروا إلى أنفسهم قليلا؛ لمَا لجؤوا إلى تفسيراتهم الخاطئة، فالتفسرات قريبة، ولا حاجة للذهاب بعيدا، فالدراويش يستنزفون أموال الناس، وخصوصا الفقراء منهم، بلا عائد، وإنْ شُعِر بوجود عائد فعلى الأغلب يوجد سبب لو بُحِثَ عنه لمَا كان الدراويش قريبون منه؛ ولهذا فتفسير العائد يمكن أنْ يتم خارج إطار الدرويش..
هذه الأمثلة مخلوطة، من خارجية وداخلية ومفسية، كشأن الكثير من الأمثلة حتى وإنْ لم ننوه على هذا الأمر..
مثالان على: مَصْدَعَة أقْلُوحية:.. مثال: كانت أم مُظَفَّر في بيتها عندما جاءت إليها جارتها أم حليم ومعها جزرا، وقالت لأم مظفر: هذا الجزر من أجْوَد الجزر، فقد جاء به زوجي أمس، فهو يعمل في الجزر، وقد عَلِم أنَّ زوجك يعاني من قُصر نظر، فقد قال لي ارسليه له، فالجزر جيد للنظر، وها هو أمامك
فقالت أم مظفر: حقا، أنَّه أجْوَد من الذي جاء به أبو مظفر الاسبوع الفائت، فهذا ما يبدو من شكله.. فأخذت أم مظفر ست جزرات، وغسلتها جيدا، ووضعتها في صحن بالإضافة إلى سكينين، ووضعت الصحن بينها وأم حليم، فأعطت أم مظفر سكينا لأم حليم لتقطيع الجزر، وقالت لها: أسنان الناس هذه الأيام تعبانة، ولذلك صرنا نلجأ إلى السكين لتقطيع حتى الأشياء المرنة، وبدأتا في أكل الجزر، وقد أكلت أم مظفر جزرة كاملة، وشعرت بعدها بصداع خفيف، ولمَّا انتهت من أكل نصف الثانية صار الصداع وسطي، ولمَّا انتهت من النصف الباقي؛ شعرت بصداع حاد، وقد شعرت أم حليم بوتارها، وسألتها قائلة: هل تعاني من شيء يأم مظفر؟
فقالت أم مظفر: وماذا تريدين أنْ تسمعي، هل تريدي أنْ تعرفي أنْ الحجاب الذي وضعتِه لي في الجزر قد أدَّى المهمة؟
فقالت أم حليم: أُذْكُري الله يأم مظفر، فلست أنا من يضمر لك شرا، أو يسعى في أذيتك، فأنا إذا رأيت شخص يصفعك بالماء، فإني أصفعه بالدم!.

يتبع


 

رد مع اقتباس