الأنثى.. الشريك الحساس ..المفاتيح النفسية لعلاقة الشراكة
أختي الفاضلة ... أمل الحياة ..
سلام الله عليك ن ورحمته ، وبركاته ..
وصباح الخيرررررر ..
أختي الفاضلة .... لا أملك الوقت الكافي ... لأمنحك شيء عن السادية ، والمازوشية ... ومن بعد أخر فالخوض فيها أمر شائك خاصــة أن أكثر من تبحر ، وكتب عنها أنصار التحليل النفسي ، الذين يرون أن الإنحرافات هي بشكل ظاهر جنسية في طابعها ، الحفزات المرضية حين يستسلم الشخص لها تتحقق له النشوة ... لذا يتسالون هل يمكن تطبيق النظرية العامة للأنحرافات على السادية ؟ بمعنى هل يعقل أن تعذيب موضوع يمكن أن يحقق طمأنة ضد خوف الخصاء ؟ مقاهيم ، وتساؤلات ، وتحليلات شائكة تحتاج قرأت ، وصياغة في إطار مقبول لكن يصعب ذلك إلا في ضؤء مفاهيم التحليل النفسي ، ونظريمة النو الجنسي في الحليل النفسي ...
*
*
لذا لعلك تجدي في موضوع (( الشريك الحساس ..المفاتيح النفسية لعلاقة الشراكة )) وموضوع (( شــعـراءنــا الـشــعـبـيـين بين الـسـاديــة ، والمـازوشـيـة ؟!! والـكثـير منـهـم يـدنـو إلـى المـازوشـيـة )) شيء مما سألتي عنه .
** الشريك الحساس ..المفاتيح النفسية لعلاقة الشراكة **
لذا طرحت هذا الموضوع لأن فيه لمحة عن المازوشية ، ودرجتها الطبيعية لدى المرأة ، وكلا السادية ، والمازوشية لدى الجميع لكن الاختلاف في الدرجــة ، وأحداهما غالبة لدى الرجل أكثر ، والعكس تكون المازوشية ، ولا يعني أن البعض من الرجال لديهم المازوشية المرضية التي تصل إلى عدم الشعور باللذة إلا من خلال إيقاع الأذى ، ، وهناك سادية معنوية كما تتمثل في اللفظ والأستهزاء ، والاحتقار ، وسادية مادية تتجسد في الضرب ، والعنف في كافة أشكالة ..
في هذه المساحة البيضاء سأتحدث عن السلوك فيما بين الزوجة وشريكها من منظور نفسي وذاتي، دون أن أسهب في المبررات أياً كانت أو تنوعت. ذلك لأن كل حالة زواج - وهذا ما أعتقده جازماً - هي وحدة مستقلة.. كيان خاص.. قيمة منفردة.. ذاتية.. فالفرد ذكراً أو أنثى.. قضية.. عوامل الفشل والنجاح في داخلها.. هذا من زاوية.
أما الزاوية الأخرى فهي تعود إلى أن الجميع في مجتمعي مشبع حتى التخمة مع معرفة كل التفاصيل عن حقوق الزوجة، والزوج على مدى سنوات الدراسة.. خلافاً للمحاضرات، والمطويات المتوفرة في كل زاوية تستقر فيها.
لنضع في الاعتبار كما من المتغيرات العديدة، والمتباينة.. التي تبرر عدم التعقيد، والثبات في التعامل مع الزوجة.. بل تؤكد النسبية في التعامل كل حسب المتغيرات التي تجمع بين الزوجين.. عمر الزوجة.. تعليمها.. طبيعة عملها.. الحمل والولادة.. فقدان الإنجاب.. الزوجة الثانية.. سن اليأس.. وفاة الابن.. وجود ابن معاق.. الحالة الصحية.. صدمات نفسية، وخبرات فاشلة قبل الزواج...
حديثي عن نوعيات أو فئات.. فلا يساء الفهم فيعمم على الجميع.. وأيضاً لا ننسى الجزء الآخر من الموضوع، وهو مهارة التعامل مع الزوج.
الحديث عن الزوجة.. حديث عن المرأة.. وقد يحملك إلى التناقض في كل ما له علاقة بها.. تضحية، واستسلام.. عشق وخيانة.. حديث عن التماثل، والاختلاف.. ذكورة، وأنوثة.. ثنائيات قائمة لها تداعيات وأفكار متباينة ثقافية اجتماعية.. رسخت شعوراً جماعياً بالدونية للمرأة لانتمائها إلى سلالة الأنوثة فاللاشعور الإنساني مازال باقياً عن وضع المرأة..
يقول فيثاغورس: "هناك مبدأ خير خلق النظام، والنور، والرجل، ومبدأ شر خلق الاضطراب، والظلام والمرأة". وأجزم أن جدي يؤمن بهذا المبدأ رغم أني لم أناقشه.. من هنا أوجد الإنسان مشكلة لنفسه.. وما زالت باقية.. ذكورية مسيطرة.. وأنوثة مستكينة فتلبست المشكلة المرأة، واستدخلتها.. فبرزت قضية المرأة.. لا الرجل.. لذا يقال إن بعضاً من النساء ذاتهن - ومنهن جدتي - يؤمن في قرارة أنفسهن بأنهن دون الرجل، بدليل أن النساء قلما يقبلن - عن طيب خاطر - على استشارة محامية أو طبيبة أنثى، حيث الرجل في تكوينهن المعرفي هو نموذج الكفاءة، والرجل في هذه الدائرة أعتقد أنه المعيار.. القاعدة السوية.. وأنه مقياس لجميع الأشياء.. والمرأة هي الآخر.. الثاني.. النصف المكمل.. وبهذا أصبحت المرأة سراً.. لغزاً.. وكان الرجل كتاباً مفتوح الصفحات.
وجاء "فرويد" وزاد المسأمل الحياة ...ألة إشكالية وغموضاً.. بعقدة أوديب.. والخصاء.. والقضيب المعقد.. رجل ينقصه شيء ما؟! لذا فإن التحليليين يرون أن المرأة لا تسأل من أنا؟ وإنما تسأل: من أنا؟ بالقياس إلى الرجل. وبناء على هذه النظرة فإن غالبية الاضطرابات النفسية لدى المرأة تفسرها رغبتها التي لايمكن تحقيقها في أن تكون رجلاً.. لن تكون راضية بوضعها رضى عميقاً، وامتداداً لذلك أصبح الرجل يفسر كل سلوك للمرأة بأنه وليد بالشعور بالنقص.. وأن المرأة دوماً تسعى إلى مجاراة وندية الرجل.. فجاءت الدعوة إلى المساواة مع الرجل فبرزت قضية أخرى مازالت ماثلة.. واستمر الأدباء والشعراء والمفكرون يعزفون على إيقاع: "فتش عن المرأة".
@ الزواج بالنسبة للرجل والمرأة مشكلة نفسية واجتماعية خطيرة، لأن على كل منهما أن يعمل على تحقيق التوافق مع الآخر، وهذا العمل يتم ببطء شديد وهو مسؤولية متبادلة.
@ إن الفشل في التعامل مع الزوجة أو العكس، في الحقيقة، يعكس فشلاً كامناً في الزوجين كليهما بشكل عام إلا في حالات استثنائية تحكمها عوامل لا يختلف فيها أحد.. كانحراف أحد الشريكين أو اضطراب يقرره طبيب مختص.. لكن الواقع أن هذه الحالات الفاشلة تحمل الخطأ لنظام الزواج وأسلوبه الفاشل تارة، وتارة أخرى تعلق على الإصابة بالعين أو السحر أو المسّ، وكلا المخرجين يعيد التوازن إلى الشريكين ويساعدهما على تحمل حقيقة الفشل ويخفف أو ينهي كلياً حالة الشعور بالذنب.
@ التوافق الجنسي بين الزوجين عملية معقدة تتطلب الكثير من الجهد والوقت ولكن من الخطأ أن نظن أن عامل الزمن كفيل بتحقيق مثل هذه التوافق؛ والدليل أن كثيراً من النساء أنجبن ولهن سنوات طويلة في العلاقة الزوجية ولا يعرفن أي معنى "للنشوة الجنسية" لأن إيقاع الحياة الجنسية لدى المرأة مختلف عنه لدى الرجل لارتباط المتعة لدى الرجل بظاهرة بيولوجية لها بداية معلومة ونهاية واضحة "أما المرأة فتمثل الحياة الجنسية لديها ظاهرة" سيكولوجية معقدة وبطيئة.. ولعدم فهم، واستيعاب تلك الحقيقة أدى إلى معاناة الكثيرات من اضطراب "البرود الجنسي" الذي سببه أنانية الرجل، واندفاعه إلى إشباع رغبته الجنسية على حساب آلام المرأة ومخاوفها في الليلة الأولى، بل في الساعة الأولى من علاقتها مع الرجل، التي قد تؤدي إلى مزيج من الأعراض النفسية المؤلمة وتشعرها بأنها ليست كباقي النساء. لأن الجنس مرتبط بالوجدان.. يقول "بلزاك": المرأة قيثارة لا تبوح بأسرارها إلا لمن يعرف كيف يعزف على أوتارها.
@ المازوشية تلعب دوراً كبيراً في مراحل النمو النفسي للمرأة بحكم تكوينها البيولوجي "اللذة من إيلام الذات" لأن الحياة النفسية للمرأة تقوم على نوع من الانسجام أو التوازن بين حب الذات وإيذائها.. فللألم على الخصوص في حياة المرأة سحر كبير لا يوجد له نظير عند الرجل، وذلك عائد إلى أن حياتها البيولوجية تفرض عليها الكثير من المتاعب والآلام والتضحيات بحكم الوظيفة التناسلية، فأوجد الخالق فيها هذه "المازوشية" كي تقدر على التكيف مع واقعها.
@ سن اليأس مشكلة ليست بيولوجية فقط، ولكن لها أبعاد نفسية، واجتماعية، وهي لا تمثل اضطراباً محدداً، ولكنها مرحلة في عمر المرأة التي تحدث فيها تغيرات بيولوجية - توقف المبيضين، الدورة الشهرية، الإنجاب - وهذا يصاحبه أعراض جسدية، وأخرى نفسية تسبب قدراً من المعاناة للمرأة، والمرأة قد تتجاهل مرورها بهذه المرحلة مما يزيد من حالة الحيرة والمعاناة. وتتضاعف المعاناة أكثر إذا لم يتفهم المحيطون بها طبيعة ما يحدث لها من تغيرات، خاصة الزوج والأولاد... إن المجتمع ووسائل إعلامه يرسخ الإحساس في ذات المرأة سلبياً. لأن الوسيلة الإعلامية محور دعايتها امرأة شابة في عقد العشرين عاماً، تأكيداً على الجانب الشكلي. ومع تراجع جاذبية الشكل مع العمر تقلق المرأة وتفقد ثقتها بذاتها وتهتز أشياء كثيرة.. إن سن ال45 رقم حرج في حياة المرأة.
إن معرفة الزوج بطبيعة هذه المرحلة تسهل التعامل إيجابياً مع الزوجة في سن اليأس من أجل تخفيف معاناتها، وحمايتها من المضاعفات، لأن أدوية الهرمونات دورها محدد في مساعدة المرأة في هذه المرحلة.. فهي مجرد علاج تعويضي، بمعنى أنه يعوض عن الانخفاض الحاد الذي حدث في إفراز هرموني "الاستروجين" و"البروجيستيرون" بسبب توقف المبيضين عن العمل.. لذا لا غنى عن مضادات الاكتئاب والقلق والعلاج النفسي المكثف أحياناً، وهنا يكون دور الزوج.. المساندة النفسية.. تقبلاً وتعاطفاً من خلال حب صادق مدعم بالوعي.
@ الزوجة تحتاج إلى أن تسمع وأن ترى وأن تحس أشياء حسية وعملية تشعرها بمكانتها لدى زوجها وكأنثى جذابة مرغوبة محبوبة تملؤه في كل شيء... بينما الإهمال واستمرار العلاقة على إيقاع رسمي لمجرد وجود رابطة شرعية ووجود أطفال وسنوات عشرة طويلة... كل ذلك يؤدي إلى أضرار جسدية تعبر عن ضغوط نفسية مؤلمة، وفي حالات نادرة جداً واردة ليس بحثاً عن اللذة بقدر ما هي احتجاجاً وتمرد وعقاب للذات وللزوج.
@ مهارة العقلنة اكتسبناها منذ صغرنا في سلوكياتنا وتربيتنا وتعممت حتى تجذرت في ذواتنا فأصبحت مشاعرنا حين نعبر عنها لا تخرج إلا في قالب عقلي دون تلقائية فتخرج جافة وجامدة فتبقى العلاقة فيما بين الشريكين كالعلاقة بين الأخوة لأن قواميسنا ومخزوننا مليء بالعيب والحرام الذي نوظفه حين نكبر في غير مكانه رغم أنه مشاعر إنسانية.
@ الحوار.. التقبل.. التعاطف.. تأجيل مناقشة بعض المواضيع.. الهدية.... التفهم الصادق.. الابتسامة.. الكلمة الطيبة.. القول اللين.. إن ممارسة مثل تلك المهارات البسيطة، والصعبة في الواقع تتطلب تقبلاً وارتياحاً من الشريكين، ثم فهماً لكم من المتغيرات التي تحكم طبيعة المرأة بيولوجياً ونفسياً.
@ مهارة الاختيار.. تسبق مهارة التعامل.. وهذا يعني توفر قاعدة أساسية مبنية على الحب والتقبل من كلا الشريكين بشكل عام.
** تم نشر الموضوع في مجلة أبعاد / عدد 15
|