28-12-2009, 11:28 PM
|
#16
|
عضو دائم ( لديه حصانه )
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 27460
|
تاريخ التسجيل : 04 2009
|
أخر زيارة : 23-03-2012 (02:38 PM)
|
المشاركات :
950 [
+
] |
التقييم : 50
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
إنَّ أعظمَ ما يحتج به من جعل الرقية صنعة له ومَجْلبـةَ مـالٍ لا تَعَب فيه ولا نَصَبَ ، يقول عبدالكريم بن صالح الحميد، حديث قصـة " اللديـغ " الذي رُقي بسورة الفاتحـة فشُفـي ، ففي « الصحيحين » عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رهطاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلقوا في سفْرَةٍ سافروها حتى نزلوا بحيٍّ من أحياء العرب فاستضافوهم ، فأبَوْا أن يضيِّفوهم ، فلَدُغ سيِّد ذلك الحيِّ ، فسعَوْا له بكل شيء ، لا ينفعه شيء ، فقال بعضهم : " لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين قد نزلوا بكم لعله أن يكون عند بعضهم شيء " .
فأتوْهم فقالوا : " يا أيها الرهـط .. إنَّ سَيِّدنا لُدِغ فسعَيْنا له بكل شيء ، لا ينفعه شيء ، فهل عند أحد منكم شيء ؟! " .
فقال بعضهم : ( نعم ، واللهِ إني لَرَاقٍ ، ولكن واللهِ لقد استضفناكم فلم تضيفونا ، فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جُعْلاً ) ، فصالحوهم على قطيعٍ من الغَنَم ، فانطلق فَجَعَل يتفل ويقرأ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ حتى لكأنما نَشِطَ من عِقَال ، فانطلق يمشي ما به قَلَبَة (1) ، قال : فأوْفوْهُم جُعلَهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقسموا ، فقال الذي رقى : لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا ، فَقَدِموا على رسـولِ الله صلى الله عليه وسلم فذكروا لـه ، فقال : ( وما يُدريك أنها رُقيـة ! ، أصَبتم ، اقسموا ، واضربوا لي معكم بسَهم ) (1) .
وأخرج البخاري عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مرُّوا بماءٍ فيهم لديغ أو سَلِيم ، فعرَض لهم رجلٌ من أهل المـاء ، فقال : " هل فيكم من راقٍ ، إن في الماء رجلاً لديغـاً أو سليماً ؟! " ، فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاءٍ ، فبرأ فجاء بالشاء إلى أصحابـه ، فكرهوا ذلك وقالوا : ( أخَـذْتَ على كتابِ اللهِ أجراً ! ) ، حتى قَدِموا " المدينـة " فقالوا : ( يا رسول الله .. أخَذَ على كتاب الله أجراً ! ) ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ أحقَّ ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله ) (2) .
وبعض الناس يفهم أن أخذ الأجر أو الْجُعل على إطلاقه ، وهذا خطأ ظاهـر ، قال شيخ الإسلام ابن تيميـة لَمَّا ذَكَر قولـه صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ أحقَّ ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله ) ؛ قال : ( وكان الْجُعْل على عافيةِ مريض القوم لا على التلاوة ) انتهى (3) ، وقـال - أيضاً - : ( فإن الْجُعل كان على الشفاء لا على القراءة ) انتهى (4) ، يعني أن الْجُعْل - وهو الأجرة - إنما هو على شرط الشفاء .
|
|
|