نفساني - عرض مشاركة واحدة

07-03-2010, 08:14 AM

الرسالة الثالثة والأخيرة:

- بعد أن وقفتَ على قمة الهرم يجب عليك أن تعرف أن زمن النزول قد حان،، وأن ساعة السقوط قد اقتربت ،، والإغترار بالنفس مظلمة للنفس ،، والبقاء على القمة صعب على من يحملون في قلوبهم كره انفسهم وبغض الآخرين ويتسلل الغرور في عقله الصغير ،، فالغرور لم يوصلك للقمة ،، فكم يتيه هذا المغرور بنفسه إذا رأى التفاف الغوغاء و البسطاء حولهوممن يتسمون انفسهم الحاشية الناصحة ،
و كم يتشامخ و يعطس زهوا و إعجابا إذ يتخذ تلك المظاهر الخلابة لبلهه و بلادته كحجة قاطعة على صحة رأيه و أستقامة نظره، و عند هذا تحدثه نفسه الزاهية بالدخول في المعامع والمعارك الكلامية والجدالات العقيمة ، فهناك يصطدم بحصون و أسوار حديدية من عزة الحق و صولته، فيرجع وهمه خاسئا و هو حسير ،، لو سألناه هل أذنك لا تسمع إلا من فمك، وعينك لا ترى إلا من قلبك؟
لقال لنا : أنا من يفهم كل شيء وأنتم الجاهلون .. فالعجب من هذا المتعالي ومن الخصال التي يحملها والتي لا تأتي فرادى؛ ولكن قد يصاحبها مجموعة من الأمراض النفسية الفتاكة وأهمها : الحسد والرياء والسمعة فتراه يلهث ويريد أن يملك كل شيء حتى أنفاس الآخرين ،، ومن هنا تذكرت قول حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث مهلكات: شحُّ مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه"،،
- كلما سمعت عن إنهاكه لنفسه وطلبه للناس ببذل الكثير جدا تذكرتُ قوله سبحانه وتعالى : ( يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً) ،، إنها مرتبة الضعف والنقص البشري الذي خلقه الله في بني البشر ،، وتجده يتضايق وتنشطر أساريره عندما يفشل أو يتهمه الآخرون بالتقصير وارتكاب الخطأ :( قُل كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً)؟؟
- أخيرا وقد قربت رسالتي من نهايتها أدعوه كما أدعوا نفسي أن نتلذذ بالتواضع والحلم والأصطبار ،، وعلينا أننرى الدنيا بمنظار الأمل القادم ،، وأن نعتقد جازمين أن البشر تنقصهم الكمالية والمثالية والمصداقية غالبا ،، ولنجعل البسمة ترتسم شفاهنا ونلحقها بالشكر للخالق سبحانه وتعالى وأن نفكر جيدا حتى يكون تفكيرنا كعمل صالح نقوم به : ( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) ،،
وصلى الله وسام على سيدنا محمد

كتبه / أبومروان