عرض مشاركة واحدة
قديم 17-12-2002, 07:22 PM   #6
ماريه
عضو جديد


الصورة الرمزية ماريه
ماريه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3147
 تاريخ التسجيل :  12 2002
 أخر زيارة : 17-12-2002 (08:13 PM)
 المشاركات : 1 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الحبيبة غريبة الروح.. لقد طرحت موضوعاً.. فأحسنتِ اختياره..

وكما لامست بإحدى يديك جرحاً.. أدعوه تعالى أن ييسر على يدك الأخرى بلسماً له..

إن مشكلة الفراغ العاطفي مشكلة نعاني منها نحن الفتيات في مرحلة عمرية معينة.. هي مرحلة المراهقة، وهذه المشكلة كثيراً ما تدفع الفتيات إلى سلوكيات معينة يصعب على من لم يعايشها أن يفهمها أن يحسن التعامل معها.
ولقد ذكرتِ أمثلة على هذه السلوكيات كالتعلق المرضي ومص الإبهام ونحوها.. وأود هنا لو تناقش الأسباب التي تدفع ظاهرة كهذه للبروز كإحدى المشكلات العميقة والتي تتطلب حلولاً موضوعية وجادة..

تمثل مرحلة المراهقة نقطة انطلاق للفرد من النطاق الأسرى إلى نطاق المجتمع.. كما تمثل أولى لبنات بناء الشخصية وبناء وتحقيق الذات وفي هذا العمر كثيراً ما يبحث المرء عن قدوة يحتذي بها أو شخص يسعى لتقليده، وعلاقة المراهق مع شخص كهذا لا تقف عند حد التعلم فحسب بل يرافقه نمو سريع في المشاعر.. حتى ليجد المراهق نفسه محباً لهذا الشخص ومقدماً له على نفسه وأهله..

إن المراهق في مرحلته العمرية الحرجة يكون أشد حاجة للمشاعر من أي شخص آخر.. فليس هو بالطفل الذي يأخذ دون أن يطلب وإن طلب عُدّ طلبه طبيعياً ومتوقعاً.. ولا هو بالشخص الناضج المشبع عاطفياً والمشغول فكرياً ووقتياً بحيث أنه لا يملك الوقت أن يفكر أهو محتاج لحب وحنان أم لا .. بل حتى وإن فكر .. نحى هذه الخاطرة واستسخف ورودها على خاطره..
فالمراهق محتاج لمن يتفهمه، يحدثه، يضمه ويحنو عليه، لكنه عاجز عن طلب المساعدة.. لحرجه أو ربما لإحساسه بأن هذا قد يخدش كرامته أو لأنه لا يجد من يلبيه.. وهنا تبرز خطورة دور الوالدين..

فكثير من الآباء والأمهات يحلو لهم معاملة أبنائهم وكأنهم ناضجون، وكأنهم قد كبروا على حركات الطفولة كما يسمونها ( من ضم وتقبيل وغير ذلك )
فنجد أن المراهق قد يقضي ساعات وساعات دون من يسأل عنه، عن أكله، ودراسته، والأحداث التي واجهها في المدرسة، والمشاكل التي يعاني منها. وأعتقد بأن هذا من الأسباب الهامة التي تدفع المراهق للبحث عن بديل.
إن مشكلة الفراغ العاطفي تبرز بشكل خاص في مجتمعنا وربما ساعد على ذلك حياة الفراغ والرفاهية التي نعيشها، فنرى أن معظم الفتيات لا يتحملن حتى مسؤولية أنفسهن، وتكاد أن تنعدم في حياتهن مشكلات الحياة الواقعية.. ويعانين حالة من الروتين والفراغ الوقتي والعاطفي.. ويحتجن بالطبع إلى ملء هذا الفراغ بأي وسيلة كانت..

ونلاحظ أن التعلق العاطفي حالة طبيعية إن لم تجاوز حدها؛ بحيث تربو مشاعر الحب لدى المراهق تجاه شخص ما عن مشاعره تجاه والديه، مما يؤدي إلى جعل أولوياته تتمثل في هذا الإنسان وإن ضحى بوقته، بدينه، أو بدراسته.
نود فعلاً لو تُناقش هذه المشكلة موضوعياً.. ونود لو يُلفت نظر الآباء والأمهات إلى ضرورة إظهارهم لمشاعرهم وتعبيرهم عنها عملياً..عليهم أن يتعلموا أن يعيشوا مع أبنائهم وليس فقط لأجلهم.. عليهم أن يتعلموا كذلك أن يعطوا أبناءهم أفضل أوقاتهم وليس الفائض منها...

وفي الختام.. أعود لشكرك على طرح هذا الموضوع...

وأتمنى فعلاً لو نرى تفاعلاً ونقاشاً فيه..

ولك مني كل تحية


 
التعديل الأخير تم بواسطة ماريه ; 17-12-2002 الساعة 07:31 PM

رد مع اقتباس