الاستعاذة:
ودليل الاستعاذة قوله تعالى: {قُلْ اَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [سورة الفلق، الاية: 1]. ، و{قُلْ اَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس} [سورة الناس، الاية: 1]. والإستعاذة : طلب الاعاذة والاعاذة الحماية من مكروه فالمستعيذ محتم بمن استعاذ به ومعتصم به والاستعاذة انواع :
الاول: الاستعاذة بالله تعالى وهي المتضمنة لكمال الافتقار اليه والاعتصام به واعتقاد كفايته وتمام حمايته من كل شيء حاضر او مستقبل، صغير او كبير، بشر او غير بشر ودليلها قوله تعالى: {قُلْ اَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ} الى اخر السورة وقوله تعالى: {قُلْ اَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس مَلِكِ النَّاسِ اِلَهِ النَّاسِ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} الى اخر السورة.
الثاني: الاستعاذة بصفة ككلامه وعظمته وعزته ونحو ذلك ودليل ذلك قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) [اخرجه مسلم، كتاب الذكر والدعاء ، باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره.] وقوله: (اعوذ بعظمتك ان اغتال من تحتي) [اخرجه الامام احمد 2/25 ، والنسائي 8 /677 .] وقوله: في دعاء الالم (اعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما اجد واحاذر) [اخرجه الامام احمد 4/217 ، وابو داود (3891) ، واين ماجه (2522) .] وقوله: (اعوذ برضاك من سخطك) [اخرجه مسلم ، كتاب الصلاة ، باب : ما يقال في الركوع والسجود.]، وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين نزل قوله تعالى: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى اَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ} [سورة الانعام، الاية: 65] فقال: (اعوذ بوجهك) [اخرجه البخاري ، كتاب الاعتصام ، باب : قوله تعالى {او يلبسكم شيعاً}].
الثالث: الاستعاذة بالاموات اوالاحياء غير الحاضرين القادرين على العوذ فهذا شرك ومنه قوله تعالى: {وَاَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الاِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} [سورة الجن، الاية: 6].
الرابع: الاستعاذة بما يمكن العوذ به من المخلوقين من البشر اوالاماكن اوغيرها فهذا جائز ودليله قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ذكر الفتن: (من تشرف لها تستشرفه ومن وجد ملجا او معاذًا فليعذبه) [اخرجه البخاري، كتاب ، باب الفتن ، باب: تكون الفتنة القاعد فيها خير من القائم. ومسلم ، كتاب الفتن ، باب : نزول الفتن كمواقع القطر.
] متفق عليه وقد بين ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا الملجا والمعاذ بقوله: (فمن كان له ابل فليلحق بابله) الحديث رواه مسلم، وفي صحيحه ايضًا عن جابر ـ رضي الله عنه ـ ان امراة من بني مخزوم سرقت فاتى بها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فعاذت بام سلمة (1)]"> الحديث، وفي صحيحه ايضًا عن ام سلمة ـ رضي الله عنها ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (يعوذ عائذ بالبيت فيبعث اليه بعث) [اخرجه مسلم ، كتاب الفتن ، باب : الخسف بالجيش يؤم البيت.] الحديث. ولكن إن استعاذ من شر ظالم وجب إيواؤه وإعاذته بقدر الإمكان، وإن استعاذ ليتوصل إلى فعل محظور أو الهرب من واجب حرم إيواؤه.
يتبعـ ,,