بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( قضايا يكرهها الناس )
الناس يكرهون النصيحة في العلن:
لا يختلف اثنان في أن النصيحة في العلن يكرهها الناس؛ لأن كل الناس يكرهون أن تُبْرَز عيوبهم أمام غيرهم، كل الناس؛ مسلمهم وكافرهم لا يحبون أن يُنْصَحوا في العلن، ولكن إذ أُخِذ الرجل جانباً ونُصِح على انفراد فإن ذلك أدعى للقبول، وأدعى لفهم المسألة، ولأحبَّك الرجل؛ لأنك قدمت إليه معونة، وأسديت إليه خدمة، بأن نصحته وصححت خطأه، ويُعَبِّر الإمام الشافعي – رحمه الله – عن ذلك بقوله:
تعَمَّدْني بنُصْحك في انْفرادي | | وجَنِّبْني النصيحةَ في الجماعه |
فإن النصح بين الناس نوعٌ منَ | | التوبيخ لا أرضى استماعه |
فإن خالَفْتني وعصيْتَ قولي | | فلا تجْزَع إذا لم تُعْطَ طاعه
|
أي: إذا أنت خالفتني في أمر من الأمور وجئت بنصيحتي أمام الناس، فلا تغضب ولا تتضايق إذا لم أستجب لك ولم أطعك هذه طبيعة النفس البشرية إلا من تجرد ووصل إلى حد من التجرد، بحيث يقبل النصيحة وإن كان ينزعج أيضاً للأسلوب، وكم من الناس عندهم ذلك التجرد؟!
وكذلك بعض الناس يريد أن تكون النتائج فورية؛ فيُحِبُّ من الناس أن يغيِّروا ما بهم بمجرد أن يُنصَحوا، يريد أن ينصح في المجلس ويريد أن يستجيب الناس ويغيروا ما بهم في ذلك المجلس! فيكون مخطئاً في تقديره وغير فاهم لطبيعة البشر، إذ لا بد أن يأخذ الناس مدة كافية للتفكير، وفرصة مناسبة للانسحاب.