لا شيء
من مسافة ، وكأنها المسافة التي تبعد مابين الأرض والقمر ، كانت تقف هناك تنظر إليه ، حتى تُصبِح أجمل _
عندما تنظر إليه تزداد عيناها تحديداً وكحلاً وكأنها تستمده من سمرته الساحرة ، ويتورّد خدّاها وتلمع عيناها بفعل ضخات دم القلب الزائدة المتسارعة ، ويميل رأسها بابتسامة رقيقة تتمنى أن تهديها له كل صباح ، وتولد لديها موهبة حب التأمل والتفكر والترقب ، فسبحان من خلق وأبدع في صورة هذا الشخص وألقى في قلبه ونفسه الهدوء والتعفف والخُلق الطيب ، وأضاء عينيه ببريق من الذكاء الحاد ، وأظهر الحكمة من بين حروفٍ يطلقها عقله ، لا لسانه .
دائما تراه وقد تجمهر من حوله الأصدقاء والزملاء ، والزميلات أيضاً !
فتتمنى حينها القرب منه وإلغاء العالم من حوله إلا منها لوحدها ، وعلى الرغم من علمها يقيناً بأنها تملك موهبة خطف القلوب بسحر تنثره وقتما تشاء ، إلا أن شيئاً بداخلها يُصرّ أن يرآه وكأنه شراب محرم لا يمكن الارتشاف منه ولا حتى لمسه ، ولا محلل فيه غير النظر .
.
.
أثناء المحاضرة .. وصل متأخراً
دخل المدرج وعينيه تجول يمينا وشمالاُ يتخيّر مكاناُ مناسباً يجلس فيه ... إنه يقترب ويقترب ، حتى استقر وأخذ مكانا بالقرب منها _ ثم بدأ يتحدث معها بكلمات عابرة عامة ، ولكنها لم تعره أي اهتمام ، و لم تنظر حتى أو تلتفت إليه _
لم تمر أكثر من 10 دقائق حتى لملمت حاجياتها وحملت حقيبتها فاستقامت ثم تركت المكان ، وكأن اللاشيء كان بجانبها هناك !
.