عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-2003, 10:20 AM   #8
ابن الرياض
( عضو دائم ولديه حصانه )


الصورة الرمزية ابن الرياض
ابن الرياض غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1720
 تاريخ التسجيل :  06 2002
 أخر زيارة : 21-08-2011 (01:36 PM)
 المشاركات : 2,730 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


أختي الفاضلة / منتهى :
لقد وضعت يدك على الجرح ، وأحسست بإحساسي ، فلك مني تقديري ، ولكن ما أود قوله هو :

إن الحياة واسعة وكبيرة وحلوة ، ولكننا أحيانا تصبح لدينا ضيقة وصغيرة ومملة ، وذلك تباعا للظروف التي نعيشها ، ولكن يظل الأمل هو الأمل الذي نتمنى لقاءه ، ونسعد لقربه ، ونفرح بوجوده ، وأشد الألم أن تفقدي الأمل في أملك ، وأن تشعري أنه سراب ، بعدما كنت تظنينيه ماء زلالا عذبا صافيا ، لدرجة أن المرء أحيانا يشك أصلا وفرعا في وجود الماء في هذه الحياة .

إنني أعلم أنه لولا الأمل لما ضاق المرء بعيشه ، ولكن أعود لأقول أتمنى أن لا يشعر أحد بفقدان الأمل ، أو الإحساس بضياعه :

أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

إنني أرى نفسي بين الناس تختلط بهم ، ولكن .....................

إنني اتذكر دائما مقولة الرسول صلى الله عليه وسلم ( ولكن حمزة لا بواكي له )
فإن لم يكن للمرء من يحميه عند الخطر ، ويقف معه عند الشدة ، وينصره عند الحق ، ويدعمه في حقوقه ، فكيف بالله عليك تتخيلين حياته ؟!

تقولين : معك الله ، فأقول لك نعم المعية التي أكون معها ، ولكن الله مع الجميع ، أنا لا أريد أن أقول بأني أناني أريده لوحدي ، ولكن احساسا وشعورا بداخلي يقول لي : أين الناس مني ؟ وقد كنت منهم كل شيء !

فلان مات وتستمر الحياة
فلان خسر وتستمر الحياة
فلان طلق وتستمر الحياة
فلان مصاب وتستمر الحياة

فلان وفلان وفلان وتستمر وتستمر وتستمر الحياة

لماذا تستمر ؟ ما الذي يجعل المرء يستمر ، ويشجعه على ذلك ؟

إنني أظنه أمرين :
1- الإيمان بقضاء الله وقدره .
2- الصحبة .

كما أظن أن أكبر وأهم سبب يؤدي إلى ذلك الشعور هو الفراغ ثم الفراغ ثم الفراغ ، ويزداد تأثيرا قويا في السلبية إذا كان بخلوة .

قد يجدي البكاء أحيانا ، ولكن إلى متى ؟ وكيف تكون الحياة إن كانت بكاء في بكاء ، وأين الفرح والسعادة المزعومة .

إنني لأفرح عندما أجد السعيد ، وأتقرب منه لأشعر بشعوره ، وأتذوق ما يتذوقه ، وأتمنى أن أراه على هذه الحالة دون تغيير ، على الأقل تسلية لي ، ولو لم أكن سعيدا ، بل إنني أحاول رفع مستوى سعادته ، وأتخيل أحيانا كيف سأكون سعيدا ، وما الذي أريده كي أسعد ، وهل أمره بيدي بعد إرادة الله ؟ .

أرجو ألا أكون قد أثقلت على أحد بكاهلي ، لأنني أعلم أن كلامي كله احساس مكتئب ، وأن مشاعري تشاؤمية ، ولكنني كالمسجون ، أعيش في سجن بلا أغلال سوى الهموم ، ولا قيود سوى الغموم ، مع أن بابه مفتوح ، إلا أنني نسيت كيف أقوم !
نسيت كيف أحرك قدمي !
نسيت هو المشي !

هل عدت إلى الصغر ؟ هل سيأتي اليوم الذي سأنسى فيه كيفية الكلام ؟ واليوم الذي سأنسى فيه الاحساس بمتع الحياة أكثر من نسياني الذي أنا فيه الآن ؟!

الله
أعلم بمستقبلي
وأرحم بي من نفسي


 

رد مع اقتباس