عرض مشاركة واحدة
قديم 24-12-2010, 01:04 PM   #1
د.رعد الغامدي
مستشار


الصورة الرمزية د.رعد الغامدي
د.رعد الغامدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32511
 تاريخ التسجيل :  12 2010
 أخر زيارة : 11-02-2015 (02:59 AM)
 المشاركات : 6,372 [ + ]
 التقييم :  75
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkcyan
الظروف القاهرة والعلاج



الظروف القاهرة والعلاج النفسي

الجدية في طلبه وما هي حدود الدواء



كثيرون ممن يعانون من أتعاب نفسية أيا كانت حدتها

(أي هل هي مجرد أعراض بسيطة أم اضطراب أو مرض)

ويسعون لإيجاد حلول وعلاج لمشكلاتهم يفاجؤو بوجود عوائق

وظروف قاهرة أمامهم ، بل ربما يكون هناك علاقة لمشكلاتهم

النفسية بهذه البيئة القاهرة كوجود أب متسلط أو

أم مضطربة وضعيفة أو ظروف مادية أو مجتمع قاسي،


فيكون الشخص الباحث عن الحلول مثلا يقول: اذا كان ابي هو

سبب علتي فكيف اتوقع منه ان يساعدني؟،

أو يقول: اذا كانت ظروفي المادية هي سبب علتي فأين المفر

وأنا لاأزال فقيرا ولا زالت ظروفي المادية التي هي سبب

مرضي تحول دون علاجي؟،

أو يقول: اذا كان ضعف شخصيتي هو سبب اعتلالي،

فكيف يريدون مني ان أتجرأ وأطلب العلاج وأنا لا أزال ضعيفا؟




إنه وبلا شك هناك درجات من الظروف تتراوح بين البسيط جدا

(الشبيه بالدلع والمبالغة) والشديد جدا (الشبيه بالمآسي والكوارث)

فمتى يمكن ان نقول بأن الظروف تحول دون العلاج؟



ولقد لاحظت من بعض الإخوة والأخوات الذين يطلبون المساعدة

في المنتدى يضعون ظروفهم عوائق دون العلاج.

وتتحول كتاباتهم واستفساراتهم الى مجرد فضفضة وطلب دعاء

وكثرة تشكي رغبة في تعاطف الآخرين معه أو معها،

وتكرار لذكر المشكلة، والشكوى لأكثر من شخص.

وهناك أشخاص آخرون فقدوا الأمل بوجود الحل وأصبحت توجهاتهم

هي لتشكيك المستجدين في طلب العلاج والدعوة للعلاج الروحاني

وعدم أخذ الأدوية والإكتفاء بالأدعية والرقية

والتشكيك في عمل المختصين



إن الظروف القاهرة لا يمكنها بأي حال من الأحوال

أن تعيق طلب العلاج. ومهما كان هناك تسلط ورقابة في

البيت ومهما كان الشخص محطما وضعيفا، فإنه يظل

بداخله مارد متمرد، محتال وطماع ونشيط، يستطيع ان يوجد

حيلة وأن يستيقظ متى ماأحس بأن هناك أمل وأن الخلاص

من المعاناة ممكن وأصبح قريبا من متناول يده.

إن الضروف لا يمكن أن تقهرنا مهما كنا ضعفاء وذلك لأنه

بضوء الأمل من الممكن أن تنتعش قوانا،

وبقدرة المحتال الذكي الذي بداخلنا من الممكن ان نجد طريقة.



ونأتي الآن للحديث عن مثبطات الهمة.

فالبعض يسمع بأن العلاج النفسي يأخذ وقت طويل جدا قد يستمر

مدى الحياة، وقد يسمع بأنه يحتاج بأن يجرب عدد من

الأدوية ليكتشف المناسب له، وقد يسمع بأن الدواء الفلاني

لا يشافي خلال فترة وانما بمجرد تركه تعود الأعراض،

وقد يسمع بأن الدواء الفلاني لا يعمل تحسن الا بنسبة بسيطة

وأنه ليس علاج شافي يعيد الشخص الى سابق عهده بنفسه.

هذا عدا عن الذي يسمع بأن العلاج الفلاني قد زاد من الحالة

سوءا أو كان له آثار جانبية مزعجة أو أنه مخدر ومهدئ...الخ




إن المشكلة الكبرى التي لايستطيع المختصين بالعلاج النفسي

(كالأطباء والأخصائيين والمرشدين وأصحاب الخبرة)

من مساعدة المريض فيها هي رغبته الجادة في العلاج.

نعم هذه هي حدود المعالج والتي لايملك فيها الا التوضيح

للمريض بأن العلاج ليس شيء سيء وأن هناك أمل.

أما أن يجبره بأن يقتنع ويرغب فهذه صعبة وهي بيد المريض فقط

خاصة ان كان مستبصر بحاله وليس فاقد البصيرة كمرضى الذهان.




فأنت يامن تتلذذ بتعذيب نفسك في الظلام وتضع العوائق
واحدا تلو الآخر،

وأنت يامن تجيد فن التشكي ولا تحب الأخذ بالنصائح،
تجيد وتحب أن تقول ولا تجيد ولا تحب ان تسمع،

وأنت يامن تحب لفت الأنظار اليك واهتمام الناس بك والسؤال
عنك والإحساس بك، ولا يهمك الناس بأكثر من ذلك،

وأنت يامن وجدت في المرض النفسي طريقة حلوة
لاكتساب حب الناس وتعاطفهم معك وربما تحقيق
مصالح نفسية من وراء ذلك،

وأنت يامن جعلت الظروف عائقا مستحيلا
لا يمكن ايجاد حل معه،

وأنت يامن فقدت الأمل والفائدة في العلاج وأصبح
أملك معلقا في حدوث معجزة الهية أو عمل سحري أو حبة
دواء خارقة تعيدك للماضي،

وأنت يامن تعرضت لشيء لا يمكن نسيانه أو محوه من الذاكرة
وقد خلف شرخا كبيرا في نفسك أو شخصيتك وطمأنينتها،

أنتم جميعا أقول لكم أفيقوا من هذا الظلام..
أفيقوا من تلقاء أنفسكم ان رغبتم بالتحسن والبحث عن الحلول.




إن أسوأ المشكلات النفسية على الإطلاق التي يصعب

محوها من الذاكرة هي مشكلة اساءة معاملة الأطفال

والعنف الأسري والإعتداءات الجنسية، ومع ذلك لا نستخف

بمشكلات الاكتآب والقلق وما يسببانه من انهيارات عاطفية

وتدهور في الشخصية قد لا تكون شدتهما أقل من شدة

من حصل عليه عنف أسري أو اعتداء جنسي،

ومن أسوأ المشكلات وجود رب للأسرة متسلط لا يمكن

التفاهم معه ولا يترك أفراد اسرته يعيشون حياة كريمة خالية

من الخوف والتسلط والرقابة.


ومع هذا كله يظل هناك حل لمن أراد الحلول،

الا وهو حل التعايش مع المشكلة والتعايش مع الواقع المفروض

وعمل تعديل في الشخصية والسلوك بمساعدة دوائية

واستشارات نفسية وهذا فقط للراغبين في العلاج وليس

لفاقدي الأمل والساعين الى تحدي المعالجين

ووضع الأشواك في الطريق



أرجو التثبيت والمشاركة بإبداء الرأي والنقد والمداخلة

الدكتور: رعد الغامدي

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس