عرض مشاركة واحدة
قديم 03-02-2011, 11:20 PM   #33
فلة العمر
عضـو مُـبـدع


الصورة الرمزية فلة العمر
فلة العمر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 32548
 تاريخ التسجيل :  12 2010
 أخر زيارة : 07-10-2013 (01:19 AM)
 المشاركات : 490 [ + ]
 التقييم :  12
لوني المفضل : Cadetblue


التحرر من قيود الوسواس القهري

مرضى الوسواس القهري تهاجمهم الهواجس obsessions والدوافع القهرية compulsions. وتستمر الهواجس على الدوام، فهي أفكار غير مرغوب فيها تشمئز منها النفس - تدور غالباً حول العنف، أو الجنس، أو الدين، أو الضياع - والتي تكون مصادر لمزيد من القلق.



بسم الله الرحمن الرحيم


اضطراب الوسواس القهري

Obsessive-Compulsive Disorder (OCD)

تعريف الوسواس القهري: الوسواس القهري أحد الأمراض العصابية التي يعلم فيها المريض علم اليقين بعدم صحة أفكاره. ويأتي المرض عادة في هيئة أفكار أو اندفاعات أو مخاوف، وقد يكون في هيئة طقوس حركية مستمرة أو دورية مع يقين المريض بتفاهة هذه الوساوس ولا معقوليتها، وعلمه الأكيد أنها لا تستحق منه هذا الاهتمام، ومحاولة المريض المستمرة لمقاومة هذه الوساوس وعدم الاستسلام. ولكن مع طول مدة المرض قد تضعف درجة مقاومته، وقد تترتب على إحساس المريض بسيطرة هذه الوساوس وقوتها القهرية مشاكلُ اجتماعية والآم نفسية وعقلية.

و لم يحدد الطب النفسي السبب الأكيد لحدوث هذا الاضطراب ولكن وضع بعض الأسباب الممكنة وهي: الوراثة ، العامل الفسيولوجي (وجود كهربة نشطة في لحاء المخ)، طبيعة الشخصية، المشاكل الاجتماعية.

أما المتخصصون في العلاج الروحي فيربطون هذا الإطراب و خاصة وسواس العقيدة. إلي الشيطان وانه هو سبب هذه الوسوسة قال تعالى (من شر الوسواس الخناس) و يخنس هذا الشيطان من الوسوسة مع الذكر و التعوذ من الشيطان و الرقية الشرعية.

ونقصد بوسواس العقيدة مثل :

وسواس الوضوء و الصلاة فيشك المريض انه لم يقوم بالوضوء بالشكل الصحيح فيكرر الوضوء أكثر من مره أو يبالغ في الوضوء فيستغرق وقت طويل مع قدر كبير من الماء. و بالنسبة للمريض عملية الوضوء مجهدة و قلقلة وغير مريحة لنفسه. فيمكن سماع حديث شريف مثل (ويل للأعقاب من النار) أن يجعله يغسل قدمه إلى نصف ساقه ويبالغ في التطبيق. وبعدها تأتيه فكره انه قام ببدعه و سوف يأثم فيعيد الوضوء من جديد. و تسيطر عليه فكرة أنه خرجت منه نجاسة أو ريح ويحتاج إلى إعادة الضوء مره ثانية أو الغسل بشكل كامل حتى يزيل الشك. فغالبية من يعاني من الوسواس الوضوء يستغرق على الأقل 30 دقيقة من المعاناة قبل كل صلاة. و أثناء الصلاة يشك انه لم يكبر بالشكل الصحيح أو لم يقرأ الفاتحة أو لم يسبح الله بالسجود. فقطع الصلاة و يعيدها من جديد فمن يعاني من هذا الوسواس يقوم بقطع الصلاة وإعادتها كثيراً فقط بسبب أفكار مسيطرة لا حقيقة لها.

وسواس اتجاه الخالق سبحانه وتعالى: فتظهر لديه أفكار تشكيكي حول الله سبحانه وتعالى. مثل سؤال : من خلق الله؟ وتصير عليه الأفكار حتى يصل إلى مرحلة يسب الله والعياذ بالله وهو يحاول أن يبعد هذه الأفكار عنه ولكن يكون ضعيف أمامها. وهذه الأفكار تشعره انه إنسان سيئ و خارج عن الملة.

عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( من وجد من هذا الوسواس، فليقل: آمنا بالله ورسوله ثلاثاً فإن ذلك يذهب عنه ) رواه أحمد وصححه العلامة الألباني





و يوجد أنواع أخرى من الوسواس القهري مثل :

1 ) النظافة : من يعاني من هذه الأفكار المسيطرة يعاني من الخوف من الجراثيم والأمراض. فكل شيء بالنسبة له خطر و غير نظيف و جراثيم وممكن يؤدي إلى أمراض وهذه الأمراض مميتة. فبجب عليه حماية نفسه و أسرته من هذا الخطر. ومن يعاني من هذا الوسواس يخشى الأماكن العامة التي ممكن تكون مصدر لجراثيم و يمنع نفسه من الاستمتاع بالحياة.



2) وسواس المرض: من يعاني من هذا الوسواس دائما يزور الطيب و يشك لأنه يشك انه يعاني من مرض مميت مثل السرطان أو الإيدز أو فلونزا الطيور. فتجد عندما يعاني من أعراض بسيطة مثل صداع أو فلونزا بسيطة ممكن أن يتخيل أنه بداية أعراض مرض خطير و لا يهدئ إلا بعد عمل جميع الفحوصات ومراجعة أكثر من استشاري مختص لتأكد من النتائج.


3) وسواس الشك والأفكار المرعبة: من يعاني من هذا الوسواس يشكل في كل شيء و حتى في نفسه. فيشك انعه لم يقفل الباب و بالرغم انه عاد وتأكد فبعد دقائق تعود له الوسواس أنه لم يقفل الباب جيداً أو نسى الغاز مفتوح. أو تسيطر عليه أفكار انه سوف تكون نهايته بشعة و وسف يموت هو وأسرة في حريق أو حادث مؤلم وغيره من الأفكار السلبية.



الحرية من قيود الأفكار المسيطرة:


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


والآن بعد هذه المقدمة البسيطة ، يكف ممكن أن نتحرر من قيود هذه الأفكار المسيطرة من خلال تقنية الحرية النفسية؟

الوسواس القهري في الحقيقة ليست المشكلة الأساسية وإنما هي نتيجة و العرض الظاهر لنا.

و اشرح هذه الفكرة بالطاولة. فالطاولة تحتوي على سطح و قواعد (أرجل). فالوسواس القهري هو سطح الطاولة أما أرجل الطاولة هي المواقف المؤثرة التي سببت في ظهور المشكلة. فلا تحدث المشكلة (الوسواس القهري) بدون سبب و مواقف أثرت على هذا المريض.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


مثلا في وسواس المرض أجد كثيراً ممن يعاني من هذه المشكلة فقط شخص قريب من مرض السرطان أو شاهد برنامج تلفزيوني سبب له الرعب. وخاصة بعض النساء عندما يشاهدون برنامج عن سرطان الثدي يسبب لهم هذا البرنامج نوع من الخوف و التي تتحول مع استمرار الأفكار السلبية إلى وسوس المرض.

فالخطوة الأولى : البحث عن جميع المواقف التي أثرت على المريض في الماضي و تطبيق تقنية الحرية النفسية عليها لتحريرها جميعها و حين التعامل معها جميعاً نكون تحررنا من الأسباب التي أدت إلى وجود المشكلة في الأساس (أرجل الطاولة). وهذا سوف ينتج عنه أن المشكلة تتلاشى و تخفي لأنه لا توجد أرجل تدعمها.

مثال : وفاة عمتي من سرطان الثدي. مستوى الانزعاج 10 /10 .

بعبارة الإثبات: بالرغم من أن عمتي توفت من سرطان الثدي فانا أتقبل نفسي تماماً وبعمق.

الربت : على نقطة الحاجب: مع ذكر العبارة التذكيرية : عمتي توفت من سرطان الثدي.

نقطة جانب العينين: عمتي توفت من سرطان الثدي.

نقطة تحت العينين: عمتي توفت من سرطان الثدي.

و يستمر التطبيق على جميع النقاط مع جولات لاحقة حتى يزول الانزعاج كلياً و يصل إلى 0/10

و يتم تكرار التقنية حتى تتحرر منها كلياً. و لا تشعر بأي خوف من الخبر.



الخطوة الثانية: التطبيق على الأفكار المسيطرة (سطح الطاولة)

مثلاً فكرة أنني أعاني من مرض السرطان. مستوى الوسوسة 10/10

عبارة الإثبات: بالرغم من أنني اشك أنني أعاني من مرض السرطان فانا أتقبل نفسي تماماً و بعمق.

الربت : على نقطة الحاجب: مع ذكر العبارة التذكيرية : اشك أنني أعاني من مرض السرطان.

نقطة جانب العينين: اشك أنني أعاني من مرض السرطان.

نقطة تحت العينين: اشك أنني أعاني من مرض السرطان.

و يستمر التطبيق على جميع النقاط مع جولات لاحقة حتى يزول الانزعاج كلياً و يصل إلى 0/10



فالفكرة المسيطرة هي عبارة عن فكرة مرتبط بها مشاعر سلبية أي خلل في مسارات الطاقة. فحين تسيطر فكرة معينة فأن مسارات الطاقة تضطرب و الربت على هذه المسارات تزيل الاضطراب بإذن لله تعالى.

والمهم أن تعلم أن الوسواس القهري هو نوع من أنواع العادات الذهنية. فالفكرة تصبح مع الوقت متكررة لدرجة تصبح جزء من حياته ومن هويته. فيحتاج المريض أن يستمر بعض الوقت ( ممكن أسابيع) وهو يطبق التقنية على أي فكرة مسيطرة لتحرر منها.

ومع مرور الوقت سوف تقل هذه الأفكار السلبية و تلاشى كلياً بإذن لله تعالى.

ومن الأشياء التي أوصي أيضا مراجعيني الذين يعانون من الوسواس القهري. هو لبس في ساعدهم مغاطة (مثل لبس الساعة) وحين تسيطر عليه الفكرة في مكان عام أو في وقت لا يستطيع تطبيق التقنية أن يقوم بلسع نفسه من خلال سحب المغاطة و تركها لتسبب قليل من الألم في الساعد وهذا سوف يسبب تغير الانتباه من الفكرة المسيطرة إلى الألم البسيط في اليد. و غير مسار التفكير الذهني و يكسر سلسلة الافكار.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وتسمى هذه الطريقة كسر إستراتيجية التفكير و الخروج من حلقة الأفكار السلبية.



التوصيات:

1) الذكر و الرقية الشرعية دائماً. والتوكل على الله حق التوكل.

2) تطبيق تقنية الحرية النفسية على جميع المواقف والأحداث السلبية في الماضي (ارجل الطاولة)

3) تطبيق تقنية الحرية النفسية بشكل يومي على جميع الأفكار السلبية التي تظهر. (سطح الطاولة)


وقد جربت التقنية خصياً بنفسي وأعطت نتائج طيبة ولله الحمد

وهو منقول .. بقلم الدكتور الفاضل : حمود العبيري

4) إستخدام مغاطة لكسر حلقة التفكير السلبي.