الثقة بالله سبحانه وتعالى ..
بلسم الروح المعنى ومعين الروح المتعبه
الثقة بالله سبحانه
هي اعتماد القلوب العارفه لله سبحانه وسكونها اليه لمعرفتها بأسمائه وصفاته
حتى تجد الواثق بالله العارف له يسبح في ايات الله ولا يمر بأيه يقرأها ولا يرتلها او يتاملها الا وجد فيها ما يخبره بصفات الله سبحانه فيزيد ثقه بالله سبحانه ويزداد قوه بالله واعتمادا عليه ولو كان حال هذا الواثق بلاء في بلاء وهم في هم وغم في غم ..
يسكن عند ايات الله فأن ذٌكّر تذكر وسكن
وان بٌلي ثبت ووثق ..تجتاح قلبه قوه من عند الله سبحانه
ويخوض خضم الحياه بصعابها وحلوها ومره بثقه بالله
فلا يهوله البحر الهادر ولا خضم المصائب
ولا يكدره ليل البلاء فهو في ثوب النعمة يرفل بنعيم قلبه
بل يجد في عمق البلاء نعمه ونور وهدى وخيرا عظيم ويفتح الله بصره وبصيرته وقلبه لخير لا يدركه غيره
كابن تيميه فما جعل السجن وقضبانه الا خيرا عميما فهو جنة الخلو بالله
ما يصنع اعدائي بي انا جنتي وبستاني في صدري اينما ذهبت في معي
وتتحول النقمه في نظره الى نعمه
سجني خلوه
ونفي سياحه
وقتلي شهاده
وتتغير الحقائق المؤلمه لتصبح في عين الواثق بالله وبنصره وبما عنده نعيما لا ينفذ وقرة عين لا تنقطع ..
للقلب هنا مستراح ..
بين مثل هذا الحديث يعظم الله في القلوب وتهون كل البلايا وكل الهموم والغموم
من مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم في همه وحزنه وغمه
يموت سنده وعمه وتتكالب عليه جموع المشركين وتموت سنده خديجه الزوج الحنون الرؤم ويموت ولده ابراهيم فيبكي ويبقى سنده الله
( ولسوف يعيط ربك فترضى )
من وثق به واعتمد عليه ولسوف يعطيك
ولسوف يرضيك
وتقر عينك
ويزول همك وحزنك وتبتسم برغم كل ما ترى من مصائب
فالقلب مشهود بثقته حيي بذكره والسان داعي لربه ومن كان هذا حاله...
( وما كان ربك نسيا ) ايها الواثق ..
فلا تدلهم بك الخطوب حتى تعميك عن خير الله سبحانه ووعده ونصره وفرجه وقربه ولذة حبه واصطفاءه ..