الجنس : * إمـرأة متزوجـة *
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
إن مدى انتشار تعرض المرأة للعنف مثير للجدل في جميع دول العالم ومنها منطقتنا العربية والخليجية بالخصوص وجزيرتنا العربية بالتحديد، ومن السهل انتقاد الدراسات عن شيوع وانتشار هذه الظاهرة في الدول المختلفة من قبل الخبراء، بسبب عدم الاتفاق على تعريف معنى العنف او معنى الاساءة واشكالها، وكذلك بسبب التأثير العاطفي والاخلاقي على القدرة على الحجة والحكم العقلي السليم عند التعامل مع هذه الحالات، ورغم اعتراف جميع المهنيين بوجود مسائل مثيرة للجدل حول العنف الذي تعاني منه المرأة العربية وخاصة العاملة ، الا اننا نتفق على انه يشكل مشكلة صحية، اجتماعية، وقانونية منتشرة بمجتمعنا، ليست مرتبطة بالدين او العرق او المستوى الثقافي او الاقتصادي، وان الاعم الاغلب من الحالات لا تصل، "مطلقا" لعناية واهتمام المسؤولين في أي بلد .
فالمرأة العاملة المتزوجة هي أتعس حظا من المرأة العاملة غير المتزوجة من حيث ماذكرت آنفا .
ان فهم طبيعة واسباب العنف الموجه للمرأة، هو امر ضروري لاي مهني يعمل في مجال الحقل الأجتماعي (مثلا)وهذا الامر كان وما زال تحديا كبيرا لبعض زملائي الذين أعرفهم عندما كنا نتناقش حول عمل المرأة خارج منزلها وخاصة عند إحتكاكها بارجال .
واذا كان هناك حقيقة وحيدة تم التوصل اليها خلال نقاشاتي مع الزملاءفهي انه لا يوجد سبب واحد مباشر لحدوث العنف، وليس له علاقة بالمستوى الاقتصادي الاجتماعي او بالدين او بالعرق، حيث ان حدوثه يعتمد على عوامل متعددة :
= تصادم العائلة، وهذه العوامل تتفاعل وتعزز بعضها البعض، لينتج عنها العنف ضد المرأة، وعليه فان العنف يتولد نتيجة تفاعل "عوامل خطورة" تتراوح بين الرجل المسيء والمرأة والمحيط الذي تعمل فيه ، وقد تكون عزباء ولكن تشيع في المجتمع الذي تعمل فيه أنها إمرأة "متزوجة" !!
إن خوف المرأة المضطربة من عنف الآخرين عليها يدعوها غالبا لذلك حتى تشعر العدو أن لها سندا سيأخذ بحقها منه وأقصد من ذلك الأعتداء الجنسي.
العنف الجنسي ضد المرأة هو أيضا إحدى أنواع العنف الغير عشوائي، حيث يستهدف المجرم، المرأة بدافع جنسي، بالإضافة لكونه اعتداء على حصانة جسم المرأة، هو أيضا اعتداء على الأخلاق والآداب العامة0 وأبشع أنواع هذا العنف هو الاغتصاب الذي عرف بالقانون السماوي على أنه مواقعة رجل لامرأة، غير زوجة، مواقعة جنسية كاملة دون رضاء صحيح منها بذلك، أما جريمة هتك عرض المرأة فهي الفعل الجرمي الذي يقع مخلاً بالحياء العرضي للمجني عليها ويستطيل إلى جسمها فيصيب عورة من عوراتها، دون أن يصل للمواقعة الجنسية الكاملة.
شكل آخر من أشكال العنف الجنسي هو خطف المرأة بالتحايل والإكراه، والاعتداء عليها بالاغتصاب أو بهتك العرض أو بالمواقعة ويشكل هذا بالإضافة لكونه اعتداء على حصانة جسم المرأة، اعتداء على الحرية الفردية التي صانها وكفلها أي قانون سماوي تشكل الجرائم السابقة اعتداء على الحرية الجنسية للمرأة وعلى حريتها العامة وتلحق الأذى بصحتها النفسية والجسدية وبشرفها وتقلل فرص الزواج لها وتزعزع استقرارها العائلي وأمومتها.
خلاصة ما أقول أن التمسك بالعادات والتقاليد وفق ضوابطها الصحيحة هو مايدعوا كل فتاة أن تتمسك بدينها وتحفظ عليها أمانتها العقلية والجسدية .
فالمرأة المتزوجة هي نفس المرأة غير المتزوجة من حيث :
= التفكير
= الإبداع
= القوة
= الأنتاجية
= الأخلاق ..
ولكن مايميز الأثنين هو :
الصدق والتعامل مع النفس أولا ثم مع الرجل من حيث أنه رجل كان زوجا أو أخا أو زميلا أو محرما .
ليس كل إمرأة متزوجة حقيقة أنها سعيدة ، والعكس أصح .
|