عرض مشاركة واحدة
قديم 16-07-2003, 10:20 AM   #1
إسماعيل رفندى
عضـو دائم ( لديه حصانه )


الصورة الرمزية إسماعيل رفندى
إسماعيل رفندى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2423
 تاريخ التسجيل :  09 2002
 أخر زيارة : 30-12-2012 (12:07 AM)
 المشاركات : 591 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
التفوق الروحي والإيماني طريق الجهاد والعزة والسيادة



التفوق الروحي والإيماني طريق الجهاد والعزة والسيادة
بقلم الشيخ محمد عبد الله الخطيب



الجهاد في الإسلام، هو الجهاد المثمر اللائق بجدية هذا الدين، وهو عهد معقود بعنق كل مسلم، وهو يقوم على قاعدة الإيمان بالله، والذين يحققون معنى الجهاد هم قوم تتمثل فيهم الصفات الإيمانية الأصيلة.
قال تعالى: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)(التوبة:112)، على هذا المستوى يقوم الجهاد وتتفتح البصيرة، ويتم الوفاء بالعهد مع الله.
يقول ابن الأثير في الكامل "جـ 2 " في معركة اليرموك: "كان الروم في مائتي ألفٍ، وأربعين ألف مقاتل، منهم ثمانون ألفًا مقيدون، وأربعون ألفًا مسلسلون للموت، وأربعون ألفًا مربوطون بالعمائم؛ لئلا يفروا، وثمانون ألف راجل"، أما عن الجيش الإسلامي فيقول في نفس المصدر: "فصاروا ستة وثلاثين ألفًا، سوى عكرمة – رضي الله عنه – فإنه كان ردءًا لهم".
وحين نظر أحد الجنود من المسلمين إلى أعداد الروم الهائلة: قال: "ما أكثر الروم، وأقل المسلمين؟"، فقال القائد المؤمن العظيم خالد بن الوليد رضي الله عنه: "بل ما أكثر المسلمين وأقل الروم، إنما تكثر الجنود بالنصر وتقل بالخذلان، لا بعدد الرجال" المصدر السابق.
لقد تعلمنا من أسلافنا رضوان الله عليهم: أن رسالة الجهاد في سبيل الله ملازمة للحياة، والجهاد لا ينتهي أبدًا حتى يخرج آخر نفس من البدن، وإن كنت في شك من هذه الحقيقة فاسأل نفسك "أين مات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وأين دُفنوا؟ وأين هم؟ إن البقيع لم يضم بين ترابه سوى عدد قليل منهم، فأين المائة وأربعة وعشرون ألفًا الذي صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع؟ إنهم متناثرون في بقاع الأرض، قبورهم شاهدة علينا إلى يوم الدين.
إن رسالة الجهاد مستمرة، حتى يأتي الدجال، وحتى يرث الله الأرض ومن عليها، وكل المسلمين مقصرون ما دامت أية بقعة كانت إسلامية، وأصبحت تحت حكم غير المسلمين، وكل مسلم محاسب عن الأندلس كيف ضاعت؟، وعن أفغانستان كيف دُمرت؟، وعن قلب العالم الإسلامي أرض الإسراء فلسطين كيف داسها اليهود ودنسوها؟، وأذاقوا أهلها صنوف العذاب، ومحاسب عن السودان وما يدبره "جون جرنج" من فتن وافتراءات، ومن ورائه أمريكا والغرب، ومحاسب حسابًا شديدًا عن العراق اليوم، والتدمير والقتل والخراب والدماء، ثمن باهظ يدفعه شعب مسلم شقيق، ويجب أن نعلم أن ما ينزل بالعراق – إن لم نستيقظ لرد الطغيان – سيستمر غدًا إلى الدول العربية الأخرى، التي طال سكوتها – عن قوى البطش والطغيان والدمار والعدوان، يقول بوش: "إن العراق تُقدم اليوم كنموذج لما يمكن أن يحدث لدول المنطقة".
ماذا نريد من الأمة حتى تقف في صفوف المجاهدين، وترفع راية الإسلام ويتنزل عليها نصر الله؟، نريد أول ما نريد، يقظة الروح، وحياة القلوب، وصحوة إيمانية حقيقية، في القلوب والوجدان والمشاعر، نريد نفوسًا قوية فتية، نريد قلوبًا خفاقة، شاعرة غيورة ملتهبة متأججة، وأرواحًا طموحة متطلعة متوثبة، تتخيل مثلاً عليا، وأهدافًا سامية، لتسمو نحوها وتتطلع إليها، ولابد من أن تحدد هذه الأهداف والمثل، ولابد أن تحصر هذه العواطف والمشاعر، ولابد من أن تركز حتى تصبح عقيدة، لا تقبل جدلاً، ولا تحتمل شكًا، أو ريبًا، وبغير هذا التحديد والتركيز ستكون مثل هذه الصحوة، مثل الشعاع التائه في البيداء لا أضواء له ولا حرارة فيه، قال الله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)(الحجرات:15)
--------يتبع-----

المصدر: نفساني



 

رد مع اقتباس