أختيتي ... يعيش المرء فينا وهو يعتقد أنه الوحيد الذي عاش في ظروف أسرية سيئة فتظل رحى الذكريات المؤلمة تطحنه مستشعرا أنه ضحية وأنهم هم المذنبين المخطئين والقضاة الظلمة الذين حكموا علينا بالإعدام...وننسنا أننا حتى علاقتنا مع بعضنا هو اختبار من الله عزوجل
أخيتي لست بصدد تبرئة الوالدين ...ولست بصدد التحليل النفسي لاني لست أهلا له - ولكن سأناقشك من واقع تجاربي في الحياة
أريدك أن تنظري لنافذة أخري في قضيتك... أو ليست هذه الظروف الماضية يعلمها الله وقدرها عليك وعلى غيرك من البشر .. اختبارا وابتلاء وتمحيصا .. انت لا تعلمين ما هي الظروف التي قادتهم لهذه التصرف ( نشأتهم - تربيتهم )...
نبش الماضي لن يزيدك إلا ألما ... ولكن أريدك أن تسألي نفسك ما هو واجبي الآن اتجاه أسرتي ؟؟
من يعلم قد تكوني أنت من ينتشل هذه الأسرة للنور والسعادة ؟؟ وقد يكون هذه البلاء هو طريق دخولك للجنة ونيل رضا الرحمن
اعتبري نفسك ضيفة مصلحة لأسرتك وادفني الماضي ولو لأيام واستعيني بالله استعيني به ..أسأليه بصدق وإخلاص أن يطهر قلبك اتجاه والديك وأن يملأه حبا لهما ادعي في السجود ألحي ... وامسكي زمام المبادرة لا تنتظري عطف وحنان بل أعطي ... فالله شكور يجازي الكثير على العمل القليل لمن صلح وأخلص لوجهه الكريم
وعندي تعليق على قولك
"لكن اذا رحت للطبيب ابكي اترجاه لان هو الوحيد الي احس فيه بصيص امل وبيده معجزه تخلصني من معاناتي "
أخيتي من اعتقد بشيء وكله الله إليه وأتمنى ألا يكلك الله إلا إلى وجهه الكريم
أهمس لك أتمنى أن هذا الشعور بالضعف والافتقار والبكاء يكون بين يدي الله في السجود استشعري أنه عزوجل وحده القادر على تفريج كربك نحن فقراء نشكي لفقراء مثلنا لا يملكون شفاء ولا حياة ولا نشورا ولكن العزيز الرحمن هو الذي بيده أزمة الأمور... بيده وحده مفاتيح القلوب والقادر على تغيير الحال بإذنه.....استعيني بالصبر والصلاة كما أوصانا الله فهي شفاء كل بلاء
قال تعالى " وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا "
يقول ابن القيم – رحمه الله – : ” إذا تأملتَ مراتب الكمال المكتسب في العالم رأيتها كلها منوطة بالصبر، وإذا تأملت النقصان الذي يُذمُّ صاحبُه عليه ويدخل تحت قدرته رأيته كله من عدم الصبر، فالشجاعة والعفة والجود والإيثار كلُّها صبر ساعة، وأكثر أسقام البدن والقلب إنما تنشأ من عدم الصبر، فما حفظت صحة القلوب والأبدان والأرواح بمثل الصبر، ولو لم يكن في الصبر إلامعية الله مع أهله : ( إن الله مع الصابرين )، ومحبته لهم : ( والله يحب الصابرين )، ونصره لأهله : (فإن النصر مع الصبر )، وإنه خير لأهله : ( ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) لكفاكم ذلك.
دمت في حفظ الرحمن