فـلسـفــة الألم ، الذي يعقبـه من بكـاء
بــعد السـلام ، والتــحــيــة :
* أســعـد اللــه صـباحـك بكـل خـيـر ..
* مــــداخلــتك الاخـيــرة غــداً سـتـري تعـقـيـبي عـليـهـا .. وقــد أبــدع قـلمــك لأنــك مـارســتِ الـبـكاء ، وأنـا فـخــور بـذلـك لأنــك مــزّقـت مـا ُيـغــلّــف صــتدركِ .
* المــقـاطـع الـتالـيــة كتـبــتـهـا للـمـداخـلات الــسابــقــة :
المـقـطـع الأول :
* ليس الحديث عن ما يعرف بــ " بـوّابـة الألـم " لمزاك ، وول .. المتعلقة بالتنبيهات المثيرة للألـم الوارد من المحيط إلى الدمـاغ !! ... المداخـلات من بـعد اجتماعي كـثـيف لمفاهيم تراكمـت من ثـقـافـة أورثـتـنا " جيناتِ " اجتماعية مكتسـبة ، أخذت خاصيـة " الجينات البيولوجية " كـلـون العين ، والجلد .. فاستدخلناها ، وما زلنـا نـتـقـيؤها للأطفال حتى تبلورت كالمسالك العصبية الثابتـة التي تـوعـز لـلـبيئـة التي نتعايش فيها إلى جمـاجمنـا الممـتلئـة بالخـدر .. والخـوف ..والتـوجس .. والعيـب .. والضـعـف .. والتـردد .. واللاشـيء في القـدرة عن التعبير عن مشاعـرنا .. والكـبرياء المشـروخ الذي نـداريـه خلف انتماء نـلوك فـيـه " كـنا ، ونحـن " .. فـينتابنا الألـم ، ويتـضـخـم فنـحُـسُ بالمنـبه ، ونـدركـه فتتكون الاستجابة استـنـهاضـاً لمفاهيـم قاسـية تعـيق المسار في تلقائـيـته كي لا تسقـط دمعتـنا ، وتُخـتلس عبرتـنا دون أن نعـرف ... نـقسو على الذات عقاباً لها أو خوفاً منها انتصارا لمفاهيمنا العتيـقـة ... نخادع الذات بأنـنا أقـويا ، وتوكـيديين ( بلغـة علم النفس ) لأنـنا تفرّدنـا عن الآخـرين الذين نسمـهم بالضعـفاء المثـقلين بالدموع كالأطفال الرضـّع !! .
* المـقـطـع الـثـانـي :
* مـفاهيمنا هي التي ترسل إلى المخ ليس لـتثــير الإحساس الناتج من الموقف الذي من طبيـعته يحـدث الألم ، وإنـما لتضع الحواجز ، والعـراقـيـل فـيبـقـى الألـم متجـمداً فـتـنغـلـق المسارب للـتـنبـيـهـات المـوجعـة من الموقف أو لا تـرسلـها أصلا إلى مراكـز المخ لـكثافـة المفاهيم ، والنصائح التي تـتـراء على الذات كسياط حارقـة تمارس الجلـد دون توقفِ .. لتـستجـيب الذات بالإنسحاب بعـيداً عن الآخرين حتى لا يروا عجـزنا !! لا يـروا الدمعـة تغـرغـرُ في مقـلتـينـا !! هــناك في آخـر البيت .. تنـكبـّي بيـن ركبتـيك ترتشـفِ دمـوعاً من داخلك إلى داخـلك !! ثـم تقـف شامخـة تزهـينـا بأنـك تجـاوزتِ الضـعف ، والألـم مغـلّـفُ لشـحـنـة إنفـعاليـة يا خـوفـي من تـنـاثـر شـظاياهـا .
|