عرض مشاركة واحدة
قديم 16-01-2014, 08:39 PM   #14
"الفارِسة"
عضو نشط


الصورة الرمزية "الفارِسة"
"الفارِسة" غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 45833
 تاريخ التسجيل :  01 2014
 أخر زيارة : 13-10-2022 (07:34 AM)
 المشاركات : 84 [ + ]
 التقييم :  50
لوني المفضل : Cadetblue


كنتُ أحتقر نفسي احتقارًا لا يعرفه إلا مرضى الاكتئاب الحاد، حتى إني كنتُ أسخر من نفسي سخرية شديدة جدًّا، و أضحك على ذلك، و أتصرف تصرفات هبل لا يفعلها إلا الأطفال أو المهبولون -هذا إذا كنت وحدي فقط-، كنتُ أرى نفسي -بدون مبالغة- أسوأ من إبليس نفسه، و كنتُ أراني شرًّا من أن ألج جهنم أصلا .. أنا أحقر و أشرّ من ذلك. لم كنتُ أشعر بذلك؟ بسبب الوساوس العقائدية التي كنت مصابة بها و وسواس سب الذات الإلهية .. كنت أصلا أكسل أن أذهب إلى الطبيب لمعالجة هذا الأمر لبرودي مشاعري و عدم اكتراثي لهذا الأمر حقيقة، و لأن هذا الأمر يعني أني سأنزع نفسي من الفراش و لذة النوم و هذا مما يستحيل أن أوثره على شيء من أمر الدنيا و لا الآخرة وقتها ..

كما قلت فقد تبلدت أحساسيسي .. ليذهب العالَمون طُرًّا إلى الجحيم و ما يهمني أنا من ذلك؟ لا يهمني قُلامة ظفر. ما دمتٌ آكل و أنام، فذاك يكفيني.

ازداد وزني من 45 كجم إلى 67 كجم يعني أكثر من عشرين كجم، فما عدتُ أهتم بمنظري بعد فقداني لقوامي الحسن، لا أذكر أني اشتريت ملابس جديدة نوبة اكتئابي أصلا، كنت أكره مظهري جدًّا و أشمئزّ منه. بحياتي ما زاد وزني عن ال50 كجم. فإذا هو فجأة فوق ال60 كجم. أساسًا ما كنت أحتاج إلى ملابس لأني لم أكن أغادر البيت إلا قليلا، طوال الوقت في البيت أنام و آكل.

كنتُ طوال الوقت صامتة حتى عند ذهابي لزوارات العائلة .. أبقى هكذا أحدّق بالناس، تحديقًا غريبًا يحسون به و يستغربون منه بطبيعة الحال .. أنظر إليهم و هم يتكلمون و "يعيشون"، لديهم وظائف، أبناء، أصدقاء، "اهتمامات"، هوايات، و ليس لي من أحدها نصيب .. أما أنا، فقد انتهت حياتي. أذكر أني مرة و قد كانت عندي مفكّرة أكتب فيها أحساسيسي و مذكراتي، كتبتُ فيها كلمة تؤثر بي للآن كلما أتذكرها .. كتبتُ "ثم ماتت أنفال .." ..


 

رد مع اقتباس