29-02-2004, 10:32 AM
|
#246
|
عضـو مُـبـدع
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 2272
|
تاريخ التسجيل : 08 2002
|
أخر زيارة : 04-05-2009 (01:16 AM)
|
المشاركات :
366 [
+
] |
التقييم : 10
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله ورحمته وبركاته اخيتي بركان..
اعتذر عن تأخري عن الرد.. تعرفين ,,, الأولاد والبيت ..
عزيزتي ... يشرفني أن أكون صديقة لكي.. وسعيدة جدا انك تتقبلين كلماتي البسيطة
عزيزتي... اشعر بكل ما تعانيه .. فانا مررت بكل الآلام التي تشعرين بها...
لكن دعيني أقول لكي عن تجربة...
إن الشخص الذي يحس انه في خطر الوقوع فريسة للانهيار يرتكن أكثر فأكثر إلى الجوانب التي لا يمكن احتمالها من المشكلة , وبالتالي فلا يجد ثمة حلا لها.
وأيا كانت المشكلة ، فهي إذا كانت جد خطيرة لتؤدي إلى الانهيار.فأنها لتقلقك بحيث بين حين وآخر ، وكلما ركزت انتباهك عليها وفكرتي بها ، فأنكي تصابي بالرعب. وبعد فترة تبدئين تحسين بالانعصاب الجسمي ومن جراء الخوف المستديم عندك تشعرين بالتوتر وبالغثيان وتشعرين إن لبك يصطفك.
فالإحساسات هذه تأتي أول الأمر بصورة أساسية عندما تبدئين تفكرين بمشكلتك وبما يتعلق بها ، بحيث إنها تصبح تدريجيا لا تحتمل . وتكون مصحوبة بمثل هذه الإحساسات الجسمية المزعجة...
ولهذا فأن يومك يصبح مكفهرا بغبار مأساتك...
ولعلك تنسينها لحظات فتغتبطين..ولكن ما أسرع ما تتذكرينها مجددا وأنت في غمرة سعادتك وغبطتك... فيغوص قلبك إلى اعماقة كما يغوص الرصاص في أعماق اليم... فتحسين بأنك أشبة بالإنسان الغريق يكافح ليعلو إلى سطح الماء من اجل الهواء، لكنه سرعان ما يغرق إذ يبتلعه الماء ثانية.. ولعلك تستمرين على هذا المنوال أسابيع ، بل أشهرا محاولة أن تعملي لكن بالتدريج تفقدين كل بهجة في العيش وفي الحياة. وفي النهاية فأن عملك يتأثر .. وان مظهرك يتأثر .. كذلك قد يلاحظ زملائك في العمل عليك ذلك ...
إن العملية هذه قد تكون تدريجية ولعل حالتك تتدهور بسرعة متمثلا مشكلتك أما عينيك طيلة يومك فتقعين فريسة لتشنجات الذعر الواحد تلو الآخر...وكلما انكفأت على نفسك أكثر وفكرتي في مشكلتك أكثر مما يجب ، فأنها تصبح اشد إرعابا لكي.. وان ما يدعو إلى القلق أكثر هو إن تشنجاتك من الخوف تغدو حادة أكثر فأكثر وان ابسط منبه يمكن أن يستثير لديك تشنجا...
إن مشكلتك لا تجعلك عرضة للمخاوف فحسب، بل حتى ردود الفعل أيضا تصبح موالى فيها على نحو أكثر.. مما يزيد في حيرتك.. فأنعصاب الانتظار مثلا لا يطاق بالنسبة لك.. فتشعرين وكان دماغك يكاد ينفجر.. وان انعصاب القلق يتحول إلى الم حقيقي في راسك ، فيصبح أكثر من مجرد صداع،،، وانه لآلم فالق ضاغط حاد فيبدو وكأنه لا شئ يمكن أن يخفف من شدته...
وتغدين حساسة إزاء ما تتوهمينه من قلة شأنك...ومع مرور الوقت تبدئين تشعرين بالتعب.... وما من شئ أكثر إرهاقا من الانعصاب الانفعالي المتواصل.. ... فأنتي أول الأمر تتمكنين من التأمل والتفكير ولعلك تستمرين هكذا أشهرا.. ولكن بمرور الزمن وتدريجيا بكل دقيقة في حياتك وقد تعانين من كوابيس في نومك..
عزيزتي .. الاستغراق في المشكلة يجعلك تفكرين فيها أكثر فأكثر .. إلى أن يستحوذ عليك التفكير بها كل دقيقة وكل لحظة من حياتك فلا يرتاح عقلك إلا عند النوم فقط.. هذا إذا ما نمت فعلا نوما هادئا.. وهذا نادر ما يحصل..
عزيزتي .. إن الاستغراق في التفكير في مجموعة أفكار صغيرة كهذه قد تشبه تشغيل نفس اسطوانة حاكي (غرامفون) وتدويرها والاستماع إليها مرارا وتكرارا بدون ا انقطاع...
وبمقدورك في البداية أن تعملي وأنت تستمعي إلى الاسطوانة في الخلفية العقلية.. لكنها بالتدريج تحول بينك وبين ما تؤديه من عمل .. فتقف بينك وبين ما تعملين .. وبينك وبين ما ينبغي أن تقيميه من تواصل مع الناس الآخرين.. فهي تسيطر على عقلك .. إنها تصبح هي عقلك ... فأن مثلا قد اعتدت من قبل أن تحدثي نفسك بالقول لن أفكر بهذا بعد) ، فتطردي بذلك الموضوع المرفوض من حيز ذهنك بنجاح .. أما الآن.. فمهما حاولت جاهدة انتزاع هذا الشيء من ذهنك ، فلا تستطيعين .. وكلما حاولت بذل الجهد لمكافحة أكثر،، التصقت تكل الأفكار في ذهنك بشكل أقوى...وبتعبير آخر.. يفقد عقلك المجهد مرونته ومتانته،، فتبدأ الأفكار غير المحببة تتوالى ، تجمح وتتسابق بصورة آلية..
اخيتي بركان.. هذا النمط من التفكير المتصل يفضي إلى الإرهاق ويكون مفزعا ومربكا إلى حد بعيد..
وفي هذه المرحلة من الانهيار .. يفقد الواحد منا كل الثقة .. يخيل لي أن بمقدور طفل صغير أن يقودني..
عزيزتي.. في هذه المرحلة أيضا كنت أشكو أحيانا من أن بصري متضرر.. وان الأشياء تبدو لي مغبشة ضبابية .
ولا أنسى اخيتي العزيزة مشكلتي في تلك الأثناء أن الأعصاب السمعية قد ارتفعت حساسيتها بفعل التعب..
فأن أي تلامس خفيف يحصل بين الملعقة وصحن الطعام .. يبدو له صوتا آليا مما يحملني على الإجفال..
وان صوت جهاز التلفزيون قد يدفعني تقريبا إلى ما يشبه الجنون..
كنت لا استطيع أن أتعقب أي حوار.. لذلك الواحد منا يبتعد عن الدائرة العائلية وينطوي على ذاته أكثر منسحبا بعيدا عن جو اسرتة..
وعدم القدرة على فهم ما يحدث قد يكون أكثر إثارة للقلق مما يمكن أن تكون على المشكلة الأساسية ... وهذا ما يجعلنا نسير في متاهة فلا نعرف لحالتنا مخرجا...
وحالتنا تنعكس على أفراد أسرتنا... فيصبحون مجهدين محنقين ... ... ولعل كلمة تند عن احد أفراد الأسرة تجعلنا أسوأ حالا...
ولا أنسى الاكتئاب وما يفعل بالواحد منا.. وبذلك يصبح الكفاح اشد ضراوة وأكثر شراسة كلما تمادى الاكتئاب وفتور الهمة في سلب الواحد منا كل رغبة في الشفاء... وكل لحظة تغدو بالنسبة لنا عذابا ومعاناة ..وحتى تمشيط الشعر يصبح عندنا جهدا جسميا وروحيا لا يطاق..
اخيتي .. أكيد طولت عليك.. وسوف أحاول أن ابحث معك بعض الحلول البسيطة في كيفية التخفيف من معاناتنا
لكي منى أجمل التحايا...
أختك ومحبتك أم احمد
|
|
|