المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.

 


 
العودة   نفساني > عيادات نـفـسـاني > عيادة مشاكل الكبار
 

عيادة مشاكل الكبار كل ما يتعلق بالمشاكل النفسيه للكبار ، رهاب ، وسواس ، نوبات هلع ، فصام .... يقتصر الرد في العيادة على الأخصائيين المعتمدين للموقع .

 
 
أدوات الموضوع
قديم 02-05-2005, 10:35 PM   #16
وفاء200
عضو


الصورة الرمزية وفاء200
وفاء200 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8364
 تاريخ التسجيل :  04 2005
 أخر زيارة : 11-06-2005 (02:33 PM)
 المشاركات : 15 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


أستاذي الكريم... السلام عليكم ورحمة الله.
نظرا لتشتت أفكاري هنا وهناك , أعتذر على أني عرضت مشكلتي من النهاية, وإني أكتب الان ولا أعلم شيئا سوى أن ما اكتبه أمر قد حدث وليس مجرد فكرة , قد يتكرر إعتذاري ولكن لعلمي بسخافتي فليس شيئا أشد على العاقل سوى أن يعرف بأنه مجنون ولا شيئا أفضل للمجنون سوى جهله بجنونه. وكلماتك الفواحة بعطر الامل والخير هي التي دفعتني لاكتب. وعذرا على الاطالة والتفصيل فلعلي أجد الحقيقة لديك.
قبل أربعة أشهر كانت البداية التي لن أنساهاو بدون سابق إنذار بينما كنت أقرأ القرآن وبالتحديد عند الايات " كلا أذا بلغت التراقي وقيل من راق ..." شعرت بشئ غريب ينتابني ولأول مرة في حياتي , قلبي ينبض وبشدة بينما تتخافت أنفاسي حتى تكاد تنقطع , شعرت بالخوف الشديد من هذه الحالة الغريبة ولم اجد لها تفسيرا سوى فكرة الموت , شعرت بأني سأغادر هذه الدنيا التي لم اكن متمسكة بالبقاء فيها ولله الحمد, حاولت جاهدة أن انهي الايات واخذت استعيذ بالله من الشيطان وأدعو الله الثبات بقيت على هذه الحالة فترة وبردت اطرافي حتى إزرقت وهذا الموت لم ياتي بعد مللت الانتظار فقمت أغطي نفسي من البرودة وبعدها بدأ مشواري مع الافكار, خرجت إلى اهلي مذعورة وكاني اودعهم واتذكر تلك الايام الجميلة التي عشتها معهم مع أن أحدا لم يلاحظ بي أي تغير واتصور الحالة الذي انا مقبلة عليه حتى ترسخت في عقلي فكرة الموت القريب, بدأ ت فكرة الموت تعيش معي لحظات حياتي في ليلي ونهاري حتي تركت كل شئ في الحياة ولم أري فيها سوى النهاية , أصبحت في كل يوم انتظر الموت فقط ...
دارت الايام وفكرة الموت تتفرع وتتشعب بل كل موقف يمر بي كنت افسره على انه الموت....الخ.
انتبهت بعد فترة من المعاناة أن ما حدث لم يكن بسبب الموت وأن علي ان أعود لحياتي الطبيعية ويكفي ما ضاع من الوقت... وبدأت رحلة البحث عن السبب , اتجهت الي المواقع النفسية وبدأت ابحث فيها بالساعات ووجدت نفس الاعراض التي اعانيها موجودة وهي ليست بالغريبة, تحولت اهتماماتي إلى علم النفس طوال اليوم بحثا عن السبب, مع اني لم أكن اعير هذه الكتب أي اهتمام يذكر, قرأت الكتب وفي الويب عن القلق فوجدته نفس ما اعنيه وكنت اقرا احيانا الكتاب اكثر من مرة عشت فترة من الزمن معاناة القلقين وكانت تنطبق علي بعض الاعراض وحتى ما لم ينطبق فقد كان ينطبق علي بعد فترة لازداد يقينا بان ما اعانيه مجرد قلق , لم اتوقف عند هذا الحد انتقلت إلى كتب الاكتئاب وعشت معه معاناة المكتئبين ونفس السابق تكرر, ويستمر مشوار البحث عن السبب إلى كتب الخوف قرات فيه كثيرا وبدات اقارن وضعي مع من يعانون منه وعرفت عندها مدى معاناتهم , وفي كل يوم تزداد افكاري ووساوسي لم أقتنع فيما سبق وانتقلت إلى موضوع الوسواس القهري الذي أصبح يخيفني جدا ولو مجرد كلمة أكثر من غيره ....... ثم الي موضوع البرمجة اللغوية العصبية التي جعلتني أتعمق في كل فكرة كيف تأتي وكيف تذهب , لم أقرأ في دروسي مثلما قرأت في علم النفس حتي أصبحت لا أصدق هذا العلم ( أعتذر بشدة ) فكل شئ قرأه أعاني منه وهذا أمر لا يصدق, طوال الفترة الماضية كان علم النفس هو كتبي وأوراقي وأشرطتي واهتماماتي طوال اليوم.....لم أشتري الكتب التي احبها فقط لاجل علم النفس, قرأت قصصا واقعية لمن يعانون القلق.. الاكتئاب .. الخوف.. الوسواس, فأعيش ما قرات واقعا ملموسا... ولم اتوقف حتى نصحتني بذلك فجزاك الله عني خيرا.... وللأسف طوال مشوار البحث هذا لم أجد السبب بل على العكس ضيعت الحقيقة. أني أشعر بأني أعيش الان حلما لا أصحو منه إلا على أصوات انهيار نفسي او ربما أعيش داخل الكتب التي قرأتها أو ربما أعيش كل ذلك في الحقيقة لا ادري؟؟؟؟ كل ما أعرفه باني قبل هذا عكس ما انا عليه ولم أعاني من أي مرض نفسي أو جسدي ولله الحمد. أرجوك إلى اين انا ذاهبة؟؟؟لا تعاتبني على شئ فقد انهكت نفسي من العتاب . اختصرت ما استطعت ولدي الكثير الكثير.
دمت في حفظ الله ورعايته.
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت.


 

قديم 03-05-2005, 01:47 AM   #17
أ.القحطاني
عـضو أسـاسـي


الصورة الرمزية أ.القحطاني
أ.القحطاني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2160
 تاريخ التسجيل :  08 2002
 أخر زيارة : 26-11-2007 (11:33 AM)
 المشاركات : 1,193 [ + ]
 التقييم :  38
لوني المفضل : Cadetblue


أختي الفاضلة ..
وفاء 200
سلام الله عليك ، ورحمته ، وبركاته ..

في انتظار الكثير الذي تودي كتابته ....

فقط أود ان أعرف بعد أن أوقفت القراءة ،

والتصفح في المواقع النفسية هل درجة قلقكِ ، وتوترك هي نفسها ...

وسأعقب على ما كتبتِ إن شاء الله ،

في ضوء مالم تذكريه إلا في ردك الحالي عن بداية المشكلــة ..

ربي يحفظكِ .


 

قديم 03-05-2005, 10:54 PM   #18
وفاء200
عضو


الصورة الرمزية وفاء200
وفاء200 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8364
 تاريخ التسجيل :  04 2005
 أخر زيارة : 11-06-2005 (02:33 PM)
 المشاركات : 15 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


أستاذي الكريم... السلام عليكم ورحمة الله.
نفعك الله بعلمك وزادك به إيمانا ونورا.
أستطيع أن أقدر درجة التوتر قبل بـ 5 وبعد أقل من ذلك , بالإضافة إلى ذلك بدأت أشعر بتحسن خلال الفترة الماضية أثناء الصلاة وربما بطوال اليوم لأني تركت إلقاء اللوم على نفسي رغم الأفكار التي كانت تتردد.
لولا تلك الفكرة التي دفعتني لأكتب ما كتبت وأود أن أذكرها مع أنها تتراجع شيئا فشئ ولكنها خلفت ورائها الخوف من عودتها وإذا ما خفت من فكرة كانت تعود.
شعرت فجأة وانا أقرا كتابا بارتياح افتقدته طوال الفتره الماضية وكأن كل شئ زال وانتهى فاستغربت ما انا عليه وما كنت أفكر فيه وما الذي أوصلني لهذه المرحلة وبدات أقارن بين الحاضر والماضي...الخ. حتى لم أستوعب شيئا وتوقفت عند حد الشعور بالجنون...- شعور غريب ومؤلم- وبقيت على هذه الحالة فترة لم أستوعب خلالها شئ فكتبت ما كتبت وذكرت أمر العيادة النفسية لفكرة كانت تتردد وهي أن الوسواس إذا كان يأخذ وقتا طويلا فيحتاج إلى إشراف مختص كنت أحاول تخفيف ما استطعت من حدة الموقف .
فهل يكفي ان تتلاشى الفكرة مع الوقت لتزول ؟؟؟ ساحاول ان لا أكتب وانا في مثل تلك الحالة.
أما ما كان يتردد اثناء الصلاة فهو شعوري بعدم الخشوع أو تعمد السهو فقد كنت أنشغل أحيانا بمواقف مرت بي خلال اليوم ,, او مالذي سأقوم به بعد الصلاة,, مالذي سأكتبه من فكره,,, وبعضها كنت أنساه بعد الصلاة,,, أو الشعور بالحيرة والتشتت من التفكير مما يجعلني اترك التركيزفيما اقوله وبعضها وعموما كان تجاهل الفكرة أو تقليل شانها لا يسمح أحيانا بالمزيد من الأفكار.ولا أدري إن كان ذلك جيدا ام لا. أشعر بأني لو أستطيع إقناع نفسي باني ما أعاني منه عرض أو ربما مرض مؤقت ويزول لخفت على الأقل حدة الأفكار .
أريد أن أنسى أفكاري ولو مؤقتا خلال الايام القادمه فلدي إختبارات- وكم كنت مقصرة - ولا ادري كيف أذاكر وانا اخاف الجلوس مع نفسي. فهل هناك حل؟؟

أما بالنسبة لزيارة العيادة النفسية فلدي قناعة بأهميتها وأتمنى ذلك اليوم قبل الغد ولكن قناعات أشخاص اخرين وتمسكهم بها تفرض علينا احيانا لكن لا يبقى إلا أن نحاول .


000066


 

قديم 03-05-2005, 11:01 PM   #19
وفاء200
عضو


الصورة الرمزية وفاء200
وفاء200 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8364
 تاريخ التسجيل :  04 2005
 أخر زيارة : 11-06-2005 (02:33 PM)
 المشاركات : 15 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


بالنسبة لتصفح المواقع والكتب كنت اشعر بارتياح أثناء قرآتها ولهذا السبب كنت أقرءها اكثر من مرة ولكنه ارتياح مؤقت يعود كل شئ لما كان عليه وربما اسوء.

دمت في حفظ الله ورعايته.
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت.


 

قديم 04-05-2005, 12:24 AM   #20
أ.القحطاني
عـضو أسـاسـي


الصورة الرمزية أ.القحطاني
أ.القحطاني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2160
 تاريخ التسجيل :  08 2002
 أخر زيارة : 26-11-2007 (11:33 AM)
 المشاركات : 1,193 [ + ]
 التقييم :  38
لوني المفضل : Cadetblue


أختي الفاضلة ...
وفاء 200
سلام الله عليك ، ورحمته ، وبركاته ..
وصباحات الخير ، والمسرات ..
ما زلت أتابع ، ونهاية الغد يوم راحة من عناء الوظيفة .
لا أرد عليكِ ، ,انقاشكِ .
حاولي أن تكتب عن التغير بين ما يحدث في صلاتكِ ، بعــــــــــــــــــد أن قرأتِ " كلا أذا بلغت التراقي وقيل من راق ..." ..!. هناك علاقة كيف ترينها أو تفسرينـها ..؟!.
ربي يحفظكِ .


 

قديم 06-05-2005, 03:14 PM   #21
وفاء200
عضو


الصورة الرمزية وفاء200
وفاء200 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8364
 تاريخ التسجيل :  04 2005
 أخر زيارة : 11-06-2005 (02:33 PM)
 المشاركات : 15 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


بالنسبة لسؤالك الأخير.... لم أربط بين ما حدث لي وبين تلك الاية , وبمعنى أخر لم يتغير مفهومي لتلك الاية ...أما عن الصلاة فأشعر أحيانا بخوف وبدون فكرة معينة...

وهنا بعض التفاصيل التي وددت أن أكتبها وتتخلل السابق
في بداية الأمر وبعد معاناة مريرة وحينما بدأت أشكك نفسي في فكرة الموت استشرت أخي في وجود بعض المخاوف لدي وأني قلقة بعض الشئ ولم أكن أعرف ما سبب ذلك بالضبط فنصحني بالصلاة وذكرني بأنه مهما كان ما نعانيه , ففي الصلاة نجد السكينة والهدوء وكذلك في تدبر القران, وكأني غفلت عن هذه الحقيقة طوال الفترة الماضية وفعلا عادت إلى طمأنينتي في الصلاة والقران وأصبحت الصلاة ملاذي الوحيد كلما اشتدت أفكاري وتزاحمت .. وبدأت أكثر من النوافل وقرآة القرأن ... وعشت في تلك الصلاوات طمأنينة عجيبة , جربت بعضا من أسرار السكينة في الصلاة ولله الحمد على ما منّ عليّ,,, لكن أفكاري كانت تتزايد من هنا وهناك بدون أن أشعر بها لا يمر موقف أمامي ولوكان سعيدا قبل ان أصنع منه كوارث ومصائب ولولا لطف الله بأن لا يحدث شيئا مما كنت اتوقعه ... لا أدري كيف سيكون حالي الان... كنت دائما في انتظار حدوث ما اتوقع لقد عشت في أفكار كانت تمر عليّ ولا أقلق منها ,, وإذا بها تسحقني هذه المرة ,,,, حتى ما يعاني منه من هم حولي سواء أمراضا نفسية أو جسمية أو حتي ما يذكرونه أمامي من قلق عادي كنت أعيش فيه بأكثر ما كانون يعيشون فيه ,,,,,, توفيت إحدى زميلاتي في الدراسة – رحمها الله - قبل حالتي هذه بشهر,, لم تكن قريبة مني ,, لكنها تركت في نفسي زوال كل شئ في أي لحظة , لم أكن أستطيع طرد فكرة الموت لانها ماتت فجأة , وهكذا كنت انتظر الموت,,,,,,,,,,
, في كل يوم فكرة ,,, في كل يوم مصيبة في عقلي فقط, - وأستطيع تأليف مجلدات من تلك الأفكار والأوهام !!!- ولا أستطيع التخلص منها ,, وربما لم أكن أعلم بأن عليّ التخلص منها ,,, أصبح التشاؤم ملازما لأفكاري ولا أستطيع أن أفكر بإيجابية إلا مؤقتا بعض الأحيان, لا تلبث أن تنقلب تلك الفكرة عليّ ,,, كلما حاولت أن أعود لحياتي السابقة أجدني مختلفة عن السابق فأشعر بالخوف ,,, لأعود من حيث أتيت ,,,,,, ولكن في صلاتي دائما أجد السعادة الضائعة,,, أخبرت أخي بذلك فطمأنني بأن كل ذلك هو أفكار أتوقع حدوثها ولا تحدث, أي ليس لها من الواقع نصيب.... نصحني مرة أخري بأن اخرج من جو غرفتي وكآبتي وأفكر بإيجابية,,, فعلا خرجت للحياة فوجدت أن فيها من الأحزان ما يوازيه من السعادة .... وبدأت أجد السعادة في كل ما هو حولي وظننت أن كل شئ قد انتهي ,,, وبدأت أعود وببطء لحياتي السابقة ,,, لكن ذلك لم يطول,,, مرة أخري بدأت أجد الخوف في كل شئ,,, حتي ما كان يسعدني وربما هذه المرة فقدت ملاذي الوحيد للطمأنينة ... الصلاة.... لم تعد تهمني السعادة.... ولا العطاء.... ولا حتي طموحاتي... وليتني أستطيع ان لا أهتم بها فعلا..... كل شئ يحترق حولي وتعبت أحاول إطفاء الحريق وفي نفس الوقت لا يمكنني الاستسلام.... في كلا الحالتين يوجد الحزن والاسى.... ولهذا السبب بدأت بالصلاة ... فلا شئ أغلى من الصلاة يومي ملئ بالرعب من أوله إلى أخره .... ولهذا السبب بدأت بالصلاة... ملاذي الوحيد ...
انقلبت حياتي فجأة رأسا على عقب مثلما قلبت مشكلتي هنا.

دمت في حفظ الله ورعايته.


 

قديم 06-05-2005, 11:18 PM   #22
أ.القحطاني
عـضو أسـاسـي


الصورة الرمزية أ.القحطاني
أ.القحطاني غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2160
 تاريخ التسجيل :  08 2002
 أخر زيارة : 26-11-2007 (11:33 AM)
 المشاركات : 1,193 [ + ]
 التقييم :  38
لوني المفضل : Cadetblue


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء200
فليس شيئا أشد على العاقل سوى أن يعرف بأنه مجنون ولا شيئا أفضل للمجنون سوى جهله بجنونه.
..................
...........
....
أختي الفاضلة ...
سلام الله عليكِ ، ورحمته ، وبركاته ..
ومساءان الخير ، والمسرات ..
.... " لا تعاتبني على شئ فقد انهكت نفسي من العتاب ..."
أيعاتب الأخ أخته ، وما كتبتِ إلا ما شعرت به ، وما تعانيه ، أأعاتب من أبدعت ، وأختزلت مئات الصفحات في جملتين " فليس شيئا أشد على العاقل سوى أن يعرف بأنه مجنون ولا شيئا أفضل للمجنون سوى جهله بجنونه ..."
أختي ما عتابكِ الذي أنهككِ إلا لبحثكِ عن مساعدة نفسكِ ، وما مرّ قد ولى ، فتنقلكِ في قراءة ما قرأتِ هو ما جعلك في الفترة السابقة في دائرة المرض ، وبين الأعراض ، والأساليب المتباينة من أجل الإنعتاق من دائرة أستحكمة عليكِ في صحوكِ ، ونومكِ فاضقت بكِ ...

{كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ} (26)
{وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ} (27)
{وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ} (28)
{وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ} (29)
{إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ} (30)
{فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى } (31)
{وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى} (32) سورة القيامة ..
هذا كلام الله ، ونحن عبيده ، كلام لو أنزل على جبل لرأيته خاشعا ... متصدعا من خشية الله ، كم أغبطكِ على لحظات مررتِ بها ، وانتِ تقرئين تلك الآيات ، كُنتِ في ذروة الخشوع ، في أوجه نور إيماني ، وقلبكِ يا أختي من لحم ، ودم ، قلب عامر بذكر الله ، وتوحيده ، وإلا لأذابتها عظمة تلك الآيات ، وكانت هباء .... نعم هو الموت ، وآيات قرأتيها في سورة ما بعد الموت ... القيامة ...!!.
سورة قصيرة ... جسدت صورة حسية حركية نابضة بكل المؤثرات ، والألوان لحال المحتضر عند السياق ، مشهد يكاد يتحرك ، وينطق ، وعندما تبلغ الروح التراقي ، وهي العظام المكتنفة لثغرة النحر ... لحظتها يشتد الكرب ، ، وتزوغ الأبصار ، ويتمنى الإنسان لو يفدي كل ما يملك ، وكل غالٍ من أجل راحته ، وشفاه ، لكن أين من يرقيه ..؟ لأن الأسباب العادية قد أنبترت ، وأدوية الأطباء قد هزلت ، وفشلت ، وما بقي إلا الأسباب المتعلقة بالسماء ... هو الموت الحقيقة المرة .. القاسية ... التي لا تنكر ، والمحددة بساعة لا يحيد منها صعلوكِ ، ولا ملك .. كل روح ستنتزع ... قدر لا مفر منه .
هو الموت يا أختي ، وفي حد ذاته لا يخيف ، لأننا في واقعنا نراه ، ويتكرر ... ولا أحدا يملك مهربا منه .... يزور الصغير ، والكبير ، الموحد ، والكافر ، المريض ، والطبيب ، يأتي في الليل ، وفي النهار ، في صحونا ، ونومنا ، هو الشيء الوحيد الذي لا نتنبؤ بمجيئه ، لأنه من السماء يأتي ... لا آلية تعيقه ، ولا شفاعة تنفع معه ... كم مِن مسجى على فراش مرضه عاش عمرا ، وكم مِن في أتم صحته ، وعزه ، وجاه خطفه الردى كلمح البصر ...
إذن من ماذا خوفكِ ، وما أنتابكِ ، وافزعكِ ..؟نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة توقفي هنا ، وفكري جيداً ) ما بعده من حساب ... جنة أو نار .... ميزان سينصب ، وسراط كحد السيف عليه سائرون كالبرق أو متعثرون .... لم تكوني تنتظري الموت ... لكن الفزع ، والخوف الطاغي حجب عنكِ أن الموت لا ينتظر ... لأنه مقرر مجيئه سلفا حتى لو كنا في بروج مشيده ، فكرة الخوف من الموت هي فكرة ما لم نعده ، ونستعد له ، وحين تجاوزتِ تلك الأيام الموغلة في الخوف من الموت ، ظننت أن القراءة فيما قرأتِ النجاة ، والتفسير لحظة خشوع مررتِ بها فأوشكتِ من الخوف تخرين ساقطة ، وقبلكِ يا أختي صحابة ، وصالحين ، مرضوا أياما ، وما جاوزوا فرشهم بعد قرأتِ آية لأنهم استحضروا عظمة الله ، والخوف من ناره ، والرجاء بجنته ، وبعد القراءة يا أختي في كتبِ علم النفس ، وشطحاتهم ... انشغلت بهاجس تفسير للحظة كانت واضحة التأثير ، وناصعة من القوة في تأثيرها الشعوري عليكِ بدرجة يصعب معها المواجهة أو الفرار ، والإنفلات منها .... آيات وقعت في قلبكِ ، لتأكد حقائق كبيرة ، حقيقة سكرات الموت التي ما استُثني منها رسولنا صلى الله عليه ، وسلم ، وهو ... من هو ..؟!. من غفر ما تقدم من ذنبه ، وما تأخر ... وحين توفي الصديق رضي الله عنه ، بكى عمر الفاروق رضي الله عنه ، وقال يا ليتني شعرة في صدر أبي بكر .
أختي استمريتِ في قرائتك حتى بدأت الوساوس تزاحمكِ ، وتكون أكثر إلحاحا في صلاتكِ ، ولمعرفتكِ بأن الصلاة أهم ركن ، وأول ما يحاسب العبد عليه صلاته ، ولماذا الصلاة ..؟!. ربما لخوفكِ الذي مررتِ به ، وما قرأتيه (" عشت فترة من الزمن معاناة القلقين ، والمكتئبين ، والخائفين ، والوسواسيين .." ولو ما توقفتِ ، وبدأتي تقرئي في الأضطرابات العقلية ، ستجدي نفسك تعيشي معاناة الفصاميين ، والمضطربين في شخصياتهم ... وكان هناك ارتياح أشبه بالمخدر المؤقت ، والمسكن ما أن يزول تعودي إلى نهم في التنقيب عن تفسير لغاية الإنتهاء من الألم ، وبلوغ راحة دائمة )، وأشياء أخرى ، ما حدث راودتكِ وساوس تشغلكِ في ما قبل صلاتكِ وأثنائها ، وبعدها ، فكان السهو ، والتشكك فيها ، ( وهنا حاولي الربط بين لحظة ومشاعر الأحتضار التي مررتِ بها ، وما يحدث في صلاتكِ ) علاقة عكسية بين كل ما هاجمتكِ الوساوس في الصلاة ، وأشغلتكِ فيها ، وهذا شعور ، وتقصير في أهم عبادة ، وبين لحظة عايشتيها كالموت كانت ....( أي تقصيري في الصلاة يعني زيادة في الخوف ليس من الموت ، وإنما لِم بعده ) نعم تقصير خارج عن إرادتكِ ، تقصير شغلك فيه توترتكِ عن أن صلاتنا أحيانا لأننا بشر ليس لنا فيها إلا نصفها أو ربعها أو عشرها ، تقصير ذكركِ به أخوك أن بها الراحة ، والسكينة ، وساوس تزاحمكِ في الصلاة ، وكأن حالك يقول كيف سأواجه ما بعد الموت وقد بانت لي بوادره ، وعشت تفاصيلة ، وغمّ عليكِ ، وأنا في صلاتي مقصرة ، ومنشغلة ، وبين سهو ، وسهو ، تقصير أنساك أننا بشر ، لا نحاسب على تقصير أو عجز فيها خارج إرادتنا أو مخاوفنا ، بينما الحساب لمن هم عن صلاتهم ساهون .
أختي لا أخفيكِ في كتابتي لهذا الرد شيء من التشويش ، قدر ما حاولت أن أبسط ما أود قوله ليساعدكِ فأعذريني إن عجزتِ ، وخذلني حرفي .
ربي يسعدكِ ، ويحفظكِ .


 

قديم 07-05-2005, 07:08 PM   #23
وفاء200
عضو


الصورة الرمزية وفاء200
وفاء200 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8364
 تاريخ التسجيل :  04 2005
 أخر زيارة : 11-06-2005 (02:33 PM)
 المشاركات : 15 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


[move=right]الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله[/move]
أخي الكريم.....
لأول مرة في حياتي تعجز كلماتي وأفكاري – رغم كثرتها وشدتها – أن تشكر شخصا, صدقني حاولت في البداية أن أكتب ولو كلمة واحدة ... فما استطعت, كل شئ بدا ساكنا ... صامتا ... ميتا من الإحساس... وأنا أقرأ كلماتك ........................... سوى دموعي المنهمرة.
وبصراحة لم أستغرق كثيرا في التفكير والبحث عن كلمات الشكر, حتى لا أضيع بين زحام أفكاري المتناقضة ولا أصل في النهاية إلى نتيجة ... كالعادة... ولكني فقط استطعت أن اجمعها هذه المرة.... لانها مهما تفرعت فسوف تؤؤل في النهاية الي هذه الكلمات:
" أنك شخـــــــــص لا يستحق حتى كلمة ـــــ شكراً ـــــ لأن ظني فيك أنك لا تريد جزاءا ولا شكورا, ولكن أقول لك ... حسبك : ..." من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة"... حسبك الجزاء الاوفي من الله .... حسبك أن الله بكل شئ عليم .....حسبك ذلك كله ولا تحتاج لشكر مني"
أخي... لا أدري كيف ضاعت مني الحقيقة.... وسبحان الله عندما وجدتها , أجدني أصدقها بصعوبة ... أؤكد لك ثقتي التامة بكل كلمة كتبتها ....و أنها لكلمات بين ايدينا جميعا , فيها النور والهداية ما تمثلنا معانيها... لكننا نغفل عنا أحيانا فتتفرق بنا الطرق...

لا أدري....... أأفرح لنعمة رزقني الله إياها بغير حول مني ولا قوة........
أم أحزن لتقصيري وإسرافي في أمري.........................
أم أبكي لما ضيعت طوال هذه المدة............................
أم أتفاءل بعودة قريبة لصلاتي ومصحفي بعد طوال غياب......

لا أدري ... لا أدري ... سوى أن خيوطا للفجر بدأت تلوح في الأفق البعيد ... رغم الضباب ... وليس أمامي سوى أن أنتضر شمس الحقيقة لتنسف الظلام والأوهام...ربما أحتاج بعض الوقت كي أستوعب الذي حدث. فعقلي أصبح يعبث بكل شئ!!!
دمت في حفظ الله ورعايته


 

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:56 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd. Runs best on HiVelocity Hosting.
المواضيع المكتوبة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع رسميا