أعتذر.

اخي ولافي فضفض بماتريد فكلنا نسمعك

كانت لي رحلة طويلة ومتقطعة مع الأطباء والأدوية ، غالبها لم يأت بنتيجة.تعرفون أنا لست ساخطا على وضعيتي كليا ،، فأنا لدي أسرة وأصدقاء وعمل ،لكن أنا لا أعط الكثير يعني نقص في الإنتاجية ، فمثلا في عملي أرمي على الناس مسؤولياتي ، منها ما يتعلق ببيتي ، غريب أن تحس أنك لا تحب أن تفعل أي شيئ ،غريب أن لا تحب المال مع أنه سيحل لك الكثير من المشاكل ..فظيع ما ينتابك من عجز حتى على أبسط الأمور ..ثم النظرة التي ينظر إليك بها من حولك .. تساؤلات ، تخمينات ، إستغراب ، لماذا لا يأتي للعمل باكرا ، لماذا لايقوم بما يجب عليه ، سمعت أنه مريض ، وأي مرض هذا الذي يجعلك تستغني عن عملك أو لا تقوم بمجهود أكبر ، ربما ليس مريضا إنما هو العجز ، فشباب هذا اليوم معروفون به ، إنه التملص من المسؤولية ، إنه حب الراحة و استغلال الناس... حسنا سمعت أنه بدأ في استشارة طبيب !!!!! لماذا هل هو مريض ؟ ويتشجع أحدهم ويأتيك سائلا عن حالك ـ قاصدا الخيرـ وعن سبب الذهاب إلى الطبيب فتشرح له ما تحس به ثم تراه مستغربا ،، لا لا أنت تبالغ أنا لا يظهر لي فيك أي عيب .. أنت تريد أن تمرض نفسك بنفسك ، ، والبعض يكاد أن يقسم الأيمان المغلظة على أنك تبالغ وليس بك شيئ .. وبعضهم يقول أن هذا سببه الذنوب والمعاصي .. وبعضهم يظن أن الأطباء النفسيين يلزمهم أطباء .. وحتى إن وجدت من يفهمك فالحل في نظره سهل وهين وسحري ، ماعليك إلا أن تخرج مما أنت فيه... وتستمر الحكاية..

والله لقد صدقت هذة الحكاية بكل حرف فيها


نعم اخي الكريم كلنا متشوقون لبقية الحكاية

في كثير من الأحيان أجلس مع نفسي أتسائل وأقول : ماذا لو كان هذا الإكتئاب مجرد وهم ؟ ماذا لو كان ما بي من تلقاء نفسي ؟ أي أن فقدان الإهتمام مني ..أي أنا السبب في مشاكلي ، أنا الذي أريد أن أنام في الصباح ، أنا الذي أعجز عن المسؤوليات .. أنا الذي .... ثم أتسائل : لماذ حينما أحاول أن أتغلب على الأمر أحس بضغط كبير وآلام كثيرة ..غريب ..لماذا عندما تواجهني المشاكل ـ خصوصا العمل ـ أريد أن أتخلص من كل شيئ ..لماذا ليست عندي استمرارية في أي أمر ..دراسة ، عمل ،رياضة ، دين ...لماذا حينما أكون مدعوا عند شخص ما كأنني ذاهب إلى السجن وما ألبث أن أعتذر إليه .. ثم أسأل نفسي هل للإكتئاب علاقة بالدين ؟ فتقول لي كيف ؟فأجيب : أي لماذا تدهورت حالتي الدينية ؟ لا بد أنني أنا السبب .. لا يمكن أن يكون الإكتئاب هو السبب ..بل ربما الإكتئاب عقاب من الله على ذنوبي ..أنا الذي فرطت في الطاعات وعصيت الرحمن واتبعت الشهوات ..إذن فالمعادلة صحيحة ،ولا يمكنني أن ألقي اللوم على الإكتئاب أو أجعله عذرا لي أمام الله عز وجل..فلا طاعة إلا بالمجاهدة وإلا فالجميع سينعت بالمكتئب ..فتجيبني نفسي: ما تقوله صحيح نسبيا ، فيه وعليه ..لا يمكن أن نلقي اللوم على الإكتئاب في كل تصرفاتنا ، لكن أخبرني : لنعتبر فعلا أنك أنت الذي اخترت طريق المعاصي ، والفتور عن الطاعات ورضيت بالقليل منها ، فما الذي يجب أن تكون عليه بالمقابل ؟ قلت وضحي ؟ أجابت يعني دنيويا كيف يجب أن تكون ؟ قلت فهمت .. يجب أن أكون محبا للدنيا ، للمال مجتهدا للحصول عليه ومجتهدا في ذلك ، محبا لشهوات الدنيا وزينها لا آأل جهدا في تحصيل حطامها ، الشيئ الذي أفتقده ..قالت أصبت ..إذن المعادلة ناقصة.. وتستمر الحكاية................

كلمات ثقيلة في وزنها تحتاج ان نتمعن ماورائها

فهي حتما تمر بذهن كل مكتئب

ولكن ماسرني فعلا او ان الحكاية ستستمر

بانتظار استمرار مشاركتك

كيف للإنسان أن يسترد أحاسيس ضاعت منه .. في كثير من الأحيان أتسائل عن الإنسان الطبيعي كيف هي إحساساته ، وإن قدر الله أني شفيت هل سأحس مثله ،ولكن الإشكال هو أن بعض الأحاسيس التي أفتقدها تكاد أن تكون مشتركة مع الكثير..فمثلا حينما كنت صغيرا كان لكل شيئ ذوقه ، أول السنة الدراسية لها إحساس دون باقي الأحاسيس ،بما فيها ملاقاة أصدقاء جدد ،،الصباح جوه وإحساسه مختلف عن المساء، عطلة الأسبوع كذلك ، العطلة الصيفية أيضا.. لكن كما قلت سابقا الكثير يشتكي من فقدانها .. إلا أن الناس كما ألاحظهم يحبون الخروج ، التفسح ، تبادل الزيارات ، التمتع بالدنيا ، المال ، إتخاذ الأسباب لذلك ،،ـ ويبدو هذا ممتعا ـ كما أن هناك من تحس به أنه يتأسف لما حظيت به ولم تعرف التصرف فيه . تعرفون الذي يؤلمني حقا في هذا المرض هو معاناة الناس من حولك ..المجتمع مترابط بصفة إعجازية ،يظهر أثر مرضك شئت أم أبيت .. لذلك فضلت ألا يعرف مرضي ومعاناتي الكثير، ـ وأحاول أن تكون تصرفاتي عادية قدر المستطاع ـ ،إلا من هو أقرب قريب ومع ذلك لن تسلم من التألم ، نظرات الزوجة ، حزنها في بعض الأحيان ، تشجيعها في وقت آخر ، تهكمها حينا آخر ، وأنا أعرف أنها لا تريد لي إلا الخير ، وتنتظر مني الكثير. كذلك حينما أسمع دعاء الوالدة ، تساؤلاتها عن حالتي الصحية في كل حين ،سبحان الله هي تحس بي حتى وإن تأخرت عن زيارتها أسبوعا.. ثم الأصدقاء ، تفقدهم الواحد تلو الآخر على مر السنين، ليسوا مستعدين أن يتعايشوا مع إنسان حزين ، قد ارتسم الحزن على وجهه وإن ضحك ، هم محقون ، ولمذا سيتعايش من يريد الفرفشة مع من هو حزين ،الأدهى من ذلك أنك أصبحت معضلة ، أنت غير مفهوم ، معذورون هم يحكمون على ما يرون ، أنا الذي انعزلت ،لكن أحمد الله على كل حال.

اخي ولافي تشعر باحساس زوجتك بك من حولك ؟؟


ياليتني اجد من يفهم مرضي او حتى يشعر بي ممن حولي

كما قلت الام تحزن لمجرد الحزن على الشكل الظاهر الذي نصل اليه

لكن هي لا تعلم مدى المعاناة الحقيقة وليتها لا تعلم حتى لا يتفطر قلبها الما


نحب اني يكون للقصة تتمة :)

أريد أن أعرف ما السبب في حذف ثلاثة مشاركات من موضوعي ?

اخي ليس فقط موضوعك حتى موضوعي اعتقد ان المشكلة تعم الموقع كلة

اخي ولافي عجبتني فضفضتك وشرحك لحالتك احساسك وشعورك لايختلف عن احاسيس بقية الناس المكتئبين
الانسان العادي يتالم ويتضايق وتحزنه امور كثيره كما قلت وربما بفتقد بعض الاحاسيس الجميله كما في الصغر لكنه يتعامل مع ظروف الحياه بشكل طبيعي ويخرج من دائرة الهموم حتى لو رافقته فبمقدوره ان يتعايش معها اويولي وجهه عنها ويسعد ويتلذذ بما في الحياه من مباهج
اما المكتئب يظل حبيس الحزن ويعيش في دائرة من الهموم والغموم التي لاتنتهي
فضلا عن انه يعطيها قدرا اكثر مماتستحق بمئات المرات
ويفقد الاحساس بالبهجه والسعاده وتظل الافكار السلبيه والتشاؤميه تفتك به من كل جانب حتى لو ربح حينها نصف مال العالم لن يحس بنشوه عارمه او سعاده لان هناك
مايحول دون احساسه فهويعيش في اختلال يمنعه من ترجمة الامور بشكل صحيح
مثلا شخص قال لك انت غبي وانت بحالتك العاديه يمكن تتضايق شويه وتقول له لاانا مش غبي انت اللي يظهر مافهمتني اما وانت مكتئب سيجول بخاطرك الظاهر فعلا اني غبي والدليل اني خسرت مالي او فشلت في المشروع الفلاني والناس بتنفر مني لاني غبي ومااعرف
افكروعشاني غبي ومابفهم صرت انسان فاشل موزي الناس الاذكياءالناجحين في
الحياه ويظل يتالم من هذه الفكره عن نفسه وتغذي احاسيس الكآبه عنده

لي عودة ان شاء الله

أشكر كل من ساهم في مشاركتي وشجعني على الكتابة واعذروني على فضاضتي لأني فعلا لا أجد في نفسي حبا للمجاملات لا تملوا لأني لا أشكرككم على كل مداخلة ، ربما سأفعل ذلك حينما أتحسن إن شاء الله. لكن شكر خاص للأخت فجر منير جزاك الله خيرا أختي ، كذلك برورة وكل من ساهم ، فعلا أحس بتحسن نسبي على أول مشاركة. إذن فأنا فعلا " أعتذر".

لا يااخي لا تعتذر فكلنا هنا نفهم معاناة بعض ونشعر ببعض

ابد لا تتوقف عن الكتابة فكلنا نقرا حروفك بتمعن

وفقكم الله لكل خير يارب العالمين

سأجيب أخت فجر منير عن علاقتي مع زوجتي أو بالأحرى سأعيد مامحي البارحة فأقول : زوجتي لها مكانة كبيرة عندي يعلم بها الله ، لا أنكر أني أحبها، هي كذلك قد نكون مختلفين في النظرة إلى الحياة ، المستقبل ، الأحلام ، لكن عرفنا كيف ننسجم ،واجهتنا الكثير من المشاكل والتحديات ، لكن لم تزعزع ترابطنا. كذلك هناك إختلاف كبير بيني وبين زوجتي يسبب لنا المتاعب ،زوجتي لا تحب السكون ، كثيرة التحرك ،اليوم كله في شغل للبيت من تنظيف وترتيب وطبخ وووو..... ـ أسأل الله أن يبارك فيها ويحفظها ـ بينما أنا عكسها تماما . فتبدأ بالتشكي أن هذا كثير عليها ، وأني لا أساعدها ، مع أني أعرف أنها تحب أشغال البيت ، إنما هي تريدني نشيطا متحركا متفقدا للبيت ولوازمه ، وهو مالم تجده في.. هذه مشكلة .. في الأول لم أكن أعرف أني مريض فكنت أربط ذلك على أنها طبيعتي ومن الصعب أن أتغير..لكن بعد أن علمت أني مريض ـ وهي قصة أخرى ـ قلت أنها ستعذرني لكنها لم تتقبل مسألة أني مكتئب البتة ، هي بطبيعتها لا تحب الأطباء ، فكيف بالنفسانيين ، غالبا ما تنعتني أني متوهم وبأني ضعيف الإرادة ، لذلك تحاشيت أن أتكلم معها عن موضوع مرضي ، حتى أني في بعض الأحيان أتناول الدواء سرا.. لاتفهموا من هذا أن حياتنا تعيسة بآلعكس أحاول جاهدا ألا يؤثر مرضي على علاقتي مع عائلتي ، فأنا أحاول دائما أن أدخل السرور على زوجتي ، أستمع لها أتعاطف معها أمازحها أداعبها أخاصمها لكن لا يمكنني أن أخفي في بعض الأحيان الحزن ، الشرود ، التفكير العميق ، قلة الخروج من البيت إلخ ... فتبدأ بالتساؤلات ،فأتهرب لأنني اقتنعت أنها لن تتفهم مرضي مهما شرحت ـ إن كانت تعتبره مرضا أصلا ـ هي فعلا تحس بي وبمعاناتي لكن لا تحب أن تراني على هذا الحال، هي تفضل فكرة أني مسحور على فكرة المرض..وتستمر الحكاية ..